في لقاء صحفي معه بهذه الصحيفة أمس الأول اعترف الأستاذ محمود صالح المحامي عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني، بأن تحالفهم وعلاقتهم الوثيقة بالمؤتمر الشعبي الحالية ليست سوي زواج متعة سياسي، أو ضرورةينتهي بزوال النظام الحاكم.. وبعد ذلك لكل شأنه.. وإن أنجب ذلك الزواج ما أنجب من حسن العشرة والأبناء.. فهو زواج سياسي لا تحكمه ضوابط شرعية أو أخلاقية شأن الزيجات المعروفة. وبقي بعد ذلك من حق المراقب والمتابع للشأن السياسي أن يقرأ الأمور ويقدرها علي نحو ما يري.. فقد يري البعض أن ضعف الحال والمال لدي الطرفين قد أدي إلي أن "يجتمع ويلتئم التعيس وخايب الرجا..!" – إن جاز التعبير – كما يقول المثل، أو إلي أن تصبح أجندة الطرفين هي "إسقاط النظام" الذي طال أجله بتقديرهما.. وحان الوقت لأن يرحل. الشيخ الترابي منذ اليوم الأول لميلاد فصيله السياسي "المؤتمر الشعبي" فكر في الاتصال بالحركة الشعبية لتحرير السودان في الخارج، ليوقع معها "تفاهم جنيف" غير عابئ بتاريخه ونضاله ضدها، معبئاً المجاهدين ومكرماً الشهداء، وغير ذلك من ما كان معروفاً.. فالإطاحة بما تركه خلفه من جماعة ومؤتمر وطني ودولة، كما يدعو لها ويعمل، أولي من ذلك كله.. والحزب الشيوعي واليسار بشكل عام ليسا بعدين عن تلك الأجندة، وإن كان بين الطرفين ما صنع الحداد بالفأس.. والقصة معروفة. الحزب الشيوعي من جانبه ومنذ أن ذهب الأستاذ نقد- شفاه الله – إلي ميدان أبي جنزير ذلك الصباح ولم يجد أحداً، وترك مذكرته المشهورة "حضرنا ولم نجدكم..!" فقد الثقة بتكتله المعارض المعروف.. بل بقي الحزب نفسه يشكو من تكلس في العظام، وعدم ثقة بالتاريخ والمبادئ فالاشتراكية بعد بيريسترويكا غورباتشوف "ماتت ولم تجد من يفرش عليها..!" وذلك هو حال الحليفين، وهما يدخلان في حالة زواج متعة، وضرورة سياسية محدودة الأجل، وخالية من الالتزامات .. وبقي للمواطن السوداني أن يحسب حساباته ويقدر ظروفه، لأن القصة ليست خالية مما يضر بالمصلحة القومية والعامة، وإن أسعد ذلك الأستاذ مؤمن الغالي وهو شاعر، والشعراء "بكل واد يهيمون"..! نقلا عن صحيفة آخر لحظة السودانية 28/2/2012م