تفاعلت قضية إعلان منطقة برقة النفطية نفسها إقليماً فيدرالياً، بعدما لوح رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل، أمس، باستخدام القوة لمنع تقسيم ليبيا، متهماً دولاً عربية لم يسمِها ب«إذكاء الفتنة» في شرقي بلاده، في وقت شهدت كل من بنغازي والبيضاء والمرج وطبرق تظاهرات واعتصامات تندد بالنظام الفيدرالي، وتعتبره خيانة لدماء الشهداء. وقال عبدالجليل في كلمة له خلال مؤتمر الميثاق الوطني الذي بدأ أمس بمدينة مصراتة: «لسنا مستعدين لتقسيم ليبيا.. ونحن نستطيع ردعهم ولو بالقوة». وأضاف: «أدعو إخوتي في برقة كما يسمونها الآن للحوار»، مشيراً إلى أن المعطيات التي استند عليها دعاة الفيدرالية «موجودة على أرض الواقع، ولكنها ليست مبرراً للانفصال، وليست مبرراً لتقسيم ليبيا». حوار ووعود وأردف: «نحن كمجلس وطني مستعدون للحوار، نحن لا نقصي أحداً، ولا نهمِّش أحداً، ولا نخوِّن أحداً»، مشدِّداً على أن «ليبيا وحدة واحدة اليوم وغداً ولو بالقوة» ، داعياً أهالي برقة إلى أن «يعوا أن بينهم المندسون، ومن تأخَّر كثيراً في الالتحاق بركب الثورة ويريد الآن مكاناً، وبينهم من هم من أعوان النظام السابق». واعتبر عبد الجليل أن ما حدث في مدينة بنغازي «خيانة لإرث الثوار الذين ضحوا من أجل ليبيا موحدة»، مؤكداً أن «المجتمع الدولي لن يسمح بتقسيم ليبيا نظراً لثرواتها النفطية وموقعها الاستثنائي»، ومحذراً من أن الإعلان عن مجلس برقة « سيعرِّض البلاد للخطر إذا لم يقابل بوعي جماهيري ناضج». مؤامرة عربية وتحدث رئيس المجلس الانتقالي الليبي عن وجود «مؤامرة عربية» من دون أن يذكر أسماء، قائلاً إن «بعض الدول العربية تذكي وتغذي الفتنة التي نشأت في الشرق حتى تهنأ في دولها، ولا ينتقل إليها طوفان الثورة. هذا التخوف هو الذي جعل هذه الدول الشقيقة للأسف الشديد ترعى وتمول وتذكي هذه الفتنة التي نشأت في الشرق». واستطرد: «ما يحصل اليوم هو بداية مؤامرة ضد البلاد. هذه مسالة خطِرة تهدد الوحدة الوطنية » تظاهرات مضادة في غضون ذلك، خرج لليوم الثاني على التوالي أهالي مدينة بنغازي في تظاهرة رافضة للدعوات التي تنادي بالفيدرالية، وتعتبرها تفريطاً في دماء الشهداء. كما شهد ميدان الشهداء بمدينة طرابلس خروج المئات من الأهالي في تظاهرة ضخمة، رفعوا خلالها شعارات تؤكد أن اللحمة الوطنية هي أساس بناء الدولة الليبية، وأن طرابلس هي العاصمة، مطالبين في الوقت نفسه المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الانتقالية بعدم تهميش الشرق الليبي، والاهتمام به، وعدم اتباع نظام الحكم المركزي، وحملوا لافتة كتب عليها: «الفيدرالية خيانة لثوار ليبيا». أوغلو يدعو إلى ذلك، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، أمس، الليبيين إلى التمسك بوحدتهم والالتفاف حول «المجلس الانتقالي كممثل شرعي وحيد»، بحسب بيان. وناشد الأمين العام «الحفاظ على الوحدة الوطنية والترابية لليبيا»، وجدد دعوته «الشعب الليبي بمختلف مكوناته، ضرورة الالتفاف حول المجلس الوطني الانتقالي، بصفته الممثل الشرعي والوحيد، ودعم الحكومة في هذه المرحلة المهمة والحاسة» وختم أوغلي مؤكداً «دعم المنظمة للمجلس والحكومة الانتقاليين».