فى رده على أسئلة وجهتها له شبكة ال(CNN) الإخبارية قال أمين العلاقات الخارجية بحركة الدكتور خليل جبريل إبراهيم (ان الحركة تفضل التوصل الى سلام من الضغط على الرئيس عمر البشير لدفعه الى الجلوس على طاولة المفاوضات من جديد)! وهدد إبراهيم – فى ذات السياق – بإمكانية معاودة حركته هجومها على العاصمة السودانية الخرطوم، وتابع قائلاً : إذا لم ننقل الحرب الى عقر دار النظام فى الخرطوم فان الحكومة لن تهتم على الإطلاق بإصلاح الأوضاع او السعي الجديّ للوصول الى اتفاق سلام. الدكتور أمين حسن عمر مسئول المفاوضات الخاصة بدارفور من جانبه قلل من تهديدات الحركة ووصف اى محاولة لها بهذه المثابة بأنها انتحار من جانبها ولفت أمين النظر الى ان حكومته سبق لها وان دعت حركة خليل لجولة مفاوضات فى العاصمة القطرية الدوحة ولكن الحركة رفضت ذلك وفضلت التهديد باستخدام القوة. وما من شك ان هذه التهديدات – الجديدة القديمة – من جانب حركة الدكتور خليل تبدو مثيرة للدهشة ولا نقول السخرية، فلو تغاضينا عن ان حركة خليل بالفعل وُجِهت لها عشرات الدعوات الرسمية بواسطة الحكومة السودانية والوسطاء والعديد من أصدقائها للدخول فى مفاوضات مع الحكومة السودانية، وتغاضينا عن إعلان المبادئ الشهير الذى ارتبطت به الحركة قبل نحو عام ويزيد مع الحكومة السودانية فى الدوحة وجرت خلاله اتفاقات إطلاق سراح أسري، ووقف لإطلاق النار، ولو تغاضينا ايضاً عن امتناع حركة خليل مواصلة جلسات التفاوض التى كانت تجري على قدم وساق حينها وكانت تشارف التوصل الى اتفاق نهائي ولا يُعرف حقيقة الأسباب التى منعتها من مواصلة التفاوض اللهم إلاّ مراهنة خليل - فى ذلك الوقت - على دعم القذافي وإمكانية حصوله على قوة جديدة بعد تحطم حركته عقب هجومها الفاشل على أم درمان (مايو 2008)...لو وضعنا كل ذلك جانباً و اعتبرناه كأن لم يكن، فان حركة خليل بمعطياتها الحالية وبظروف الانشقاق الهائل التى تعيشه بعد خروج مجموعة مقدرة من قياداتها الميدانية فى مقدمتهم محمد بحر حمدين عبر البيان الشهير لا تملك اى قدرة على مجرد التهديد نفسه وهذه حقيقة يعلمها حتى د. خليل نفسه، ومن العبث ان يسعي لتكرار خطأ فادح كخطأ الهجوم على أم درمان وذلك ليقضي تماماً على ما تبقي له. ان غرابة تهديد حركة خليل لا تكمن فقط فى أن الرجل يعشق العنف و إسالة الدماء دون امتلاك رؤية سياسية واضحة ومقبولة وأنه يسعي فقط لتدمير خصومه ولا يهم بعد ذاك ما يحدث ولكنها تكمن فى أنه يلبس جلباباً فضفاضاً أكبر بكثير من حجمه ويبالغ مبالغة مفضوحة فى اتخاذ المواقف الباهظة الثمن بما يدل على أنه يائس وصل به يأسه الى درجة إنهاء وجوده بيديه. والأغرب من ذلك ان الحكومة السودانية و مهما قيل عنها ومهما كانت درجة كرهه لها لم توصد الباب أمامه مطلقاً للتفاوض، فهو مدعو للتفاوض فى أى لحظة ولهذا فان من الغريب ان يطالب أحد بشيء فى متناول يده. ما من شك ان هذا التهديد - وبصرف النظر عن التدابير التى اتخذتها الحكومة السودانية مستفيدة من درس العاشر من مايو 2008 - هو من قبيل التهويش ومحاولة إثبات الوجود السياسي لحركة وصلت مرحلة الاحتضار والغرغرة وهو أمر لا يحجبه عن الكثيرين سوي هذا الصوت العالي (لمن تبقي) من قيادات الحركة التواقة لمفاوضات سريعة تحفظ ماء وجههم وتغنيهم شر الملاحقة من جانب الجيش السوداني !