يعتبر المتمرد عبد العزيز الحلو أكثر قادة قطاع الشمال جدلا لما تحمل شخصية الرجل من كثير تناقضات تجعله يحتل المرتبة الأولى بين قيادات النوبة المتمردة إذا سلمنا بكامل انتمائه النوباوي،واستبعدنا جذوره الدارفورية، التي لا تؤهله لتقدم صفوف قيادات النوبة في تمردهم الذي فرضه عليهم الحلو كما تقول قيادات بارزة بمنطقة جبال النوبة والتي شنت هجوماً لاذعاً على المتمرد الحلو واصفة إياه بالعمالة والارتهان لصالح الغرب،.وكشف العميد عبد الرحمن رجب القيادي بالمنطقة عن مخططات الحركة الشعبية الرامية لإقالة المتمرد الحلو بسبب فشله مرتين في إدارة الصراع بالولاية وسقوطه في الانتخابات الأخيرة، مبيناً أن الحركة الشعبية تسعى لإحلال بديل له وتجريده من رتبته العسكرية. وفي ذات السياق كشف د. علي الشايب القيادي بالمنطقة أن المتمرد الحلو لا يمثل منطقة جبال النوبة في شيء وأنه رهن إرادته للغرب، مؤكداً مقدرتهم كأبناء النوبة على دحر فلول المتمردين وتحرير كل شبر من الولاية، بجانب إعادة الأعمار وإكمال عمليات التنمية التي انتظمت في عهد مولانا أحمد هارون. وبجانب عدم القبول من النوبة لهم كقائد فإن الحلو يعاني من مرض عضال قد يعجل برحيله النهائي عن المسرح السياسي والعسكري في المنطقة ، وكما تقول آخر التقارير الميدانية الواردة من جبال النوبة فإن المتمرد عبدالعزيز الحلو شرع في وضع تصور يحدد ملامح إدارة الحركة الشعبية بعد تدهور حالته الصحية على خلفية استفحال مرض سرطان الكبد الوبائي الذي تم على إثره نقله إلي العاصمة الألمانية برلين لتلقى العلاج. وتقول التقارير أن المتمرد الحلو شرع في كتابة تصوره للحركة الشعبية ومواطني منطقة البرنو والمساليت بولاية شمال دارفور مبينة أن حالته الصحية متأخرة وفقاً للتقرير الطبي للطبيب المعالج مضيفاً أن مرضه خطير.وأفادت التقارير أن المتمرد الحلو ابتعث المتمرد تورن فيليب من قيادات النوبة بالجيش الشعبي للقاء قيادات التمرد بجنوب كردفان ارج إلا أنه أرجأ خطوة القيام بالمهمة لحين الفراغ من التجهيزات التي تقوم بها منظمة جبال النوبة للإغاثة بنيروبي والمتعلقة بسفر الحلو للعلاج بألمانيا بعد أن ساءت حالته الصحية مؤخراً.وأكدت التقارير أن المنظمة فشلت في إيجاد خط طيران مباشر بصورة عاجلة من نيروبي لألمانيا لذا اضطرت إلى أن يتم ترحيله عبر مدينة كانو عبر خط طيران إحدى الدول العربية الأمر الذي أدى لتأخير حالته المرضية. وتذهب بعض ملامح سيرة الرجل بأنه يعتبر من أبرز قيادات جبال النوبة بعد يوسف كوه. أنضم للحركة الشعبية لتحرير السودان في العام 1986م. أحد مؤسسي تنظيم الكومولو. وشارك عبد العزيز آدم الحلو في الانقلاب العنصري مع فيليب عباس غبوش وبعد فشل الانقلاب أمره جون قرنق بالخروج وإعلان انضمامه للحركة الشعبية وعيّنه قرنق برتبة النقيب في الجيش الشعبي، تولى قيادة مناطق عسكرية عديدة وعيِّن قائداً للجبهة الشرقية وقائداً لحملة بولاد، ثم تولى أركان حرب يوسف كوه ورئيس قطاع الشمال بعد إتفاقية السلام، وهو أحد المتشددين لمشروع السودان الجديد، يمتاز بعلاقات واسعة مع الغرب خاصةً الولاياتالمتحدة، وله نفوذ وسط الحركات المتمردة بدارفور، وهو احد أعضاء هيئة القيادة العليا بالحركة الشعبية، وترجع أصوله الى قبيلة المساليت بدارفور، وعاش جزءاً من حياته بشرق السودان بالقضارف ثمت استقر في جبال النوبة. وتعيين الحلو برتبة النقيب في الجيش الشعبي لم يرضي طموحه، فعمل بالتعاون مع الخلية الشيوعية في الحركة الشعبية على حياكة المؤامرات ضد أبناء النوبة في الحركة واستطاع إبعادهم بإرسالهم إلى جبهات القتال حتى أصبح أركان حرب يوسف كوه، أشرف على نقل سلاح الحركة الشعبية سيراً بالأقدام من أثيوبيا إلى جبال النوبة بواسطة أبناء النوبة الذين مات العديد منهم لأن عملية النقل استغرقت ستة أشهر كاملةً، خاض بعدها المعارك الشهيرة في (القردود وأم دورين)، والتي قام فيها بعمليات تطهير واسعة ضد أبناء القبائل العربية إلى أن تحدثت بعض المنظمات الحقوقية والدولية مع جون قرنق حول إبادة الحلو لهذه القبائل فنقله قرنق إلى شرق الاستوائية وهناك مارس عمليات تطهير واسعة ضد المخالفين لسياسات قرنق بمعاونة فيانق دينق مجوك، الذي كان آنذاك مسئولا عن استخبارات الاستوائية، وبعد أن تأكد قرنق بأن الحلو قاتل ماهر وشجاع نقله إلى قيادة الجبهة الشرقية لقيادة عمليات الحركة، وفي الشرق خطط لعمليات اقتحام كسلا واقتحام الشريط الحدودي حتى قرورة والترتيب لدخول همشكوريب، وخاض عمليات تجنيد كبيرة لعمال المشاريع بهذه المناطق. بعدها تم نقله إلى جبال النوبة وأصبح رئيس الحركة هناك وذلك لفراغ المنطقة من قائد حقيقي حسب رؤية قرنق آنذاك، الحلو ومنذ وقتٍ مبكرٍ قام بتحديد وتقييم أقوى قيادات النوبة التي يمكن أن تخلف يوسف كوه، ووصل العدد إلى أحد عشر قيادياً يسبقونه في الترتيب بالأقدمية داخ الحركة وهم من أبناء الجبال الحقيقيين ولكنهم من الرافضين لدخول الشيوعية ورافضين قيادة يوسف كوه التي أسهمت في تمدد الشيوعية، فأستغل الحلو هذا الموقف ودفع هذه المجموعة، بواسطة آخرين لكتابة مذكرة لقرنق عن الأوضاع في جبال النوبة ليؤكد لقرنق أنهم ضد الحركة، وأقنع قرنق بإعدامهم وأن يكون ذلك في الجنوب وقد كان، وتمّت تصفية المجموعة وصعد الحلو في ترتيبه القيادي.