*أكثر ما يحيرني في خطاب قوي المعارضة هذه الأيام أنها تتحدث عن شروط ومحاور لقبول المشاركة في الحكومة.. ومصدر الحيرة هو السؤال عن الحكومة التي يريدون المشاركة فيها..أهي الحكومة التي رفعت أقلامها وجفت صحفها قبل شهر.. أم حكومة أخري يتوقعون تشكيلها علي أنقاض الجديدة..؟! ثم ما هي هذه القوي بعد ان شارك الإتحادي الديمقراطي "الأصل" ..بجانب عدة فروع منه.. وحزب الأمة "القومي" بمساعد رئيس الجمهورية و"شوية" فروع منه. أما قوي الإجماع الوطني التي يتحدث عنها فاروق أبو عيسي ويقول أنه يمثل مجموعة من السياسيين وليس "المطاريد و الهبل" حسب تعبيره..الذين لا يقبلون بحوار أبدي مع المؤتمر الوطني، فهي قوي هلامية.. صفوية لا وجود لها علي المستوي القاعدي، وتوفقت منذ سنوات طويلة عن إنتاج الأفكار والمبادات.. بدليل إدخال السيد أبو عيسي لمصطلحات جديدة في قاموس المعارضة يجاري من خلالها الإمام الصادق المهدي.. وهو يكيل له الشتائم قائلاً: (نحن ما عندنا قنابير.. عندنا عمم.. والذي يقول إن المعارضة غير متفقة فتجن وخارج عن الإجماع ويجب الا ينصب أحد نفسه ألفة ويعتبر الآخرين تلاميذاً.. أو يعتبر نفسه كبيراً.. فالكبير هو الشعب السوداني.. إذا.. بحسب رؤية السيد أبو عيسي فإن المعارضة متفقة.. والصادق المهدي.. بحماعته.. حزب الأمة.. والأنصار.. ومجموعة أحزاب الأمة الأخرى.. خارج عن إجماعها.. فما الذي تبقي في هذا الإجماع.. السيد محمد عثمان الميرغني وإبنه وجماعته.. خارجون كذلك عن هذا الإجماع.. قطاع الشمال السابق.."الوطني" في الحركة الشعبية الذي تمثله الدكتورة المحترمة تابيتا بطرس وجماعتها خارجون عنه.. فماذا تبقي غير بقايا الحزب الشيوعي والسيد كمال عمر المحامي.. الذي لا يمثل أشواق أهل المؤتمر الشعبي.. إذا فإن دعوة إجماع أبو عيسي وكمال عمر الذي لا أظنه يحظي بمباركة الدكتورة مريم الصادق هذه المرة للمؤتمر الوطني للموافقة علي أجندتهم التي تشمل حكومة قومية إنتقالية محددة. بمدي زمني ،إضافة لبرنامج وطني ودستور دائم"يشاركون هم كممثلين للشعب" في صياغته.. تشبه تماماً دعوة إحدي القرى السودانية للولايات المتحدة للإستماع لتحذيرها للمرة الأخيرة. يا هؤلاء لا تضيعوا زمن البلاد والعباد في جدلياتكم الرعناء هذه.. لقد مضي زمان تشكيل الحكومة الإنتقالية.. وأجندتكم الوطنية الصدئة التي ظللتم تلوكونها الصباح والعشية منذ عشرين عاماً دون تنتجوا شيئاً له قيمة.. حتى تفكك تجمعكم البائس بعد خروج الحزبين الكبيرين عنه.. وعليكم ألا تضحكوا الشعب عليكم وأنتم تحدثون عن القنابير والهبالة. نقلا عن صحيفة الوان5/1/2012