تقع في آخر عربة فيه وآخر الراكبين في قطارالإنتخابات هم الذين يمكن أن يحدثوا التوقف المفاجئ للقاطرة التي إنطلقت أمس الأول. وأكثر من يهدد هذه العملية الجوهرية في التحول الديمقراطي هي الأحزاب العاجزة عن المضي في العملية رغم ضجيجها الكثيف عن الإنتخابات. إلى اليوم لم تعلن القوى الحزبية الكبرى في السودان عدا المؤتمر الوطني عن مرشحيها في الرئاسة ولم ينم عنها ما يشير إلى خطوات في الإستعداد للأنتخابات. لا تزال الحركة الشعبية عاجزة عن تسمية مرشحها للرئاسة ولم تسم مرشحيها للولايات سواء في الجنوب أو في الشمال. والحركة الشعبية كانت الأعلى صوتا في المطالبة بالتغيير الديمقراطي وفي الحديث عن قوتها وقدرتها على إكتساح الجميع في الرئاسة وفي الولايات الشمالية والجنوبية ولا تزال الحركة تعاني من الخلاف والصراع حول تسمية المرشحين ويشتد الصراع القبلي في الجنوب وصراعات أخرى لا تقل ضرواة في الشمال. ولا تزال أحزاب المعارضة المغيبة منذ جوبا تتأرجح بين مواعيد المسيرات وأحاديث الندوات والتصريحات دون عمل فعلي يقربها من العملية التي بدأت عجلتها وتحرك قطارها. تسمى المعارضة رئيس حزب الأمة تلميحا وتعريضا وينفي ويسمي مكتب حزب الأمة رئيسه ويطلب الرئيس التريث ويترشح مبارك الفاضل ويقول المهدي أن إبن عمه لم يستشره في الترشح. أما الإتحادي فهو حبيس الخلافات والغموض بين أصل وفرع ونائب رئيس يصرح بما يباين مواقف الرئيس وقيادات أخرى لا يعرف المنجمون من منهم المفوض ومن المغرد خارج السرب. وفي دارفور تريد بعض القوى السياسية أن تنتظرها الأمة السودانية كلها وهي تتأرجح بين المضي في التفاوض أو إعلان موقف واضح منه ومن العملية السليمة. وتحذر حركة العدل والمساواة من قيام الإنتخابات دون حل أزمة دارفور وكأنها الوحيدة في دارفور وكأن السودان رهين لتأرجحها وتشتتها وغموض مواقفها تريد من أهل السودان أن ينتطروا حتى يستبين حظها من التفاوض أو القتال ثم تتحرك البلاد من بعد. التحرك المبكر والمخطط والمدروس هو أول عنوان القبول بالتنافس في الإنتخابات. الخطر الأكبر على الإنتخابات يكمن في الذي ستقوم به قوى سياسية عاجزة عن الدحول إلى التنافس وتقبل من بعد على تحطيم الملعب بما فيه لتداري فشلها وعجزها. الخطر على الإنتخابات في الأحزاب التي تضع الفرملة في المؤخرة خاصة وأن أغلب سائقي هذه القطارات إما نائمون أو مغيبون أو غائبون أو مرشحون بجهاز تحكم من بعد. نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 14/1/2010م