وصف مراقبون محاولة اغتيال احمد هارون والي جنوب كردفان ب(المتوقعة) وقالوا ان ما تعرض له هارون من كمين الخميس الماضي ب(العتمور) فى محلية أم دورين تم ب(تخطيط وتدبير وتكتيك) عالي المستوي أعدت له قوات التمرد بعناية لفك الطوق عنها، ولتحد من نشوة الجيش بانتصاراته على قوات التمرد ولوقف تقدمه وتحركاته السريعة المتواصلة لسحق ما تبقي من قوات الجيش الشعبي. عُرف جديد: الطيب حسن بدوي رئيس المجلس الاعلي للشباب والرياضة بولاية الخرطوم، يقول للصحافة: أن هارون والي منتخب ومقتدر ويعلم جيداً بأنه يدير شئون ولاية فرضت عليها قوات التمرد الحرب، ولذلك سيظل استهدافه متوقعاً من قبل قوات التمرد ، كما تستهدف القوات المسلحة الحلو وتعتبره هدفاً مشروعاً، واستنكر بدوي هذا النهج وقال انه أسلوب دخيل على المجتع السوداني أدخله الحلو بجنوب كردفان فقد أزهق الكثير من أرواح إنسان الولاية خاصة والسودان عامة بجانب تحطيم وتدمير البنيات التنموية والخدمية وتفتيت النسيج الاجتماعي، مؤكداً ان الحكومة قد دخلت الحرب مضطرة ولم يكن خيارها! وقال بدوي ان مجرد الانتصار على الآخر ليس هو الحل ولكنه وسيلة فى اتجاه الحل، وقد نعت محمد مركزو كوكو القيادي بالوطني رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان فى وقت سابق ظاهرة الاغتيالات ب(العرف الجديد) فى أدوات الصراع أدخلها الحلو لتصفية خصومه من أبناء المنطقة مستخدماً أسلوب (الغوريلا) وقد أكد قمر دلمان مستشار الحلو الإعلامي اعتمادهم هذا النهج فى وقت سابق وذلك بعيد فشل قوات التمرد فى اغتيال مكي على بلايل رئيس حزب العدالة و أحد قيادات جبال النوبة السياسية، حيث قال دلمان ان كل من ينتمي للمؤتمر الوطني او يتعامل معه او يستخدم متحركاته سوف يظل هدفاً لقوات الجيش الشعبي، وزاد ان والي الولاية هارون هدف ومعتمد الدلنج هدف ولن تتوقف الحركة الشعبية عن مواصلة ضرب أهدافها. شائعات وطابور خامس: الوالي هارون قلل من الحادثة و وصفها ب(العادية) للظروف الأمنية والأوضاع العسكرية التى أدخلها الحلو فى المنطقة، واعتبرها مجرد (كمين أعترضهم وأزاحوه عن طريقهم) ومضي فى اتجاه التقليل من محاولة الاغتيال قائلاً لدي مخاطبته المصلين بمسجد كادوقلي العتيق عقب صلاة الجمعة الماضية ، ان الهزائم الأخيرة التى تعرضت لها قوات التمرد بمناطق طروجي وبحيرة الأبيض والعتمور كانت بمثابة رسائل واضحة لقوات التمرد، إذ تؤكد لهم ان القوات المسلحة والشرطة والدفاع الشعبي قادرة على ضربهم فى عقر دارهم ومقر قيادتهم، فيما قال أرنو نقلوا لودي الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية ان قوات الجيش الشعبي ألحقت بالقوات المسلحة خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات فى محور (ابو هشيم) جنوب شرقي كادوقلي وفى محور دلوكة 10 كلم جنوبي كادوقلي وفى منطقة العتمور 45 كلم جنوب كادوقلي والأبيض وجاوا، إلا ان هارون كذب ما ذهب إليه الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية ونعتها بالشائعات داعياً مواطني الولاية لعدم الالتفات لما يروج له الطابور الخامس من شائعات وتخذيل ، بيمناً ان القوات المنهزمة دائمً لما تلجأ الى الشائعات التى تستهدف فى المقام الأول ترويع المواطنين و زعزعة أمنهم، متوقعاً تحركات (يائسة و بائسة) للمتمردين بشكل محدود. كمائن ومخططات: هذه التحركات البائسة واليائسة التى عناها هارون وحذر منها مصدر أمني رفيع تحدث للصحافة وفضل حجب اسمه، قال أنها يمكن ان تصبح (انتحارية) مضيفاً ان كمين العتمور حدث بسبب التهوين والتقليل من فعالية قوات التمرد وقد انعكس ذلك سلباً و ولّد (ثقة ذائدة) لدي القوات السودانية دون أن تضع اى اعتبارات أو تحسبات تأمينية لخطر قادم من قوات التمرد فى ذات الوقت كانت قوات التمرد تخطط ل(مفاجأة) فى العتمور وتسعي لتحقيق نصر ولو لمرة واحدة لتحدث به (فرقعة إعلامية)، وكشف المصدر ان التمرد يتوقع