دولة جنوب السودان الوليدة هل يمكنها أن تحافظ علي أقاليمها؟ المختلفة أما أنها سوف تنشطر وتنقسم علي نفسها الي دويلات مختلفة حسب الإقليم الجغرافية والتوزيع السكاني والاثني والعرقي للقبائل النيلية والقبائل الاستوائية . كل هذه الأسئلة والتى علي شاكلتها تبرز فى عدة اتجاهات تدعو الي وضع هذه الأسئلة علي قمة مشروعية مستقبل الدولة الوليدة التي أفرط وأكثر المحللون في تحليل وتوصيف نشؤ الدولة باعتبار أنها جديدة في جسم إفريقيا التي لا زالت تعاني من بعض أمراض التخلف رغم دخول فى اللفية جديدة و التقدم والتطور الذي شهده كل العالم. نشاء هذه الدولة وهي بحسب حساب الزمن قد تكون في عامها الاول إلا أنها ولدت ببعض الأمراض العصية علي الشفاء وفي هذا الصدد نتناول قضية الصراع الاثني والعرقي والقبلي . نشأت هذه الدولة كما اشار بعض الباحثين والاكادميين والمراكز البحثية ومسؤلي المنظمات الإنسانية من عدة تداعيات ومصاعب لدولة تعوزها الإمكانات وتفتقرر للحد الادني من المقومات الأولية للدولة برغم ما تمتلكه من موارد غير مستغلة, ربما تختصر هذه الدولة النزاعات القبلية وانتشار الأسلحة في أيدي المواطنين والتفاوت الطبقي الذي أحدثه من يمتلكون زمام الحكم في هذه الدولة والذين وربما يريدون أن يقيموا جمهورية الدينكا علي حساب تشتيت وتطهير بعض القبائل التي تنافسها من حيث التعداد السكاني. ومنذ فجر الانفصال (الاستقلال) كما أسموه بعض قيادات الدولة بدأت تظهر بوادر (الاستغلال) حيث أن قبيلة الدينكا هي القبيلة التي تتاح لها وتسخر كل الإمكانيات في الدولة وغالبية أن لم يكن جل أفرادها يتبؤون ويستغلون مناصب عليا في الدولة الوليدة وإمكان اتخاذ القرار حيث يؤثروا ويكونوا للوبي جديد يمكن أصطلح عليه لوبي (الدينكا). بداية ولتفكيك جذور مشكلة ربما سوف تبرز للسطح في القريب كما يمكننا استجلاء حقائق وشواهد تدل علي الأفعال المتعدية للوبي (الدينكا). وبالرغم من ما يثار حول الجيش الشعبي للدولة الجديدة إلا أنه و بأعتبره وحدة جيش الدولة ذي طبيعة الفوضوية لكونه يتمتع بسجل سئ في مجال حقوق الإنسان وهو اللاعب الأكبر في العنف الذي يضرب إطراف الدولة حيث تؤدي الولاءات الاثنية والعرقية والتقاطعات القبيلة الي إضعاف محاولات تأسيس جيش نظامي حديث تلك الولاءات القبلية لأكثر من فصيل داخل الجيش عجلت وساهمت بعد ربما بشكل أكبر في تمكين وتأصيل جذور وركزت القبيلة وؤلاتهم للقبيلة ربما أكثر من أن تتكون لعقيدة جيش وطني من ما يجعلهم يوجهون هذه الأسلحة التي تحت أيديهم لصدور الأبرياء وتصفية الحسابات العرقية الكامنة. ويمكن أبرز بعض الجوانب والشواهد علي الحقائق ماحول التكوين القبلي والأثر الذي تركه. قيادات الدولة بتغليب مصالح القبيلة علي المواطن والوطن. أولاً:أنشئت كمقابل لجيش الشعبي (مليشة) أسمت نفسها بالجيش الشعبي للنوير (الجيش الأبيض) هذا الفعل ربما سوف يضرر وبعده يصبح الفعل سنة لكل قبيلة, ثانيها: عمليات التطهير العرقي والتصفيات الجسدية للعديد من القيادات للقبائل أخري حتي لا يكون هناك قيادات تقود عملية تغير مثالاً: (قلواك قاي قائد النوير الذي اغتالته الحركة الشعبية, أيضاً جورج أطور مؤخراً الذي اغتالته أيدي المخابرات اليوغندية بإيعاز من موسيفي) اغتيال قاي كان خطاء سياسي وقعت فيه الحركة الشعبية حيث أنه كان بامكانه ان يحفظ وجوده توازن المعادلة القبلية داخل الجيش. ثالثاً: التمثيل داخل المجلس التشريعي وبقية النقابات مثل نقابة الصحفيين والعمال بالإضافة للجنة صياغة الدستور لما يكون التمثيل فيها يكون عبر أطر حزبية ضيقة علي نطاق قبلية صارخة حيث هنالك تملل من جانب النشاطات في مجال المجتمع المدني من ان الدولة تدعم سلوك القبلية لاختيار الممثلين في ذلك المجلس .لا علي أسس وطنية شاملة ويمكن ان يصل التمثيل علي حتى نطاق أعضاء أسرة واحدة . الإعلان الواضح والصريح الذي جاء علي صدر بعض الصحف التي تصدر في دولة الجنوب حيث ذكر ضمن سياق الخبر ان الرئيس سلفاكير اجتماع بقيادات قبيلة الدينكا بمدينة جوبا لوضع إستراتيجية جديدة للتعامل مع المجموعات القبيلة الاخري غير الدينكا- لضمان استمرارية سيطرتها علي مقاليد الأمور بدولة الجنوب. الإستراتيجية ترمي الي التشدد في منح الجنسية ولإجراءات تجاه القبائل الاستوائية مثل النوير (الفراتيت) ولحد من تمثيلهم في العمل الخارجي والأجهزة الرسمية. إضافة لتشكيل لجنة خاصة من أبناء الدينكا المخلصين لمتابعة تحركات القبائل المناوئة للحركة الشعبية.