ربما تسائل البعض عن مغزي الصراخ الذي ظل ينعق به قادة الحركة الشعبية بشأن بعض رسائلها لشريكها الآخر بالحكومة ، علي الرغم من كثرة اللجان المشتركة بينهما ..؟! ، والإجابة البديهية التي يمكن قولها مباشرة هي خلو الحركة من برنامج أو فكرة أو مشروع حقيقي وواقعي يجعل قلبها (يثبت) من خفقانة المستمر كلما تنامي لسمعها كلمة (انتخابات) ..!! ، وحديث قادتها علي إثر مرور خمسة أعوام علي اتفاقية السلام .. تجدهم يصرخون بأزمة الوصول لوحدة ..!! ، وأضعف الناس يدركون سوء إدارة الحركة لمف الأمن والاقتصاد والسياسة ، مما أفقد أهل السودان أهمية الوحدة مع مجموعة تقطع الطرق وتنهب الأموال ، والحديث عن (جاذبية الوحدة) يتم تجزيره بالجنوب بإيادي الحركة لا بيد غيرة .. ولكن قادة الحركة كثيري الصياح لنقل إخفاقاتهم ..!! ، فأنت اذا مر بك قطار وسمعت جلبة لأحدي عرباتة فاعلم إنها فارغة .. وكذا هي الحركة الشعبية ..!! ، وإذا سمعت تاجرا (يحرج) علي بضاعته وينادي عليها فأعلم إنها كاسدة أو أن تاريخ إنتهاء صلاحيتها لم يبقي منه كثيراً ، إن كل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ .. وكذا يفعل (باقان وياسر) وهم يبحثون في كل ناحية عن مكاتب الفضائيات ومراسلي وكالات الأنباء ليحدثون عن شريكهم الذي يبهتونه بإخفاقهم وتجاوزهم ..!! ، اما المثابرون فهم في سكون ووقار لأنهم مشغولون ببناء المجد وإقامة النجاح وتقديم المشروعات الخدمية والإنتاجية لمواطنيهم .. سدود وطرق وجامعات ومشروعات زراعية وشركات اتصالات تربط أرجاء الوطن وكباري لتعبر عليها آليات التنمية ..!! ، و(المؤتمر الوطني) يحمل بين جنباته هذا الهم بكامل المسئولية التي تحملها يوم كانت البلد (جنازة بحر) يهرب منها الجميع ..!! ، فلم يدير ظهره لها ولم ينجز في تاريخ حكمة كل هذا الإنجاز لولا التزامه بمعايير تحقيق النجاح (الاستعانة بالله تعالي وبالكتمان) ..!! ، فتدفقت الإنجازات كالنهر المنهمر .. وخدمات كثيرة وأفكار مبدعة غير تقليدية ..!! ، لأن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة .. فهي تقدم الإنتاج الوفير لا الصراخ والزعيق ..!! ، أما السنبلة (اليابسة) الفارغة من الحبوب فتهبها الريح لخفتها ، ومن الناس أناس (فارغون) من الحكمة وحسن الخطاب و(مفلسون) من ثقافة ودرر الحديث الصائب و(أصفاركبيرة) رسبوا في مدرسة الحياة والسياسة والتنظيم علي الحد السواء ..!! ، وأخفقوا في مدرجات المعرفة والإبداع والإنتاج ..!! ، فإشتغلوا (بتشوية) أعمال الناجحين وكذا تفعل الحركة الشعبية التي تعمد لفرملة تنزيل اتفاقية السلام التي تريد (كربة وسط) وعكوف وصبر لتحقيق شروطها علي الأرض لا الهروب من قاعة المجلس الوطني وتسيير المظاهرات من أجل إجازة القوانيين ..!! ، سلوك الحركة الذي تتبعة يذكرنا بتصرف طفل أرعن ..!! ، وهؤلاء الشركاء .. مشاريعهم كلام وحججهم صراخ وأدلتهم هذيان ..!! ، الحركة طوال تاريخ مشاركتها في الحكم بعد عودتها من الغابة وبفضل قيادتها التي تركتها مختارة ل(اليسار) الذي جاءها محبطا جراء عدم ثقة الشعب السوداني فيه طوال ال(50) عاماً الماضية فلم يمنحهم فرصة أو ثقة ، بل جعلهم باستمرار حزباً هزيلا ضعيفا لا يري بالعين المجردة ..!! ، جعلوه حزباً (صفراً علي يسار الرقم) يعيش بلا هدف ويمضي بلا تخطيط ، ويسير بلا همة ، ليس له أعمال تنقد ..!! ، فهو جالس علي الأرض والجالس علي الأرض لا يسقط ، لا يمدح بشئ لأنه خال من الفضائل ولا يسبه أحد فهو بلا حساد ..!! ، فاليوم يود اليسار أن (ينتقم) من الشعب السوداني بتعطيل تنفيذ الإتفاقية ، بالهروب من جلسات البرلمان والانسحاب من مجلس الوزراء وحكومة الولايات في بعض الأحيان ..!! ، الشعب السوداني يا(رفاق) كالنخل باسق الطول دائم الخضرة حلو الطلع كثير المنافع ، ولهذا إذا رماه (سفيه) بحجر عاد عليه بالتمر..!! ، ولا يستحق كل ذلك العنت الذي تقابلونه به ، فقد إستبشر خيرا باتفاقية السلام التي وضعت حدا للحرب والفقر والمرض ، فلماذا (تجازونة) بتوقيف سيره المسئول (هذه المرة) نحو تحقيق حرياته غير المنفلتة أو المتشبهه بقيم الغرب وعاداتة ..!! ، ولماذا تهرب الحركة الشعبية وبقية أحزابها (الكومبارس) من الانتخابات التي ستضع حداً لكل عدم الاستقرار الذي يكتنف البلد ، وينهي حالة تقسيم (السلطة والثروة) علي نسق جهوي ليكون كل شئ خيارا واحداً يختاره شعب السودان ..؟! ، لماذا هذا الهروب .. أهي عدم ثقة في المقبولية من شعبنا التي يختزنها عقل هؤلاء يا تري ، أم هو إصرار علي الانتقام من شعبنا لإقصائه المستمر للحزب الشيوعي ، وتبقي القصة الأكثر في جاذبية الوحدة التي أدارها الرفاق وفق مصلحة حزبهم .. ربما ..!! نقلاً عن صحيفة الوفاق 1/1/2010م