مايكل شوير.. انه الرئيس السابق لوحدة ملاحقة بن لادن بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية( سي.آي.إيه) والذي ظهر مؤخرا بشكل مفاجئ علي شاشات التليفزيون الروسي( روسيا اليوم) ليدلي بكلام خطير يتعلق بسياسة بلاده في الشرق الأوسط وبحربها ضد الإرهاب. مايكل شوير رئيس جهاز ال سى اى ايه الاسبق الرسالة كانت واضحة فالرجل يتحدث من تليفزيون اكبر دولة منافسة للولايات المتحدة ويقدم وجهة نظر مناقضة تماما لتوجهات البيت الأبيض ولجهاز المخابرات الذي سبق وان خدم فيه طيلة20 عام! وفيما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب التي اعلنتها الولاياتالمتحدة بعد هجمات11 سبتمبر2001, وما اذا كانت حرب دينية ام انها مجرد حرب ضد مجموعة من المخربين المتشددين, وجهت مقدمة البرنامج سؤالا هاما لشوير عن مدي اعتقاده في كفاءة السياسة التي تنتهجها الولاياتالمتحدة في حربها ضد الإرهاب, فقالت: هل تظن ان الولاياتالمتحدة تقوم بخلق البيئة الملائمة لنمو الإرهاب وازدهاره ثم تسارع بعد ذلك بالإعلان عن قتاله؟ وقبل ان تستمع لرد شوير أكدت للمشاهدين ان هذا ما رآه العالم في باكستان التي استدرجها الأمريكان الي العزلة ثم قاموا بشن ضربات جوية دفعت الكثير من الباكستانيين إلي المطالبة بالثأر من النظام الحاكم والولاياتالمتحدة. ورد شوير قائلا: كم من مرة سمعنا كلينتون وبوش وأوباما يقولون إن الأمر لايتعلق بالدين وانها ليست حرب دينية بل هي مواجهة مع حفنة من الأشخاص المجانين, ولكننا بالتأكيد نقاتل في حرب دينية والي ان ندرك نحن الأمريكيين ذلك فلن تكون لدينا القدرة علي هزيمة الخصم بل اننا وعلي النقيض سنساعد علي نمو جيل جديد من الشعوب التي ستقاتلنا. وعن العدو الجديد للولايات المتحدة بعد إختفاء بن لادن من الساحة, اشار شوير الي تأكده من ان عدو الولاياتالمتحدة هو عدو وهمي لاوجود له واكد شوير ان الشعب الأمريكي سيظل مدفوعا في حرب ضد عدو وهمي إلي ان يأتي اليوم الذي يناقش فيه الشعب الأمريكي مدي تأييده للدعم الذي تقدمه حكومة بلادهم لإسرائيل, واليوم الذي سيدركون فيه ان مساعدة واشنطن لإسرائيل هي سبب تلك الحرب. وفيما يتعلق بثورات الربيع العربي, فإن الإصرار الأمريكي اللامنطقي علي تطبيق الديمقراطية العلمانية في المنطقة سيهدد استقرار الشرق الأوسط بل والعالم اجمع في نهاية الأمر. فعلي سبيل المثال لا يتوقع شوير ان تكون هناك ديمقراطية في مصر او تونس او ليبيا بشكل مماثل لتطبيق الديمقراطية في الغرب.فمن وجهة نظر شوير أن ماشهده العالم العربي من ثورات يمثل حالة من الفوضي بشكل لايفيد اي طرف سوي اتباع التيار الإسلامي. أما فيما يتعلق بالموقف في سوريا فقد اكد شوير ان الولاياتالمتحدة تتدخل دون وعي من الشعب الأمريكي.فحتي تم استدعاء السفير الأمريكي من سوريا فإنه ظل يطوف انحاء سوريا محاولا تشجيع مجموعات للإطاحة بالحكومة السورية وهذا ليس مسلكا يمكن ان يسلكه اي دبلوماسي سواء كان امريكيا او روسيا أو صينيا أو بريطانيا. وعلق شوير قائلا: لقد طلبنا وبدم بارد من الشعب السوري ان يخرج الي الشوارع ونحن نعلم تماما بأنهم سيواجهون الحكومة وكنا نعلم تمام العلم أن حكومتهم ستطلق النار عليهم. وسألته المذيعة اذا كانت الولاياتالمتحدة ستشعر بوجود خطر علي اسرائيل اذا اصبحت منطقة الشرق الأوسط في فوضي كاملة خاصة في ظل التدخلات الإيرانية؟ ورد شوير بقوله ان متخذي القرار في واشنطن توصلوا إلي اعتقاد يقول بأن الديمقراطية امر جيد للجميع. والحقيقة هي إن مصالح السياسة الخارجية الأمريكية والاوروبية في المنطقة اعتمدت علي الطغيان خلال ال50 عام الاخيرة. ويري شوير أن إسرائيل هي الوحيدة التي استفادت من ذلك وهي ايضا الدولة الوحيدة التي وقفت لتقول ان الديمقراطية لن تكون ملائمة لأمنها وانها لن تكون أكثر صراحة من ذلك! ثم جاء الدور علي سياسة الولاياتالمتحدة في الخليج وعندها القت المذيعة بسؤال مبني علي معلومات دقيقة اشارت خلالها ان الولاياتالمتحدة تسحب قواتها من العراق ولكنها في ذات الوقت تقوم بزيادة قواتها وتدعيم مواقعها في منطقة الخليج وينتظر ان تنشر المزيد من قواتها علي الأرض وانه قد تم رصد عمليات تشييد قواعد جديدة للطائرات دون طيار في المنطقة..وبعدها التفتت لشوير متسائلة عن ما الذي يمكن ان يستشف من هذا التوسع؟ وجاء رد شوير مباشر حيث اكد ان تلك التحركات التي تقوم بها الولاياتالمتحدة تظهر من جديد تجاهل الادارة في واشنطن لماهية مشكلة الولاياتالمتحدة مع العالم الإسلامي. بعد مرور15 عاما علي إعلان التنظيم الحرب علي الولاياتالمتحدة تتخذ واشنطن قرارها بالإنسحاب من العراق ووضع قواتها في الكويت والبحرين والسعودية في محاولة لفرض الوجود بشبه الجزيرة العربية وهو ما سيؤدي, من وجهة نظر شوير, الي المزيد من الأعداء في العالم الإسلامي مختتما رده بتعليق مقتضب انه التناقض! واضاف: اذا ظللنا نقف كتفا بكتف مع الإسرائيليين فنحن منغمسون في الشرق الأوسط وستظل الولاياتالمتحدة تنزف. المصدر: الاهرام 29/12/2011