عندما تلوح الخرطوم بخطط بديلة لماذا علي الجنوب أن يرتعد؟ ذلك لعده أٍسباب جدية وواقعية ومحتملة الحدوث حيث أنه وبالنظر لاستراتيجيات وخطط حكومة الخرطوم التكتيكية نجد أن الخطة "أ" كانت أخذ مبدءا الحوار مع دولة الجنوب بشأن النفط وبقية القضايا العالقة و من ثم أذا فشلت هذه الخطة وفي حالة عدم نجاحها يتم تفعيل الخطة "ب" والتي تعني وعلي حسب رأي بعض المراقبين بدء الحرب بصورة غير مباشرة من خلال دعم متمردي دولة الجنوب "حرب بالوكالة" ومنع مرور السلع الغذائية ووقف حركة البضائع "الورقة الاقتصادية", وإذا حاولنا عقد مقارنة نجد أن خطة دولة الجنوب "أ" كانت الوصول بكل مرحلة من مراحل التفاوض حول النفط الي طريق مسدود وأفضال التفاوض في أديس أبابا وربط حل القضايا العالقة به, ومن ثم المعادنة ودعم حركات التمرد ومحاولة جمعها في جوبا للخروج بمجموعة واحدة تؤثر في بحر السودان للنزاع حول الأطراف "سياسة شد الإطراف". بمنطق الأشياء نجد أنه مع الخرطوم كل الحق في أذا ما رأته مناسباً التعامل مع جوبا وحتي أن كانت بعيداً عن المناهج السلمية ان الجنوب ومنذ انفصاله لم يوقف عداه المتكرر والدائم باستمرار و" التعامل بالمثل" كان هو الحل المناسب إلا أن الخرطوم اءلت علي نفسها إن لا تلجا لمثل تلك الحلول. تلويح الخرطوم بالخطة "ب" ربما جاء علي لسان مسؤولي الخرطوم حين ذكر وزير خارجية السودان علي كرتي أن الخرطوم نفذ صبرها تجاه ما تقوم به جوبا من رسائل متكررة وإعلان متواصل وإن لم يكن بصورة صريحة عن نواياه بإسقاط حكومة الخرطوم وإن الخطة "أ" كان هدفها إقامة علاقات حسن الجوار والتعاون والتبادل بين الدولتين وأن سلوك قيادات الجنوب أدي الي تضيع الأمل في الدفع بعلاقات الي الإمام وإن تصبح علاقات طبيعية, وأشار كرتي ان الخطة "ب" ربما تكون خطة دفاعية في المقام الاول. إذا لماذا علي دولة الجنوب إن ترتعد فرائصها عندما تلوح الخرطوم بخيارات الخطة "ب"؟ سوف يكون مقابل الخطة "ب" لدولة الجنوب أن تتسارع الخطى بالرجوع الي طاولة التفاوض. الإجابة الطبيعية والمتوقعة والمنطقية أن دولة الجنوب تعودا قياداتها في الحركة الشعبية علي شكل ونوع محدد من أنواع الصراع مع الشمال لكن واقع الحال وهي لا تمتلك حتي التصعيد لذلك كان علي قياداتها كما سارع نائب رئيس حكومة الجنوب د. رياك مشار بالظهور في وسائل الإعلام ليعلن إن الجنوب لا نية له ببدء حرب مع الشمال علي الإطلاق كما أنه سيرفع راية السلام والحوار داعياً الحكومة السودانية لتشجيع الحوار والتفاوض. هذا المقولة يشجعها واقعها السياسي والداخلي للدولة تضربه الصراعات القبلية وجيش لم يخبر الحروب الدولية وحتي أنه لم يعتذر علي فك الأزمات والصراعات الداخلية في الدولة ناهيك عن يدخل في صراع مع جيش كجيش دولة السودان. في المقابل جاء حديث علي لسان الناطق الرسمي باسم الخارجية العبيد مروح "أن السودان يمتلك الكثير من الأوراق الضغط ضد حكومة الجنوب أو التي أحرقت كل ما لديها من أوراق وقد حان الوقت لنظر في استخدام الأوراق الأمنية". والتلويح بالأوراق الأمنية ربما هي عناوين فقط للخطة "ب" بالإضافة لكسبان المجتمع الدولي في صف الخرطوم وإن يستشهد عليه في التفاوض خاصة وان جوبا تلكاءت في الحلول التي أوجدتها الوساطة الأفريقية وبين خطط كل الدولتين توجد تفاصيل صغيرة مخفية خلف السطور وتحت الصدور وتقاطعات واضحة .ولاعيب تكتيكية يستخدمها الطرفان بمشاورات مع دول خارجية "أصدقاء – حلفاء" . يبقي السؤال مطروحاً وغيره الكثير من الأسئلة تنتظر الإجابات.ما هو موقف المجتمع الدولي من هذه المواقف المتقاطعة؟ وعلي ماذا يراهن الجنوب في بناء عدواه مع الشمال إن كان المنطق يقول أنه الخاسر الاكبر؟الا تعتبر تصرفات حكومة جوبا هي عين الحرب "الباردة".