تعتبر الانتخابات التكميلية لمنصب الوالي والمجلس التشريعي لولاية جنوب كردفان نقطة البداية لانطلاقة التمرد الذي قاده عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية بالولاية وحطمت العلاقة المتينة التي كانت تربط بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية هناك إذا أنها كانت علاقة مثالية لم يشهدها المركز آنذاك. ورفعت الحركة الشعبية شعار النجمة أو الهجمة وكانت الهجمة بعد إعلان نتائج الانتخابات التي اكتسحها المؤتمر الوطني بمنصب الوالي الذي فاز به مولانا احمد هارون بالإضافة الي حصوله علي أكثر المقاعد في المجلس التشريعي. المفوضية القومية للانتخابات أصدرت التقرير النهائي في الشهر السابق والتي قدمت من خلاله وصفاً تفصيلياً لمراحل العملية الانتخابية التي قالت أنها جرت في أجواء أمنية وسياسية معقدة تعاملت معها بمهنية وموضوعية وبمشاركة الأحزاب بالولاية كافة. وأوضح بروفيسور عبد الله احمد عبد الله رئيس المفوضية أن مفوضية وبعد استلام نتائج التعداد السكاني علي المستوي المركزي والولائي واستشعاراً لخصوصية هذه الانتخابات وفقاً لبرتوكول جنوب كردفان في اتفاقية السلام الشامل والخاص بالمشورة الشعبية بها حرصت المفوضية علي مد جسور التواصل مع القوي السياسية هناك وأضاف وعلي الرغم من خصوصية وأهمية هذه الانتخابات كان الهاجس الأمني يسيطر علي المشهد الانتخابي مشيراً الي أن مفوضيته وفرت الضمانات الأمنية بالتنسيق مع السلطات الأمنية في المركز والولاية وقال بالرغم من التداعيات المؤسفة التي نشأت في أعقاب إعلان النتائج إلا أن المراقبين من منظمات المجتمع المدني وبعثات المراقبة الأجنبية شهدوا بالشفافية والنزاهة التي تميزت بها العملية . التمويل وكشف التقرير عن أن الميزانية النهائية لانتخابات جنوب كردفان بلغت 035 ,202, 16جنيه مشيراً أن المانحين امتنعوا عن المساهمة في هذه الميزانية بحجة قفل حساباتهم في 30/6/2011م إلا أنه وبعد إلحاح المفوضية ومساندة بعض المانحين التزمت بعض المنظمات بالمساهمة من طباعة وترحيل وبطاقات التسجيل والاقتراع وتوفير معدات التدريب مما يقدر بنسبة 15% من جملة الميزانية فيما قامت الحكومة بتمويل ما تبقي من الميزانية. وأشار التقرير الي أنه في مرحلة الترشيحات تقدم لمنصب الوالي (5) مرشحين و(177) مرشحاً للدوائر الجغرافية بينهم ثمانية مستقلين. وبعد فترة الطعون وسحب الترشيحات أصبح المرشحون لمنصب الوالي ثلاثة بينهم مرشح مستقل والمرشحون للمجلس التشريعي 126 مرشحاً فيما ترشحت لقائمة المرأة (5) أحزاب و(7) أحزاب للقائمة الحزبية. الدعم اللوجستي يعتبر الدعم اللوجستي من العناصر الطبيعية في التحضير لإجراء الانتخابات ومع بداية التحضير للانتخابات التكميلية شرع خبراء المفوضية القومية للانتخابات في تحديد احتياجات مراحل العلمية ومن المنظمات التي ساهمت في تقديم الدعم اللوجستي للانتخابات التكميلية بولاية جنوب كردفان برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وبعثة الأممالمتحدة بالسودان والمؤسسة الدولية للنظم الانتخابية. ايجابيات وسلبيات حصر التقرير الملاحظات الايجابية التي صاحبت العملية الانتخابية في الولائة في أنها جرت علي نحو سليم وكانت تتميز بالمصداقية وأن عمليات التصويت والفرز والعد بحيادية وشفافية ومراقبة لصيقة من جانب المرشحين والمراقبين بالإضافة الي أنه لم تحدث أي مخالفات تقدح في صحة النتائج بالرغم من وجود بعض التجاوزات إلا أن الملاحظات السالبة تتمثل في تدهور الوضع الأمني في عدد من المناطق بالولاية وحشد القوات ذات الميول الحزبية مما أثار مخاوف الناخبين من اندلاع القتال بسبب النتائج ووجود بعض الحالات التي قام بها وكلاء الأحزاب بتوزيع بطاقات تسجيل خاصة بناخبين غائبين علي مواطنين غير مستوفين الشروط. بالإضافة الي قيام وكلاء المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بتوجيه الناخبين بكيفية الأدلاء بأصواتهم وتوجيههم بالتصويت لمرشح معين في بطاقات الاقتراع وفي بعض الحالات ورود بعض التقارير الموثوق بها لمركز كارتر لمراقبة الانتخابات حول عمليات ترهيب لبعض المراقبين المحليين بجانب أن الحركة الشعبية وبسبب انسحابها من عمليات تجميع النتائج أخرت جدولة النتائج لعدة أيام. التوصيات وطالب التقرير الختامي للانتخابات التكميلية بالولاية بضرورة حل النزاعات من خلال إصدار قرارات ناجزه بعد الاطلاع الكامل علي البيانات المقدمة وطالب المفوضية باستخدام قاعدة بيانات لتصنيف النتائج الأولية وأكد علي ضرورة أن تجري الانتخابات في ظل مناخ آمن دون ترهيب من الولاية أو القوات المسلحة. وما أن أعلنت النتائج النهائية للانتخابات التكميلية للولاية والتي فاز فيها بمنصب الوالي مرشح المؤتمر الوطني مولانا آدم هارون في يوم 15/5/2011م رفضت الحركة الشعبية تلك النتائج وأصبح تعد العدة لتنفيذ شعارها النجمة أو الهجمة وحددت ساعة الصفر لانفجار الأوضاع في الولاية في الساعة السادسة يوم 6/6/2011م. نقلا عن صحيفة آخر لحظة السودانية 6/12/2011م