تلقيت إتصالاً ظهر أمس من صديق عزيز يقيم بالولاياتالمتحدةالأمريكية وجدت فيه تفسيراً لعدد من الأسئلة الحائرة والعارية التي تكتنف الصراع الذي يدور الآن من جهة دولة جنوب السودان علي صعيد ولاية جنوب كردفان وما يتصل بهذا الملف من جذور تتمدد الي ولايات دارفور ليشكل كل ذلك ما يسمي بالجبهة الثورية السودانية وهي جبهة عنصرية شعارها القضاء علي كل أثنية خارج مكوناتهم ومن ثم تغيير بنية النظام وهذا ما تكشف لقوي معتبرة داخل تحالف المعارضة فنفضت يدها وفرت بجلدها مما يدعون إليه. صديقي قال لي إن سامر أزمة دارفور قد إنفض تماماً ولم تعد تتصدر المشهد التآمري الذي ألفناه في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحتي ما يكتب في الصحف في معظمه ايجابي ويصب في مصلحة الحكومة السودانية وان المنظمات التي كانت تتكسب من أزمة دارفور لم تعد تعول عليها في ظل ضعف استجابة المجتمع الأمريكي وان أخر الأخبار التي قراها في عدد من الصحف الأمريكية تتحدث عن عودة مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين الي ديارهم وأضاف أن قضية دارفور بعد التطورات الكثيرة التي حدثت ووجدت حظها من التغطية الإعلامية لم يعد لها حضوراً في الفعاليات والإعلام وحتي الأنشطة التي يقيمها اللوبي الصهيوني وان تحالف منظمات دارفور (SAVE DARFUR) الذي تؤمه أكثر من مئة منظمة يهودية تفرق شمله أما بعض المحسوبين علي أبناء دارفور وظلوا ينشطون في هذه الأزمة ويشكلون حضوراً مكرراً في كافة الفعاليات التي يقيمونها لم نعد نشاهدهم منذ مقتل خليل إبراهيم وقد أصابهم ذلك بخيبة أمل كبيرة كانوا قبلها يقاومون تراجع حضور قضية دارفور وقد أسهم تفجر الوضع في جنوب كردفان والنيل الأزرق في سحب ما تبقي من بساط من تحت أقدام قضية دارفور وهي تتلقي الضربات بفضل عوامل كثيرة منها سلام الدوحة وإنحسار العمل العسكري لحركات دارفور لأكثر من عامين والعودة الكثيفة للاجئين والنازحين والأنشطة التنموية التي لم تنقطع حتى في ظل الحرب وكذلك تلمس الغربيين بشكل عام والأمريكيين علي وجه الخصوص للتضليل الذي تعرضوا له من قبل المنظمات ووسائل الإعلام. هذا الوضع الذي حدثني عنه صديقي يجيب علي بعض الأسئلة كما أشرت وفي مقدمتها (لماذا تحارب حركات دارفور في جبهة جنوب كردفان؟!) وقد كنا في السابق نفسر ذلك بإغلاق دولة تشاد لأراضيها في وجه حركات دارفور ونضيف الي ذلك رحيل نظام القذافي وهذا التفسير هو التفسير السهل والقريب الذي لا يجهدها بالبحث وهذه واحدة من أفات الشخصية السودانية التى كلما خرجت تبحث عن شيء تجدها باول اجابة تتحصل عليها وتستظل بأول شجرة تصادفها وتقيم عندها وقد يكون خلف الشجرة حدائق وكنوز. اختارت حركات دارفور الحرب في جنوب كردفان لأنها (الإشو) الذي يتصدر المشهد التآمري في الغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية ولذلك قبلوا بان يتزعمهم مالك عقار ولو كانت فعلاً تتمسك بقضيتها لما حاربت بالوكالة عن أبناء تلك المناطق وان كان ذلك بسبب دعم دولة الجنوب فان دولة جنوب السودان لها حدود وإسعة جداً مع ولايات دارفور كان من الممكن أن يحاربوا في دارفور ويجدوا الدعم وبهذه الطريقة فان الحرب في فقه هؤلاء المرتزقة يقودها من يملك الدعم الغربي ويتصدر تصريحات المنظمات الغربية ودعم اللوبي الصهيوني. في المكالمة التي تلقيتها لفت صديقي الي شخص حدثني عنه سابقاً وكتبت عنه في هذه الزاوية من قبل وهو (مكرم قسيس) من أبناء الأبيض مسيحي كاثوليكي من الأقباط ليس مثل هؤلاء الذين يعيشون بيننا ولم نر منهم إلا ما يسر ولهم دورهم الوطني تجاه بلادهم وقد عهدناهم طيبين ومسالمين ومبادرين وقد كان (مكرم) يمثل خروجاً علي النص القبطي السوداني الجميل والعظيم مثله مثل عشرات السودانيين العصاة من مختلف مكونات المجتمع السوداني وقد حدثني سابقاً ان (مكرم) ظهر في احدي القنوات التلفزيونية الأمريكية وبصحبته فتاة من قبائل النوبة عليها (الوشم) الذي هو احدي عادات القبائل السودانية كافة ويدعي هذا الرجل أن ذلك بسبب تعذيب العرب المسلمين للأفارقة المسيحيين وان الرجل في تلك الحلقة كسب(14) مليون دولار بعد أن استطاع استدرار عطف المشاهدين هذا الرجل اليوم ينشط في أزمة جنوب كردفان ويكذب وهو يخاطب التجمعات الكنسية واليهودية ويحصد المال وقد أضحت أزمات السودان مهنته وفرصته لجمع المال. في ختام المكالمة حدثني عن (منوت) لو تذكرونه.. لاعب السلة أطول سوداني وقتها وقد مات قبل أعوام وقال إن (منوت) استعان بصديق امريكي وكتب له حكاية أليمة عاشها(منوت) وقد استعان الصديق الأمريكي بشلوخ منوت وكتب أن العرب المسلمين كانوا يعذبونه وقال أنه ما زال يحتفظ بالصحيفة التي نشرت حكاية منوت كثيرون هم الذين إستفادوا من الشلوخ حتى من بني جلدتنا فنالوا اللجوء. نقلا عن صحيفة الأهرام 29/2/2012