آن الأوان أن تعود الحياة في مصر إلي وضعها الطبيعي, وآن الأوان أن يستتب الأمن في ربوع الوطن, وأن تدور عجلة الانتاج لدعم الاقتصاد وزيادة الاستثمار وتشغيل الخريجين والشباب. وآن الأوان أن نقول كفي فوضي وانفلاتا, وكفي مظاهرات واعتصامات واحتجاجات, وكفي خروجا علي القانون والنظام العام, لأنه إذا استمرت الأوضاع الحالية علي هذا النهج الفوضوي فسوف تنهار الدولة شيئا فشيئا ثم نجلس ونبكي علي اللبن المسكوب. وليعلم الجميع أن مصر تمر حاليا بمرحلة انتقالية صعبة وخطيرة وحساسة ولاتحتمل كل هذه الأوضاع, فمازالت مصر داخل عنق الزجاجة, تعاني من محاولات تفتيت الوطن, وزرع الفتن, وإثارة الشغب والعنف من هنا وهناك. وهذه المرحلة العصيبة تحتاج إلي الهدوء, وضبط النفس, ورص الصفوف حتي تسترد مصر عافيتها وتجهض كل محاولات فلول النظام السابق والقوي الخارجية النيل من استقرارها وأمنها. كما تحتاج هذه المرحلة أيضا إلي دعم الحكومة الانتقالية والمجلس العسكري لعبور الانتخابات البرلمانية بلا تزوير, والتركيز علي إرادة الشعب باعتبارها المفتاح الوحيد للتحول الديمقراطي وعبور طوفان الفوضي إلي بر الأمان. إن ثورة 25 يناير لم تقم إلا من أجل العدالة الاجتماعية, والحرية, والديمقراطية, وترسيخ مباديء حقوق الانسان وإذا لم نتوحد, ونجتمع علي قلب رجل واحد فالمتربصون بمصر كثيرون وهم لايريدون لها خيرا, فهل نعينهم علي ذلك أم نصبر حتي تستقر البلاد بحكومة مدنية, ورئيس مدني, ومجلس منتخب, ودستور جديد؟ هل نطلب المستحيل من المعتصمين والمضربين عن العمل لتصل مصر إلي بر الأمان بعيدا عن مظاهرات وإضرابات واعتصامات قد تؤدي بنا إلي مالا يحمد عقباه؟ المصدر: الاهرام 19/10/2011