بعد اقل من 48 ساعة على تصريحات القيادي الاسلامي المعارض في السودان حسن الترابي والتي حرض فيها السودانيين على النزول للشارع والثورة على النظام الحاكم، خرج النائب الاول للرئيس علي عثمان طه ليرد عليه ضمنا معتبرا ان الشعب «ليس ساذجاً ليتفاعل مع تلك الدعوات». وقال طه في تصريحات صحافية امس ان الشعب السوداني «يدرك ان حكومته اشركته فى كل القرارات المصيرية وانتهجت المصداقية في تعاطيها مع الازمات»، مضيفاً: «ولهذا، فإنه ليس ساذجا ليتفاعل مع تلك الدعوات»، في اشارة الى تصريحات القيادي الاسلامي المعارض في السودان حسن الترابي والتي حرض فيها السودانيين على النزول للشارع والثورة على النظام. واردف طه: «تعول كافة قوى المعارضة على مخرجات صعبة للازمة الاقتصادية التي يعيشها السودان بعد انفصال الجنوب وذهاب عائدات النفط الى الدولة الوليدة وبالتالي تضاعف الازمة وضغطها على الظروف المعيشية على السودانيين، فيضطرون للثورة على النظام». واستطرد: «عمدت تلك القوى على الطرق في ذات الاتجاه سيما وان السودان يواجه ارتفاعا مضطردا في اسعار السلع يرشحها خبراء الاقتصاد للزيادة خلال الفترة المقبلة رغم اعلان الحكومة ان العجز في موازنة العام الجديد لن تتجاوز ثلاثة في المئة، مع ارتفاع يصل الى 17 في المئة في مستوى التضخم». صمت ورضى ورأى طه ان عدم خروج السودانيين للتظاهر «رضى وتفهم لوضعية الحكومة وقدرتها على المعالجة»، مقرا في الوقت ذاته ب«استفحال الازمة الاقتصادية فى السودان». واكد «وجود فجوة بين الموارد والاحتياجات»، لكنه حض السودانيين على الصبر بالقول: «نعمل على معالجة الداء وعلينا ان نصبر على مر الدواء». وسخر علي عثمان ممن قال انهم راهنوا على ان انفصال الجنوب سيكون بمثابة «يوم القيامة» ، قائلا ان رهانهم «خاب». تصريحات اميركية يشار الى ان المبعوث الاميركى الى السودان بريستون ليمان قال ان بلاده لا تؤيد اسقاط النظام الحاكم في الخرطوم وان انتقال الربيع العربي الى السودان ليس ضمن الاجندة الحالية للادارة الاميركية المهمومة، بحسب ما قال ليمان، ب«معالجة المشكلات الراهنة»، في اشارة منه على ما يبدو الى الحرب المشتعلة في منطقتى النيل الازرق وجبال النوبة بين القوات الحكومية والحركة الشعبية- قطاع الشمال. واغضبت تلك التصريحات بشدة قوى المعارضة، حيث قال مسؤول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي المعارض بشير ادم رحمة ل«البيان» ان نظام البشير «ينفذ الاجندة الاميركية وعاونها كثيرا فى قضايا مكافحة الارهاب». المصدر: البيان 8/12/2011