خمسة ملاحظات جمعتها مما كتب عن المعلومات التي نثرها الرئيس عمر البشير في حواره الصحفي يوم الجمعة الماضي: ملاحظة أولي تقول: (وزراء الإنفاذ المعمرون.. شكر الله سعيكم). قال الرئيس البشير إن خمس وزراء من أصل عشرين وزيراً اتحادياً من المعمرين بقوا في مناصبهم وساق الرئيس تعليلين لبقائهم, الأول, هو أنهم أثبتوا جدارتهم ولذلك استمروا في مقاعدهم, والثاني أنه لا يمكن إخلاء المقاعد الوزارية من (المعمرين) لنقل التجارب من جيل إلي جيل. هذين التعليلين سمعهما كاتب لتعليق من التلفزة, ولم يقنعه السببان. ملاحظة ثانية, تحت عنوان (إصلاح المؤتمر الوطني.. سيرة وانفتحت), كأنما يعلق الكاتب علي فكرة إصلاح المؤتمر الوطني ويري إنها فكرة مستحيلة التنفيذ. ملاحظة ثالثة, تقول في شكل تساؤل: (هل يخرج من جلباب الرئيس.. خليفة البشير.. في انتظار الإجابة النهائية), يلمح إلي أنه إذا جاء خليفة للبشير ومن تحت جلبابه فسيكون نسخة منه, والنسخة ليست دائما مطابقة للأصل, بل أقل. ملاحظة رابعة تحت عنوان (فجوة معلومات بين الحكومة والشعب), وأظن أن هذه الملاحظة قريبة من الواقع, ومن متابعاتي مع عدد من الصحفيين وجدت أن هذه الفجوة قائمة بالفعل. إذا كانت الصحافة تحس بهذه الفجوة, فما بالك بالإنسان العادي. ملاحظة خامسة تحت عنوان (السفير البريطاني في الخرطوم علي أكثر من صعيد.. قرار إيقاف إنتاج النفط ليس في مصلحة الجنوب). هذه الملاحظة واضحة وضوح الشمس, وأشارت الأخبار إلي أن الملاحظة تكررت من أكثر من مسئول أوربي وأمريكي يا تري هل هي لذر الرماد في العيون, أم هي ملاحظات حقيقية. بالطبع لكل شخص رأيه, من ينظر بعيون عادية لسلوك الحكومة ربما يحس بالرضا من مجمل إجابات الرئيس, ومن يعارضها سيجد بعض المفارقات. المحاور (نقب) خلف الأحداث فوجد إجابات من الرئيس, ثم نقب خلف إجابات الرئيس فوجد المزيد من التوضيح, ومع ذلك فهناك من يري أن بعض الثغرات لا زالت في حاجة لمزيد من التوضيح. لفض هذا الاشتباك كان من الممكن إعادة صياغة فكرة الحوار, ولديّ اقتراح محدد, ما رأي الأستاذ الطاهر في تزيين مجلسه ببعض الوجوه التي يمكن تطبع الحوار ببعض الحيوية. علي سبيل المثال يكون بجانبه محاور معارض معروف بمعارضته, وأكاديمي ليعيد وزن الأسئلة, وفنان تشكيلي, ومؤرخ, واقتصادي ليكون الحوار في شكل مائدة مستديرة في مواجهة الرئيس. القصد أن الحوار وما نجم عنه من نقاشات صحفية ولد بعض الأفكار, هذه الأفكار يمكن أن تدخل في صلب الحوار بدلاً من أن تطل من خارجه. وبعد.. الحوار المباشر مع الرئيس كان مفيداً, أولاً لأنه أعطي صورة مغايرة بعض الشئ للرئيس وللحكم, وشرح ما كان غير مفهوم لبعض مجريات الأحداث بصفة عامة. وشرح بعض تناقضات الحكم التي كانت خافية, مثل قضية ولاية جنوب دارفور وواليها الدكتور عبد الحميد موسي كاشا, وقضية المناصير, وقضية ما آل إليه الحكم من نرهل بدل ما كان ينادي به الجميع من تشكيل حكومة محدودة المناصب تدير العمل برشاقة واقتدار. أضاء كل تلك الجوانب بشكل جيد, أتمني أن نلتفت لهذه الجوانب الإعلامية. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 8/2/2012م