آخر البدع الاستعمارية للتدخل في الشأن السوداني من قبل الطغاة الأمريكان هو المقترح الإمبريالي بتقسيم ولاية كردفان والتنازل عن قسم منها لما يسمى بالحركة الشيطانية وهو تدخل غير مقبول ومقترح من قبل عدو متربص يستهدف تمزيق بلادنا ليس من جهة كردفان وإنما من اتجاهات كثيرة ويتجاوب مع ذلك بعض الخبثاء وقليل من العملاء وثلة من الجهلاء..أمريكا التي لا تقبل أن تسقط إبرة على جزء من أراضيها تريد أن تفتح أبواب جهنم , التقسيم في بلادنا بلا سبب ولا معنى سوى استهداف مواردنا والسيطرة عليها وتحويلها لصالح الصهيونية العالمية التي خربت الاقتصاد الأمريكي وتجر العالم الآن نحو هاوية اقتصادية سحيقه.. حدود بلادنا معلومة لدى العالم بما في ذلك الحركة الشيطانية ومن شابهها من الخونة والأبالسة ولن نفرط في أي شبر من أرض الوطن وفق حدود عام 1956م لا أبيي ولا جنوب كردفان ولا غربها.. وعلى أمريكا الناقضة للعهود المتحالفة مع إسرائيل مغتصبة الأرض العربية في فلسطين أن تبحث عن صناعة الأزمات في أماكن أخرى تكون لها القابلية على التجاوب مع مخططاتها ومؤامراتها ومغامراتها.. أما في السودان فذلك غير!! اتفق تماماً مع الرأي القائل بأن اتفاقية السلام الشامل قد أوفيت حقها وزبادة ولم يتبق منها أو يعلق منها شيء سوى كيفية إيذاء حكومة السودان والتآمر عليها من قبل القوى الدولية وإنفاذ مخططاتها التي تصطدم جميعها بإرادة المولى عز وجل وتصميم شعب السودان وقيادته بعدم الركوع أو الخنوع أو الخضوع لغير الله جل شأنه فقد انهارت الأنظمة العربية التي كانت تتآمر على السودان ووجدت قياداتها العميلة جزاءها الوفاق في رائعة النار..نار السياسة الدولية الظالمة التي تستهدف الأمم والشعوب وتستضعفها وتستهين بحياتها ومستقبل أجيالها.. انتهت المؤامرة الأولى بفصل الجنوب الذي ما كنا نريده ولكن أخوة لنا كلفوا بهذا الملف وأنجزوه بدقة متناهية ولكنهم دفعوا الثمن غالياً واخذوا على حين غرة ولم تشفع لهم ارتماءاتهم في أحضان أسيادهم ولا تمرغهم في برك العمالة الأسنة الراكدة المتعفنة.. وانتهت مؤامرة دارفور مرتين، الأولى بغياب الفرعون الليبي الذي وجه كل إمكانيات الشعب الليبي الشقيق لإلحاق الأذى بهذا الإقليم والثانية بتوقيع اتفاق الدوحة وصارت تلك الوثيقة البلسم الذي سيعالج كل جراحات السنوات الماضية من قتل وحرق وتشريد ونهب. أما إنفصال الجنوب فقد أدى أهل الشمال كل أنواع الضرائب الوطنية التي يمكن أن تؤدي في سبيل حفظ الوطن موحداً كما ورثناه من الأجداد ومنذ بداية التاريخ.. ولكن هناك خيانات وتحالفات واتفاقيات وفواتير لازمة السداد كانت هي الدافع لتحقيق الانفصال الجغرافي، فمنذ الاستقلال وبداية التمرد لم يشهد الجنوب أي قدر من الاستقرار حتى تقوم هناك تنمية أو تقدم خدمات فالتمرد كان يدمر الإنشاءات أولاً بأول لكي يدعي بأن أهل الشمال همشوا الجنوب، ولم يقيموا فيه أي مشروعات تنمية..ولا أريد أن أعدد المشروعات ولا الخطط والبرامج فالدمار لكل المنشآت حكومية كانت أم خاصة كان هدفاً أساسياً للتمرد وخطة مدروسة لتقوية ادعاء التهميش لدى عامة الناس، أما التحالفات فقد تمكنت الحركة الشيطانية من إقامة تحالفات وجرجرت الفرجيات والعباءات إلى أدغال الجنوب وخدعتهم وتنصلت منهم بعد أن حققت هدفها الاستراتيجي وهذه لا تحتاج إلى استدلال أو بحث من وقائع وبمجرد أن نذكر ما يسمى بتحالف جوبا تظهر جميع التداعيات على السطح من تردد من خوض الانتخابات واعتراف وعدم اعتراف بنتائجها التي اعترفت بها جميع المنظمات الدولية والإقليمية أما الخيانات والدناءات والخساسات فلها سدنتها وخزنتها وأربابها الذين طالبوا امريكا بعدم رفع العقوبات عن السودان وعدم إعفاء الديون، والاستمرار في ذلك حتى تسقط هذه الحكومة القوية بإذن الله تعالى..وبسند الجماهير الواعية التي عرفت كيف تساند وتحترم من يصدق معها ويعمل لأجلها. الولاياتالمتحدة باعتماد هذا النوع من السياسة الخارجية تقوم بمخادعة شعوبها بصرف أنظارها عن اللصوص الذي ينهبون أموالهم ويثرون على حسابهم ويحرمونهم من أبسط مقومات الحياة الحرة الكريمة.. ولكن هذه الجماهير بدأت تتيقظ للمخطط الصهيوني اللئيم فرفعت شعار احتلوا وهم اليوم يصعدون من حملائهم ضد الرأسمالية واللصوص في وول ستريت بنييورك وشيكاغو بؤرة تجمع ناهبي أموال الشعب الأمريكي وغيرها من المدن الأمريكية..وأمريكا التي تدير الحروب في كل مكان وتتخذ من معاداة الشعب السوداني خلال الفترة من عام 1983 وحتى الآن( حقيرة) وتكأة بفرض العقوبات وتصنيفها ضمن الدول الراعية للإرهاب وكأنهم يقولون( حقيرتي في بقيرتي) برغم أن السودان أبعد ابن لادن من أراضيه.. وسلم أكبر إرهابي غربي وهو كارلوس لفرنسا.. إلا أن كل ذلك لم يشفع له لننال رضى الأمريكان.!! فلم يبق لهم إلا أن يقولوا لنا حتى بعد انفصال الجنوب وانفرادهم بغنيمة البترول الجنوبي والثروات الطبيعية إلا أن يقولوا لنا اخرجوا عن دينكم!!.. وهذا ما لم ولن يحدث حتى ولو أزلنا من على سطح الكرة الأرضية.. أمال نحن عايشين ليه!؟.. نحن عايشين لحماية الدين والدين وحده. نقلا عن الشرق القطرية 17/11/2011