يسعى تحالف « كاودا « حثيثاً الى تحقيق انجازات سياسية ملموسة بعد هزائمه العسكرية الداوية في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور بإنزال «اتفاق الدوحة» على ارض الواقع .... يبحث بشدة في فرض حظر طيران على المناطق الثلاث ومن ثم دخول السودان في الدائرة المفرغة مع المؤسسات الدولية املاً في حدوث السيناريو الليبي مثلاً.... هذا الاحتمال يفتقد ادنى الشروط لتحقيقه خاصة في ظل ظروف دولية وإقليمية وحتى داخلية معقدة ... حيث عبرت الإدارة الأمريكية عن عدم تحبيذها للخيار العسكري لتحالف « كاودا « لأنها لا تريد أن ترى صومالاً آخر في القارة .... لان حيثيات التحالف لا تؤثر في تغيير نظام الانقاذ بقدر انها تفكك المارد الافريقي وتذروه شيعا وقبائل وفتنا وسلاحا بين اياد كثيرة لا يجمعها شيء غير التشظي القبلي والحقد الجهوى والعمى الطائفي !!!! والمعادلة التي لا بد للنظر لها جيداً من قبل حزب المؤتمر الوطني او الاسلاميين تحديداً .... أي مخرج الآن من دائرة الضغط « الدولى « بقيادة الولاياتالمتحدة ومجموعات الضغط الصهيونية التي تعادي الانقاذ عداء سافراً خاصة وان جل المثبطات التي تقف دون اطلاق العنان قد زالت بعد ان تم المراد بفصل الجنوب بأقل الخسائر الممكنة للجهات الخارجية التي تعمل لذاك الهدف. .... وبعيداً عن النظرية المؤامرة التي لا غنى عتها لأنها مكشوفة الا انه توجد لدى أهل الانقاذ « كروتاً « كثيرة صالحة للاستخدام السياسي إضافة لفضح المخطط داخلياً .... وبشكل منطقي وسليم خال من شبهات الكيد السياسي والتلفيق . هذه « الكروت « السياسية صالحة لإتمام صفقات رابحة في ظل التردى الاقتصادي وانهيار الجنيه السوداني وتحالف الهامش ومحاولات خنق الحكومة. اذا فكر قادة الانقاذ بعقولهم دون شعارات لها أوقاتها وزمانها وآجالها القصوى .... ربما يخرجون من معركة كسر العظم بنتائج باهرة تفيد تجربتهم التاريخية في الحكم وهي محاولة انجاز ديمقراطي حقيقي يحقق إشراك واسع للأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة . هذا الامر يبدو صعباً في الوهلة الأولى ... ولكن اذا التقطت الانقاذ المبادرة السياسية من غير ضغوط ولا « لوي للذراع « او إرهاق للوطن بتقطيع أطرافه تفوز بالضربة الفنية القاضية . كما ذكرت آنفاً هناك « أوراق « عديدة تحقق الجائزة الكبرى بلغة المسابقات مثل عقد « ملتقى حواري « تنشيطي للاتفاق بين كل المعارضة وفعاليات المجتمع على الخطوط الوطنية الحمراء التي لا تمس مهما بلغ العداء والسفور وحالات التمرد والجنون بين المعارضة والحكومة وتلك الخطوط الخضراء التي تسمح للجدال والحوار والتقاطع والاختلاف ... وقد يفضي هذا المؤتمر لإجراءات تصالحية واسعة وخلق مناخ أفضل في تبادل السلطة مع دعوة حارة وملحة وشفافة للإعلام خاصة الرسمي منه لقيادة هذا الحوار ليؤثر على قطاعات الجماهير كافه البندقية في تحالف كاودا لا تهزمها البندقية في كل الأحيان .... انما الحوار والشفافية والحرية والعدالة تفضح هذا المخطط الجهوي ألاثني الطائفي الحاقد . نعلم جميعا من يقف وراء هذا المخطط ... لكن الحكومة سترتكب خطأ قاتلاً إذا وضعت السيف في موضع الندى!!! قاتلت الحكومة الحركة المتمردة ردحاً من الزمان .... وبحثت عن السلام كذلك زمناً ... وتوصلت لاتفاقيات وتفاهمات اودت بالجنوب لخيارها التاريخي لقادة حركات التمرد « الانفصال « .... الندى يعنى الحوار و السياسة التي تعتمد التفاوض وتصبر على «سخف» المعارضين وحماقتهم ..... هذا قدر القادة أن يصبروا ويثمنوا أماناتهم عالياً . ندرك ان المؤتمر الوطني حقق نسبا عالية في انتخابات 2010 وهو على هذه النسبة يمضي رؤيته ولكن تتغير الظروف والأحوال والمعدلات السياسية لتجعل من أتت به صناديق الاقتراع ان يتقاسم السلطة او يتنازل عنها مثلما حدث لرئيس وزراء اليونان عقب الأزمة الاقتصادية العاصفة. المهم جداً لحكومة الانقاذ ان تستوعب المتغيرات السياسية بشكل أصيل بدون انتهازية .... وفي تقديري ان الحسابات صعبة لا يستطيعها الا قادة استثنائيون أظن أن أهل الإنقاذ منهم !!!!! نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 24/11/2011م