على الرغم من ان حركة العدل والمساواة بزعامة الدكتور خليل إبراهيم درجت على اطلاق الاتهامات ، والقيام بمغامرات و ظلت تقع فى سلسلة أخطاء فى الحسابات السياسية والعسكرية بما أفضي بها الى واقعها المؤسف الحالي ، إلا أن أحد لم يكن يدور فى خلده ان يصل خطأ حساباتها واتهاماتها درجة اتهام الخرطوم بتدبير محاولة اغتيال قائدها الدكتور خليل ، فقد أصدرت حركة خليل بياناً - الثلاثاء الماضي - اتهمت فيه الحكومة السودانية بأنها دبرت اغتيال د. خليل . البيان لم يشر الى دليل ليكتسب ولو الحد الأدني من المصداقية ، كما لم يورد ملابسات موضوعية جديرة بالاهتمام . الحكومة السودانية من جانبها وعلى لسان القيادي بالوطني د. إبراهيم غندور نفت الاتهام ورفضته، وقال غندور أن هذا (ليس من شيم السودانيين) وحركة خليل تعلم ان هذا ليس ديدناً للحزب الوطني مشيراً الى ان الوطني ظل لثلاثين شهراً فى الدوحة بحثاً عن السلام فكيف له ان يتورط فى عملية كهذه؟ والواقع انه وحتى بعيداً جداً عن ما قاله غندور ، فان اغتيال خليل لن يحقق هدفاً للحكومة السودانية ويعتقد العديد من المراقبين واللصيقين بالملف الدارفوري إن الحكومة السودانية لو كانت - فى اى يوم من الأيام - تسعي وراء هدف التخلص من خليل ، فان الأمر بالنسبة لها غاية فى السهولة لأن الرجل لم يبلغ الدرجة الكافية من الحيطة التى تجعله بمنأى عن الرصاص . من جانب ثان ، فان خليل نفسه يعاني من مشاكل و تعقيدات داخل حركته ، بعضها ترجع أسبابه الى اعتقاد بعض بني عمومته أنه ورط الحركة فى هجوم العاشر من مايو 2008 على مدينة امدرمان ، وفقدت الحركة العديد من قادتها و بعضهم احتجزته السلطات السودانية و قضت عليهم بحكم الإعدام. وقد سبق أن واجه خليل العديد من أصوات الاحتجاج داخل حركته بسبب عجزه عن إطلاق سراح المحتجزين لدي السلطات السودانية ؛ بل ويشير قيادي بحركة خليل الى ان السبب الرئيسي الذى دفع خليل قبل نحو عامين للذهاب الى مفاوضات الدوحة هو سعيه لإطلاق سراح محتجزي الحركة لدي الخرطوم و لا يزال هذا السبب قائماً ، مما يشير الى ان هنالك من يسعون للانتقام منه – من داخل حركته – جراء تسببه فى هذه الورطة . من جانب ثالث ، فان خليل كان فى طرابلس حين تفاقمت الأحداث فى الجماهيرية الليبية و قيل إن قواته شاركت فى قمع المتظاهرين الليبيين وسواء كان هذا الاتهام صحيحاً أم لا، فربما أدي الى ثورة غضب تجاهه من جانب الثوار الليبيين أراد بعضهم الانتقام منه. وهكذا فان أصحاب المصلحة فى اغتيال خليل يتراوحون ما بين القريبين منه الذين يشعرون بأنه ورطهم فى أحداث عديدة دون طائل و ما بين خصوم فى ليبيا اعتقدوا- بصرف النظر عن صحة ذلك من عدمه - أن خليل شارك في سقوط الضحايا من الثوار الليبيين ، وما بين خصوم دارفوريين من حركات أخرى مثل حركة مناوي التى سبق لخليل توجيه ضربات قاسية لها فى مهاجرية قبل أكثر من عامين!