تتسارع خطى التطبيع والتعاون الكامل بين إسرائيل ودولة جنوب السودان، وأصبح الحديث عن العلاقة الإستراتيجية التي ستقوم بين الدولتين مفتوحة على مصراعيها وتتناولها الصحف العبرية وبلا تردد ودون خجل. وبعد أن تأجلت زيارة رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو إلى جوبا.. حتى مطلع العام الجديد والذي سيكون في معيته لواء كامل من جيش العدو الإسرائيلي .. بعد أن وصل إلى جوبا وفد عسكري كبير يضم ضباطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي وعدداً كبيراً من الجنود معظمهم من جنود الفلاشا وذلك لعملية تأمين وحراسة المواقع التي سوف يزورها »النتن ياهو «. وفي الفترة ما بين الأسبوع القادم والأسبوع الذي سيليه والذي سوف يصل فيه الرئيس الإسرائيلي إلى جوبا أعلن موقع صحيفة »معاريف« العبرية أن الرئيس سلفاكير رئيس دولة جنوب السودان سوف يقوم بزيارة تاريخية للدولة العبرية بعد التقدم الذي حدث على العلاقات بين إسرائيل والدولة الجديدة في جنوب السودان. وأكدت الصحيفة أن إسرائيل بادرت بالاعتراف بدولة جنوب السودان منذ الإعلان عن قيامها واعتراف الأممالمتحدة بها. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن سلفا كير أبدى رغبة كبيرة لزيارة إسرائيل، وإسرائيل مهتمة بوصول رئيس جنوب السودان إليها. ومع توتر العلاقات بين الخرطوموجوبا اثر الهزائم التي ألحقها الجيش السوداني بالجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب في كل من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وطلب الرئيس سلفاكير من الرئيس الأمريكي أوباما بفرض حظر للطيران السوداني في حدوده مع دولة الجنوب ،وقرب زيارته للدولة العبرية.. تحركت كل القوى المعادية للسودان في الداخل والخارج.. حيث استغلوا جميعاً ارتفاع أسعار السلع الضرورية.. والتي جعلتهم يحلمون بالربيع العربي.. وتحركت قوى الشر خارج السودان ، وتمردت أحزاب المعارضة على قياداتها المشاركة في الحكومة العريضة. وموقف المعارضة السودانية المعادي للحكومة والرافض لأي تعامل معها هو الذي شجع المتآمرين في الحركة الشعبية في بعض البلدان الأوروبية. لقد فشلت الحكومة في استقطاب المعارضة المسنودة بالدعم الخارجي والمعنوي وغيره, إن المرحلة التي دخلنا فيها تحتاج لوفاق وطني، قوي ولجبهة داخلية قوية تستوعب كل القوى السياسية كما تحتاج لتقديم المطلوب من التنازلات من الحكومة ومن أحزاب المعارضة الرافضة للمشاركة, إن الأمر خطير جداً والمطلوب تحرك سريع لوقف التداعيات المتوقعة ضد السودان.. وها هي إسرائيل أصبحت سكيناً في خاصرة الشمال، بعد أن استوطنت الجنوب تماماً، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وأقول تذكروا السودان، والذي سوف يضيع مع الصراع السياسي المتزايد ومع التهديد بحظر الطيران ليسود جيش الحركة الشعبية. في ظل هذا الوضع ، تحركت القوى المعادية للسودان في محاولة لإسقاط النظام الوطني، والذي لأول مرة نشعر أننا تحت حكم نظام سياسي يملك إرادة سياسية قوية، واستطاع أن يحقق من الانجازات أكثر من السلبيات التي تتحدث عنها قوى المعارضة. نعم هناك سلبيات كثيرة صاحبت العشرين عاماً الماضية لكن الايجابيات تفوقت كثيراً عليها. أيها السادة أدركوا هذا الوطن الجميل حتى لا نفقده جميعاً.. نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 15/12/2011م