من الواضح ان جولة المفاوضات القادمة بين وفد حكومة جنوب السودان وحكومة الخرطوم ستحدث اختراقاً كبيراً بعد اقتناع حكومة الجنوب بالكلفة العالية لإنشاء خطوط جديدة الشئ الذي دفعها الي قبول أدارج قضية النفط في الجولة الأخيرة بعد رفضها لذلك. وفي ذلك يقول عضو وفد المفاوضات المهندس عوض عبد الفتاح إنه رغم إصرار وفد حكومة جنوب السودان علي طرحهم ل69 سنتا مقابل ترحيل برميل النفط إلا ان وصف المفاوضات بأنها تعثرت لم يكن دقيقاً وان الطرفين تجاوزا النقاش في قضايا حقوق كل طرف في المنشآت التي تقع داخل حدود دولته. ويمضي عوض فيقول إن نموذج نقل بترول تشاد عبر الكاميرون لا يمكن الاحتكام إليه لان الاتفاق الذي تم بين الدولتين وقع حينما كان سعر برميل البترول 15 دولاراً واقرب نماذج يمكن القياس عليها هي نماذج نقل بترول كازخستان وجورجيا. ورغم عدم وجود قانون يحكم مثل هذه الاتفاقات إلا ان وعي وعملية وفدنا المفاوض ستصل بنا الي اتفاق عادل لا يضر بشعبنا وأي تأخير في الاتفاق علي قضية النفط لن تتضرر منه حكومة السودان كثيراً لان أي يوم يمر في صالحها وخطوات زيادة نفط الشمال تتسارع. ومشروعات الإنتاج التي ستسهم في سد نقص عائدات نفط الجنوب تتواصل ومشروع سكر النيل الأبيض يدخل دائرة الإنتاج نهاية الشهر الجاري ومشروع تعلية خزان الروصيرص يفتتح نهاية شهر مايو القادم وعائدات الذهب تصل الي 396 مليون دولار في اقل من شهرين. يحدث كل هذا وحكومة الجنوب تواجه نقصاً في الغذاء وغلاء في الأسعار حيث أعلنت منظمة الأغذية العالمية وبرنامج الغذاء العالمي ان 4,7 مليون مواطن جنوبي يواجهون خطر الجوع. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 20/2/2012م