زيارة هارون للعتمور، وقد زار من قبلها تلودي وطروجي و الأبيض، عقب تحريرهما، وقد شاهده العالم عبر شاشات التلفزة، وأوضح المصدر ان قوات التمرد قامت بتمويه الجيش السوداني الذى كان يراقب تحركاتها من الحمرة فتحركت قوات التمرد من ابو هشيم مباشرة صوب العتمور ومرة أخري من (كرجي) وثالثة من اتجاه (اللبو)، وأكد المصدر ان هذه القوات تمثل قوات التحالف وليست قوات الحلو لوحده وتستخدم القطاطي لتغطية الدبابات لتمويه الطائرات وتتمركز عند نقطة (كرجي) وتبعد 5 كلم جنوب العتمور وعن جبل اللبو ما بين الحمرة وأم دورين، ويعتبر أخطر سلسلة جبلية بالمنطقة، فضربت قوات التمرد العتمور بنيران مكثفة مستخدمة كافة أنواع الأسلحة بعد ان وصلها وفد اللجنة الأمنية العليا بقيادة هارون وتركت فقط اتجاه ابو هشيم لهروب القوة الحكومية، وقد أرادته كميناً آخر لها فى حالة فشل المخطط بالعتمور؛ وقال ان القوة المرافقة لهارون استبسلت استبسالاً أذهل التمرد، واستطاعت فك الكمين وتشتيت قوات التمرد التى ولت هاربة بعد فشل مخططها، وقال المصدر ان المخطط كان يستهدف ايضاً تحرك الجيش من تمركزه عند (الحمرة) ليكشف منطقة (ويرلي) والتى تمثل بوابة الجبال الشرقية وتعتبر الآن المنفذ الوحيد لإمداد قوات التمرد. استهداف قيادات: و لم تكن هى المحاولة الأولي التى خطط لها التمرد لاغتيال هارون فقد أصبح هارون هدفاً على رأس قيادات أخري قبل بداية الانتخابات، وقد تزامنت مع تدشين حملة الانتخابات التكميلية أكثر من مرة وفى أكثر من موقع، سيما فى محليات البرام وهيبان وأم دورين. ويقول ياسر كباشي القيادي بالولاية ومستشار الوالي ان محاولة الاغتيال طالته شخصياً كما طالت قيادات أهلية وسياسية نافذة بالمؤتمر الوطني منهما لأمير محمد الزاكي الميراوي والأمير كافي طيارة والأمير محمد تية بالبرام و 35 قيادياً من مناطق الشاشتات بالبرام ومركوس وتوتو وآخرين كثر من أنصار القائد تلفون كوكو، وفى محليتيّ هيبان وأم دورين طالت المؤامرة الطيب البدوي والقيادي بالوطني محمد أحمد صباحي ووزير الشباب والرياضة السابق بالولاية على توتو ورئيس المجلس التشريعي ابراهيم بلندية والقيادي بالوطني مقبول أبكر والمرشح للتشريعي عثمان رحال وآخرين لن يتسع المجال هنا لذكرهم، إلا ان التخطيط كان كبيراً وبأجندته وأدواته عندما أعلن الحلو تمرده فى السادس من يونيو، فقلب الانسجام والتجانس بينه وبين هارون بعد ان كان محل إشادة من قبل الجميع فأطلق الحلو صافرة تمرده بمحاولة اغتيال هارون أثناء عودته من مطار كادوقلي، وقد عثرت القوات الأمنية على وثائق ومستندات تؤكد حجم المخطط الذي كان يستهدف تصفية قيادات الوطني وقيادات أهلية وسياسية أخري بجنوب كردفان. هزائم سياسية واجتماعية: وقد كشف خبراء عسكريون ان قوات التمرد تواجه مصيراً مؤلماً بمناطق هيبان وأم دورين وما تبقي من البرام بعد تحرير(جاوا) وقطع خطوط الإمداد من الجنوب وطرد الفرقة التاسعة، وقالوا ان قوات التمرد تعاني نقصاً فى العتاد وانهياراً فى المعنويات جراء الانتصارات المتواصلة التى حققتها القوات المسلحة عليهم، ولم يستبعد الخبراء ان تلجأ قوات التمرد لإحداث عمليات انتحارية فى حالة تضييق الخناق عليها، إلا أنهم نصحوا الحكومة الاستفادة من الرغبة الكبيرة التى تولدت لدي القوات بالميدان لانضمامهم الي ركب السلام، مطالبين دانيال كودي بتسارع الخطي وفى هذا الصدد يقول بدوي ان قوات التمر سقطت (سياسياً و اجتماعياً) فأصبح الآن 90% من أبناء النوبة ضد الحرب وحتى الذين يقاتلون مع الحلو الآن مكرهين واعتبر بدوي قرار الذى اتخذه دنيال كودي وتابيتا بطرس بالشجاع، واصفاً اختيار شوكاي ومحجوب عبد الرحيم وزراء دولة بالكهرباء والسدود والشباب والرياضة على التوالي بالاستحقاق، قائلاً ان ذلك يؤكد ان السلام هو المكسب وليس الحرب، وقال ان الاختيار صادف أهله ووجد قبولاً واستحساناً لدي أهل الولاية . نقلا عن الصحافة 12/12/2011