عادت قوات الحركة الشعبية /الحركة الشعبية ، بجنوب كردفان ، إلي ممارسة ذات النهج بالاعتداء علي المدنيين والأمنيين والعزل، لكن الاعتداء هذه المرة جاء مختلفاً في طريقته باستهداف الأجانب والسودانيين العاملين في مشروعات التنمية في الولاية . حيث هاجمت قوات الجيش الشعبي أمس الأول، معسكراً لشركة صينية تعمل في تنفيذ الطريق الدائري أحد أهم الطرق الواصلة بين عدد من مناطق جنوب كردفان الشرقية، قطاع العباسية – أبوجبيهة وقال والي جنوب كردفان، أحمد هارون، في مؤتمر صحفي عقده أمس الأول بكادوقلي إن مجموعة متمردة تابعة لقوات الحركة الشعبية بجنوب كردفان التي يقودها المتمرد عبد العزيز الحلو، اعتدت أمس الأول علي معسكر خاص بشركة صينية يضم 35عاملاًصينياً وعدد من العمال السودانيين، تقوم بحراسته قوات من الشرطة، علي المنطقة الواقعة بين العباسية ورشاد، وإن القوات المسلحة لا تزال تطارد المجموعة المعتدية وقوامها ما بين 125إلي 150 شخصاً. وأعتبر هارون، أن هجوم الحركة الشعبية علي مقر الشركة الصينية هو استهداف لمشروع الطريق الدائري بهدف الضغط علي الشركات الأجنبية لمغادرة المنطقة والحيلولة دون تحقيق أحلام مواطني المنطقة الشرقية بإنفاذ الطريق، ويعهد الوالي بإكمال المشروع والمضي في المشروعات التنموية، لمحاربة التمرد، مؤكداً أن التنمية أيضاً سلاح لمحاربة التمرد.وأوضح الوالي أن قوات المتمردين تسللت من منطقة جبل أبو حسن، وقال "نحن قادرون علي القضاء عليهم"، مؤكداً أن الأوضاع الأمنية في جنوب كردفان تحت سيطرة القوات المسلحة. وأكد هارون أن الهجوم جاء بقصد من المتمردين في تعطيل مشروعات التنمية الجارية في الولاية خاصة الطريق الدائري الذي يعتبر شرياناً للحياة في المنطقة. وقال "إن الاعتداء استهدافاً لأمن واستقرار هذه الشركات، كما يستهدف إيقاف مشاريع التنمية الكبيرة التي تشهدها الولاية". مؤكداً أن القوات المسلحة تعاملت مع الموقف بفورية وحزم، مبيناً أن الموقف يحتاج إلي قدر عال من الصحافة حتى لا يتأثر أىٌ من الصينيين والمواطنيين العاملين بالشركة والذين يبلغ عددهم 35شخصاً معظمهم من الصينيين. وأشار والي جنوب كردفان أن المتمردين يقومون بإجبار العمد والإدارات الأهلية علي تسليم كل الأطفال من عمر تسع سنوات فما فوق لإدخالهم في عمليات التجنيد الإجباري. موضحاً أن عمليات النزوح الإجباري الكبيرة أو اللجوء القسري التي يقوم بها المتمرد للمواطنين من النساء والأطفال وكبار السن لمنطقة "إيدا" بولاية الوحدة بجنوب السودان لإنشاء معسكر لجوء كبير بالمنطقة كمحاولة لتكرار قاعدة "لوكوشيكو" الكينية إبان فترة الحرب السابقة. من جهتها، قالت القوات المسلحة إن مجموعة من متمردي الحركة الشعبية بجنوب كردفان، اعتدت علي موقع لشركة صينية في مجال الطرق بين مدينتي رشاد والعباسية بولاية جنوب كردفان، واختطفت 35شخصاً معظمهم من الصينيين. وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العقيد الصوارمي خالد سعد ل(سونا)، أمس إن القوات المسلحة تتعقب فلول المتمردين التي فرت من المنطقة، منوهاً إلي عدم توفر معلومات حتى الآن عن وقوع خسائر في الأرواح. وأفادت وكالات الأنباء بأن متحدثاً باسم المتمردين في ولاية جنوب كردفان أقر أمس، بأن المتمردين يحتجزون 29عاملاً صينياً حفاظاً علي أمنهم بعد معركة مع القوات الحكومية. بينما أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن عدداً من