الانهيارات التي تحدث في شوارع وأبنية ومدارس القدس العربية المحتلة ، بفعل شق الأنفاق ، التي يقوم بها العدو الصهيوني ، تؤشر على انهيار الأمة ، فلولا هذا الانهيار ، لما تجرأ العدو على أن يمارس كل هذا العبث والخراب والجنون في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. فانهيار الأمة هو السبب الرئيس ، وراء استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة ، واستمرار الحصار الظالم ، وقطع شرايين الحياة عن أكثر من 1,5 مليون فلسطيني محاصرين في القطاع من الجهات الست ، بعد إقامة الجدار الفولاذي. وانهيار الأمة..هو وراء استمرار الانقسام الفلسطيني ، والحروب الدائرة في اليمن والسودان والصومال والعراق ، ووراء تجرؤ أعداء هذه الأمة عليها فباتوا ينهشون لحمها ، ويذبحون أطفالها من الشريان إلى الشريان ، وينهبون خيراتها ومقدراتها في رابعة النهار. انهيار الأمة هو الذي دفع ويدفع قادة عصابات الاحتلال إلى انتهاك القانون الدولي ، والشرعية الدولية ، والتنكر للحقوق الطبيعية والتاريخية ، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. وهي وراء لجوء العدو إلآ أساليب تعذيب محرمة ، ولا أخلاقية في السجون ، وحقن المناضلين بأدوية وهرمونات تسبب السرطان ، وتدريب الكلاب الاعتداء على كل من ينطق بكلمة "الله وأكبر" ، ونذكر في هذا الصدد بما بثته الفضائيات أكثر من مرة لكلب حراسة صهيوني يعتدي على سيدة فلسطينية ، وهي تقوم باجتياز حاجز للجيش قرب رام الله. كل ذلك وأكثر منه ، يعرفه القارئ ، ولم يعد يطيق سماعه ، لما يحمله من مهانة واذلال للمواطن العربي من الماء إلى الماء. ونعود من حيث بدأنا.. فانهيار شارع في ضاحية سلوان بالقدسالمحتلة ، والذي لا يبعد أكثر من 300 متر عن الحرم القدسي ، ليس مجرد انذار للأمة ، أو بالأحرى للأنظمة ، بل يعني أن الانهيارات أصبحت تهدد المسجد الأقصى ، بعد أن قام العدو بشق 300 نفق تحت المسجد والمدينة القديمة ، تمهديا لهدمهما وإقامة الهيكل ، والقدس التوراتية ، كما نشرت جريدة "هآرتس" الإسرائيلية. ونسأل ما هو رد الفعل العربي والإسلامي ، فيما لو قام العدو بهدم جزء من المسجد؟ وما هو موقف الأنظمة ، وهي تشهد جزءا من أسوار الأقصى ، أو ساحاته ، وقد سقط بفعل الأنفاق؟ وما هو موقف الشعوب وهي ترى المؤامرة الصهيونية قد دخلت مرحلة التنفيذ لإقامة الهيكل المزعوم؟ نجزم أن واقع الحال لا يشي بأننا سنشهد أحداثا خارج السياق ، تشكل مفاجئة لما اعتدنا عليه. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن مدير الشاباك الجنرال ديسكين ، حذر في محاضرة له نشرت مؤخرا ، قيادة إسرائيل من الاعتداء على الأقصى ، معتبرا أن هذا الاعتداء إذا وقع سيؤدي إلى إطلاق انتفاضة ثالثة. اللهم احم الأقصى. المصدر: الدستور21/1/2010