مشاهد عديدة ومواقف فريدة تبث رسائل واضحة من أنفتاق عده الروابط بين مكونات التحالف العنصري الذي أشرنا في أكثر من سانحة الي أنه مهدد بالزوال في اقرب فرصة. تلك الشواهد التي لاحظتها سودان سفاري ضمن رصدها ومتابعتها وملاحقتها الدائمة الي كل ما يتعلق بتحالف الجبهة الثورية "جوبا /ياي". التحالف صارت عري الترابط بين عناصره وهينة ومهترئة وذلك يتضح في عدة جوانب أولها, أن التحالف في أساسه قام علي اساس عنصري وجهوى مستغلين "جدل الهامش والمركز) الذي حملته أفكار قيادات التحالف دافع لجمع وحشد دعم معنوي. لكن كانت هذى أولي أسباب الفناء من الداخل كما سوف تبينه ألأيام. تسربت أنباء عن أن عبد العزيز الحلو قام بإصدار توجيهات باستبدال كل القادة الميدانين من أبناء جنوب كردفان ليتولي بدلاً عنهم قيادات حركات دارفور المتمردة خاصة فلول حركة العدل والمساواة, محتجاً في ذلك أن الوازع والدافع عند أبناء دارفور أكبر للقتال "الانتقام" لمقتل قائدهم خليل, وحتي يتيح فرصة لهواجسه وشكوكه أن تبحث في حقيقة أن حركته المخترقة من قبل الخرطوم. وهو ما يتسبب في تسريب المعلومات في كل خسارة تلحق به والمعلومات الدقيقة عن حركات قواته التي يمتلكها الجيش السوداني لذلك رائ الحلو أن في إبعادهم من جوبا حتي لا يفقد سند الأخيرة ويجب إرسال قواته للجبال ليكونوا تحت مراء ومسمعه وسيطرته الشخصية. هذا التصرف والمسلك من الحلو أثار موجة واسعة من التذمر الذي ما لبث أن صار حالة من الاحتجاج واثار النار التى تحت الرماد داخل جيش الحلو من قبل أبناء النوبة, وأن عامل الثقة مع قائدهم أضحي وهين. هذا الإجراء أثار روح الفتنة والضغائن تجاه أبناء دارفور وحتي القيادات الكبيرة فقد صدمت بقيام عبد العزيز الحلو بتعيين قادة ميدانيين من حركات دارفور علي رأس لواءه المزعوم "لتحرير الخرطوم". الخيار الاول المنطقي لأبناء النوبة أنهم قاموا بتسلل بإعداد كبيرة الي مناطق بجنوب كردفان, تاركين الجمل بما حمل لأبناء دارفور. وإزاء هذا الوضع فضل البعض السفر والهجرة الي الخارج وآخرون أثاروا الصمت وجمد نشاطهم كمثال "رمضان نمر" أو آخرون حوصروا من قبل جوبا وأصبحوا قيد الإقامة الجبرية "تاوكنجلا, وإبراهيم أحمد الجاك - الخ". وأبناء النوبة مؤخراً يدركون عظم وحجم الخطة التي أحيكت لاستخدامهم وقود حرب مع الشمال. ويتواصل مسلسل نكران الجميل والمصنوع الي لبعض الحفنة التي تصلهم العطايا علي شكل أموال وهباءت. وهنا تدور دائرة الخناق وتضيق علي عنق جوبا حينما تنشأ فتنة عنصرية بين عناصر التحالف من أبناء النوبة دارفور. وتبدأ روح العدائية تجاه أبناء دارفور من قبل أبناء النوبة في تزايد مستمر. للدرجة التي تحقق معها مخاوف المحللين من أن تحدث مواجهات علي ارض الجنوب لعابري سبيل حول حقوق الضيافة ومن يستحقها ويبقى الصارع بين متمردى الشمال على اراضى جنوبية .