تواترت أخبار تناقلتها وسائل الإعلام حول سعي مصر للتوسط بين الخرطوم وجوبا لوقف حالات التوتر والصراع وتبادل الضربات تحت الحزام بين بلدين هما في أصل بلد واحد. نجاح مهمة الدولة الشقيقة مصر لتوفيق الأوضاع بين الدولتين يتوقف علي إقناعها لحكومة جنوب السودان بوقف الدعم للحركات المتمردة, هذه الحركات التي هي أصلاً من مواليد الحركة الشعبية قبل الانفصال, والسؤال الذي يفرض نفسه بشدة حول هذه الوساطة ومهمتها هل يستطيع مصر إقناع حكومة الجنوب والحركات التي تؤوديها بتجاهل الأجندة الأمريكية الإسرائيلية الكنسية؟! المهمة هل تبدو مستحيلة؟!. ويري المحلل السياسي بروفيسور الساعوري أن وساطة مصر لن تكلل بالنجاح وأنا أتوقع ذلك بشدة وذلك لأن دولة جنوب السودان لا تنطلق من أجندة وطنية تعمل علي مصلحة دولة الجنوب الوليدة وأشار الساعوري إلي أن حكومة دولة جنوب السودان تعمل بأجندة خارجية تعمل علي تعقيد الأمور مع السودان وقال إن دولة الجنوب لا تحتاج إلي وسيط لو أنها تركت هذه الأجندة ووصف الوصول إلي حلول حول القضايا ب(الساهل) لولا تدخل أمريكا وإسرائيل ويوغندا وكينيا المتفقة علي إسقاط النظام بالخرطوم الأمر الذي يجعلها تؤجج التوتر بين الخرطوم وجوبا والجنوب يمثل بالنسبة لها نقطة الانطلاق لإسقاط النظام في الخرطوم وأكد الساعوري أن وساطة مصر يمكن أن تنجح إذا أقنعت دولة الجنوب بالتوقف عن رعاية المصالح الأمريكية في السودان وترك الأجندة الأمريكية الإسرائيلية. وعلي الرغم من أن المخابرات المصرية ملمة بأسرار وخلفيات التوتر بين الدولتين وختم الساعوري قائلاً مصر كانت (تركب مع أمريكا وإسرائيل في سرج واحد) لزعزعة وإسقاط النظام في الخرطوم ولكنها الآن أصبحت خارج اللعبة. وصف القيادي بالمؤتمر الوطني إسماعيل حاج موسي أن مهمة مصر في الوساطة بين الدولتين مهمة صعبة, مشيراً إلي أن أسباب تصعيب هذه المهمة تتمثل في الحركة الشعبية والقائمين علي حكومة جنوب السودان قائلاً إنها كانت (تتحرش) بالمؤتمر الوطني قبل الانفصال. وقال الحاج موسي أن وساطة مصر مرحب بها من (الوطني) أو (الخرطوم) لأن مصر (صاحبة مصلحة) معللاً لذلك بأن مصر تهتم بإجراء حوارات مع كل دول حوض النيل لتطبيع العلاقات من خلال زيارات وزير الخارجية المصري لدول حوض النيل. ومصر تعتمد علي النيل بشكل أساسي في اقتصادها الوطني وقال (لا مستحيل تحت الشمس) إذا اقتنعت الحركة الشعبية بالتخلي عن أجندتها تجاه الوطن المدفوعة من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل التي تدفعها في هذا الاتجاه. نقلا عن صحيفة آخر لحظة السودانية 12/1/2012م