أكّد علي كرتي وزير الخارجية، أنّ الوجود الإسرائيلى العلني والرسمي في دولة جنوب السودان أهون من الوجود غير العلني والرسمي الذي استمر عشرات السنين في دعم حركات التمرد بالجنوب، وقال كرتي في لقاء مع مجموعة من المهتمين بالشأن السوداني بمنزل سفير السودان في القاهرة بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال حسب (بوابة الأهرام) المصرية أمس، إنه من الأفضل أن يكون وجود اسرائيل في جنوب السودان معلناً ومعروفاً حتى يساعدنا في معرفة تحركاتها وماذا تريد. وأكد أنه مطلوب زيادة الوجود العربي والمصري في جنوب السودان لمحاولة مراقبة وإضعاف دور اسرائيل فيه. وأوضح كرتي أن السودان طلب من مصر تقديم النصح لدولة الجنوب بأن علاقاتها مع الخرطوم أفضل من علاقاتها مع أية دولة أخرى، وقال: دعونا الأشقاء في مصر للحديث مع كل من يهمه الأمر في هذا الشأن وطلبنا منهم أن يبلغوا جوبا بأن يعوا أن تحسين علاقاتهم بالسودان هو الأفضل لهم، ويجب أن تكون العلاقات أفضل، خاصةً أنّ المجموعة المسيطرة في جوبا غير مقتنعة بأن الاستفادة من علاقات الجوار وجعل الحدود وَسيلةً للتواصل هو الطريق الأفضل للجانبين. وأبدى أمله بأن تكون للضغوط السياسية تأثير في الموضوع، وأشار كرتي إلى أن الخرطوم تمتلك إستراتيجية واضحة في التعاون مع جنوب السودان، وقال: لكن لم يَأت الآن الوقت المناسب لإعلان الاستراتيجية لأن المجموعة الممسكة بالسلطة في جوبا غير راغبة حتى الآن في التعاون مع الخرطوم، وأضاف: سياستنا ليست مبنية على عداء مع الجنوب، وإنما مبنية على التعاون، وزاد: لكن الطرف الآخر يضع العراقيل. وأعتبر كرتي، القصف الإسرائيلي للحدود المشتركة بين مصر والسودان بمثابة رسالة موجهة إلى القاهرة مضمونها: (إذا تم فتح الحدود مع السودان في إطار الحريات الأربع ستحدث مضايقات كثيرة جداً). وقال إنه اقترح على الجانب المصري تشكيل قوة مشتركة لحماية الحدود ومنع تهريب الأسلحة في إطار اتفاق الحريات الأربع، إلاّ أنّهم لم يتلقوا من الجانب المصري أية استجابة، وأبدى أمله في مؤتمر صحفي حسب (اليوم السابع) أمس، في أن يتجاوب المصريون مع المقترح، وقال كرتي إن اتفاقية الحريات الأربع بين البلدين تعاني التباطؤ من الجانب المصري مقابل توقيع السودان عليها، وأكد أن رفض المصريين كان لأسباب غير مبررة، وبعد التوقيع قالت إنها ليست ملتزمة بتنفيذ جميع بنودها، وأضاف: نحن في اليوم التالي لتوقيع الاتفاقية رفعنا التأشيرات والقيود وحرية التملك والعمل للمصريين، وقال: نحن على استعداد لتبادل القوائم المحظورة من الأشخاص. ودعا كرتي الإسلاميين في مصر لدراسة علاقة الإسلاميين في السودان مع المسيحيين، وقال حسب (صدى الأحداث) المصرية أمس، إن حالة التعايش الديني في السودان مثال ينبغي على الجميع دراسته، وأشار إلى أن أقباط السودان لا يعانون، وشدد كرتي على أن مشكلة السودان ليست مع المسيحيين وإنما مع الصليبيين، وأوضح أن الصليبية فكرة سياسية تريد أن تستخدم الكنيسة لاستعمار حديث في السودان وعزله عن المكون العربي، وقال: نحن عانينا كثيراً ومازلنا نعاني وكنا نقول إننا ضحية لمؤامرة كبيرة، ولم يكن الإخوة العرب والمصريون يصدقونا. وأوضح كرتي أن الآثار الاقتصادية في مصر هي الثمن الكبير الذي تدفعه مصر للتغيير، وأن الأوضاع في مصر مستقرة وهي بلد مؤسسات، وتابع: في تقديري فإن التعافي سيكون أسرع في مصر ولن تنهار. وقال كرتي إن هناك علاقة بين دولة جنوب السودان وإقليم دارفور الغربي من جانب، واسرائيل من جانب آخر، وأضاف: ليست هناك خشية من أن تكون هناك هوية السودان على حساب المسيحيين أو غير العرب، وأكد أن الحديث عن الهوية السودانية لا يعني فرض قيود على المسيحيين، وقال: معركتنا معركة هوية، وتابع: تجربتنا مع غير المسلمين ناهضة، وليس سببها الإنقاذ أو الإسلاميون، ولكن سببها الشعب السوداني والمبادئ التي تربى عليها إلى أن جاءت الإنقاذ وزكت هذه المبادئ، ولفت إلى أن الحكومة اقتطعت مساحة من وزارة الخارجية - على ألاّ يتم اقتطاعها من كنيسة - لعمل مشروع خدمي، وذلك لأن الكنيسة منطقة مقدسة، ومع ذلك هناك بعثات تبشيرية تأتي لاستغلال العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وأوضح أن الذين يقودون الحرب في دارفور هم إسلاميون يتبعون للدكتور حسن عبد الله الترابي، وأن الصراع هناك بعيد عن الدين. نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 2/2/2012م