الصينيين مفقود في أعقاب هجوم قام به المتمردون علي مجمع الشركة التي يعملون بها في ولاية جنوب كردفان. وقال المتحدث الصيني إن هجوم المتمردين وقع السبت وإن الجيش السوداني بدأ البحث عن المفقودين. ولم يصرح المتحدث باسم الخارجية الصينية بعدد المفقودين. فيما قالت وكالة الأنباء الصينية إن عدد الأشخاص الذين كانوا بالموقع خلال الهجوم كان 35معظمهم صينيين. وبحسب تقارير صحفية فقد التقي رئيس الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الصينية بالسفير السوداني في بكين وحثه علي إنقاذ الصينيين المحتجزين وضرورة الحفاظ علي حياتهم. وبدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو وي مين ردا علي سؤال صحفي "إن مسلحين محليين هاجموا المخيم في ولاية كردفان الجنوبية بعد ظهر السبت ولكنه لم يحدد عدد المفقودين". وتابع يقول إن "وزارة الخارجية الصينية في السودان ستتخذان رد فعل عاجل تجاه الحادث". وأضاف المتحدث باسم الخارجية الصينية قائلاً: إن مدير إدارة القنصلية بوزارة الخارجية الصينية استدعي القائم بأعمال السفير السوداني في بكين أمس. ودعا الجانب السوداني إلي البحث عن المواطنين الصينيين المفقودين. وأكد المتحدث الصيني أن الحكومة السودانية تبذل حالياً قصاري جهدها للعثور علي المواطنين الصينيين المفقودين وإنقاذهم. وقال "إن الحكومة السودانية كثفت الحماية للمواطنين الصينيين الآخرين في السودان". إلي ذلك أكدت السفارة الصينية بالخرطوم أمس (الأحد) فقدان أكثر من 20عاملا صينيا بعد هجوم من قبل متمردين علي معسكر تابع لشركة صينية بمنطقة جنوب كردفان. وقال مسئول بالسفارة الصينية لوكالة أنباء"شينخوا"، "إن السفارة بدأت تنفيذ آلية الطوارئ لمتابعة الموضوع وإجراء اتصالات مع الجهات السودانية بهذا الخصوص". ونقلت الوكالة عن متحدث باسم المتمردين قوله بأنهم يحتجزون 29صينيا يعملون بشركة صينية لبناء الطرق بمنطقة جنوب كردفان، وقال "لقد جري ترحيل العمال الصينيين إلي منطقة آمنة، وهم بصحة جيدة وفي أيدٍ أمينة". ويعتبر الاعتداء علي العمال الصينيين منعطف جديد في الأعمال العدائية التي يقوم بها المتمردين في ولاية جنوب كردفان، حيث ظلوا منذ تمردهم في الخامس من يونيو العام الماضي يستهدفون الأبرياء من المواطنين والمناطق الآمنة، وأجبرتهم القوات المسلحة بعد انتصارات متتالية علي الانزواء إلي بعض المناطق النائية، وعبور الحدود مع دولة جنوب السودان التي تقدم لهم الدعم والمعونات بجانب الإيواء والتدريب، وتتهم حكومة الخرطوم الحركة الشعبية أيضاً بخطف أكثر من ألفي طفل واقتيادهم إلي جنوب السودان بهدف تجنيدهم قسريا، وقد حركت الحكومة إجراءات قانونية وعدلية في هذا الخصوص بينما تقود جهودا دبلوماسية لإجبار حكومة الجنوب علي إعادة المخطوفين لذويهم. وتمكنت القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من إلحاق هزائم متكررة بقوات الحركة الشعبية آخرها قبل أشهر عندما حاولت الهجوم مؤخراً علي مدينة تلودي بنية احتلالها وكبدت المتمردين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وتجاوز قتلي الحركة الشعبية في الهجوم المئات بحسب مسئولين. وتفقد والي الولاية أحمد هارون مدينة تلودي واعتبرها العاصمة الثانية لولايته، بينما تؤكد القوات المسلحة قدرتها علي إنهاء التمرد في جنوب كردفان في وقت وجيز. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 30/1/2012م