جيش السودان يشهد له تاريخ الاشتباك وجغرافيته شهادات عسكرية مُوثقة أنه لم يُضبط يوماً متلبساً بعدوان، ولم يكن ذات يوم في حروبه الحدودية التي سبق إليها سوقاً، وفي اشتباك الغابات والجبال والكثبان الرمليّة، لم يكن في موقع الهجوم، فهو دائماً يملأ خطوط الدفاع من أولها إلي آخرها، لذلك فهو أحق الجيوش بلقب جيش الدفاع! جيش الدفاع السوداني سجّل انتصاراته كلها في معارك الدفاع وأحرز درجة الشرف العسكري في يوميات تلك الحروب... لذلك عندما أصدر قوة احتياطيّة له كانت هي أيضاً قوات دفاع. الدفاع الشعبي! المواطن السوداني يستمع باهتمام وطني لبيانات القوات المسلحة التي تصدرها من وقت لآخر... وقد استمع أخيراً بأن دولة ناشئة هي التي اعتدت علي دولة عريقة، أو قدمت إسنادها العسكري لمليشيات سودانية ضلت طريقها إلي الشارع السياسي السوداني... جيش دولة أجنبية لم يفك ارتباطه العضوي حتى الآن بالفرقة التاسعة والعاشرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق... هذا الجيش الأجنبي يتوهم بأن له حق تاريخي في محاربة الجيش السوداني فقد حاربه متمرداً والآن يملك حق محاربته حتى إن وقع مفاوضوه اتفاقية وقف عدائيات! عدوان أمس الأول الذي أتي داخل أراضي السيادة السودانية في جنوب كردفان (بحيرة الأبيض وجاوا) يستحق الرسالة العسكرية العاجلة التي تجبره علي بلع الورق الذي رسم عليه مخططه ... فإن كان المعتدون سودانيين يلتقون إسنادا من الجنوب فالرسالة العسكرية ستردعهم، وإن كان العدوان من دولة جارة فستسكت مدافعها مثلما سكتت في صيف العبور حين كانت مدافع تمرد! الجيش قال في بيانه بأنه يحتفظ بحق الرد، والسودان الدبلوماسي جدّد شكواه لمجلس الأمن، وذكّره بشكواه السابقة، ولن يتذكّر مجلس الأمن شكواه الأولي ولا الثانية إلا حين تأتيه دولة الجنوب بشكواها الأولي! مجلس الأمن يسمع دائما من الجيوش المُعتدي عليها بأنها تملك حق الرد ولكنه يعد ذلك رسالة دبلوماسية ترتدي أزياء عسكرية فيحيل أوراقها للقنوات الدبلوماسية ... مجلس الأمن لا يجتمع لاتخاذ (ترتيباته) إلا بعد أن يصبح حق الرد واقعاً عسكرياً علي الأرض!! نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 28/2/2012م