في الذكرى الأولى للثورة المصرية تتجه جميع التيارات والقوى السياسية إلى المشاركة اليوم في مسيرات حاشدة تنطلق في مختلف المحافظات للتوجه إلى الميادين الرئيسية التي شهدت مصادمات في العام الماضي، فيما قررت الحركات الثورية التجمع في ميدان التحرير. يأتي ذلك فيما شهد برلمان الثورة امس، جلسة يمكن وصفها بالحزينة والباكية، عندما استذكر النواب شهداء الثورة وما تلاها من احداث، حيث طالب والد احد المصابين وهو يبكي بالقصاص من قتلة الشهداء. طنطاوي ينهي «الطوارئ» وفي خطوة من المتوقع أن تجد صدي كبيراً في الشارع، عمل رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي على مصالحة الثورة قبيل خروج آلاف الى الشوارع، حيث أعلن إنهاء العمل بحالة الطوارئ الممتدة لأكثر من 32 عاما وقصرها على أعمال البلطجة، ويبدأ القرار من صبيحة اليوم. وفي كلمة وجهها إلى الشعب، ووصفت بأنها الاكثر توازنا، حيّى طنطاوي الثورة وشهداءها، وأثنى على دور الثورة وما قامت به في تغيير الأوضاع في مصر، مطالباً شباب الثورة بتشكيل كيان سياسي سيعمل المجلس العسكري على دعمه والانتقال من حالة الثورة الى حالة العمل السياسي. واكد طنطاوي أنه على ثقة بأن مجلس الشعب سوف يكون منبراً حراً للديموقراطية وحصناً دستورياً يعبّ.ر عن إرادة الشعب وأهدافه ومصالحه. وشدد على ان القوات المسلحة وفور انتهاء المرحلة الانتقالية ستتفرغ لدورها في حماية الوطن. سلمية التظاهرات وأعلنت التيارات الإسلامية بمختلف توجهاتها المشاركة في ميدان التحرير بدءا من مساء امس وتأمينه ضد أي محاولات قد تحدث للاعتداء على المتظاهرين. فيما أكدت مختلف القوى الثورية أنها متمسكة بسلمية جميع المسيرات ولن تسمح بأي محاولات شغب، وقد قامت بتوزيع عدد من الكاميرات السرية لرصد أي انتهاكات تحدث ضد المتظاهرين. ورغم محاولات التخويف المستمرة منذ أسابيع عدة من حدوث عمليات بلطجة واعتداء على النشطاء في مسيرات اليوم؛ فإن جميع المؤشرات تشير إلى أن المسيرات ستكون سلمية رغم إعلان عدد من التيارات الاعتصام في ميدان التحرير حتى يتم تسليم السلطة إلى المدنيين. وتمثل هذه النقطة خلافاً بين التيارات السياسية، التي اعتبرت أن انتخاب البرلمان هو أول خطوة لانتقال السلطة. «الموجة الثالثة» وأعلنت الجبهة السلفية مشاركتها رسمياً في جميع الفعاليات الثورية اليوم، والتي وصفتها بالموجة الثالثة للثورة بميدان التحرير وجميع ميادين مصر المختلفة، وأنها على استعداد للتنسيق مع القوى السياسية والثورية الحرة والوطنية لاستكمال أهداف الثورة. كما أعلن شيعة مصر في مختلف المحافظات مشاركتهم في الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة. جلسة باكية وشهد مجلس الشعب أمس «جلسة باكية» في أولى مناقشات المجلس لقضية الشهداء والمصابين في أحداث ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث، حيث طالب النائب عن حزب الحرية والعدالة ووالد أحد المصابين أكرم الشاعر، بالقصاص من القتلة الذين تتم ترقيتهم، مطالباً بوضع مبارك في السجن وعدم عودته إلى المركز الطبي العالمي مرة أخرى. وتسبب بكاء الشاعر عند حديثه عن إصابة ابنه في بكاء عدد كبير من النواب ورئيس المجلس، وقوبل موقفه بعاصفة من التصفيق، حيث أكد الشاعر أنه لا يريد تعويضاً مادياً عمّا حدث للشهداء ولكنه يريد القصاص من القتلة. وأكد رئيس المجلس سعد الكتاتني أن هذا الموضوع مهم للغاية وأن باب المناقشة سيظل مفتوحاً لحين الانتهاء من عرض طلبات النواب فيه. وطلب حضور رئيس مجلس الوزراء ووزير العدل ووزير الصحة أمام البرلمان لمناقشتهم في الإجراءات المتخذة في هذه القضية، مؤكدا ان البرلمان سيتخذ قرارا بنهاية المناقشات بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول هذه الأحداث. وطالب النائب سعد عبود بالتحقيق العاجل مع جهاز المخابرات والأجهزة الأمنية الأخرى لتقاعسها عن أداء واجباتها وحجبها المعلومات عن النيابة في قضية قتل المتظاهرين، متهماً إياها بالتعاون مع مبارك وأعوانه. فيما طالب النائب عن تحالف الثورة مستمرة مصطفى الجندي بالإسراع في المحاكمات وتعويض أهالي الشهداء والمصابين بقطع من أراضي الدولة التي استولى عليها أعضاء في النظام السابق. فيما طالب النائب المستقل مصطفى بكري البرلمان بالتجهيز لمحاكمة ثورية لقتلة المتظاهرين، وتقدم بأول استجواب للبرلمان عن فساد وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي، موجهاً له الاتهام بالتآمر مع جمال مبارك بالتلاعب بثروات المصريين وحقوقهم. المصدر: القبس الكويتية 25/1/2012م