كلمة مولانا.. من الألقاب التي كان يسبغها رئيس الحركة الشعبية جون قرنق على الضابط بالجيش الشعبي تلفون كوكو أبو جلحة الذي عرف بورعه وتدينه، وبأنه من المقربين له، باعتباره من القيادات المؤسسة لجيش النوبة في الحركة، ولم يشفع له تاريخه الطويل في القتال معها، من أن يمنعه وعاديات الأحوال التي طرأت على توجهات الحركة وقياداتها بعد مقتل رئيسها، وبالأمس الأول تناولت الأخبار تدهو حالة تلفون الصحية وإدخاله لمستشفى القاعدة بصورة عاجلة، وعبّرت قيادات بجبال النوبة عن تخوفهم من أن تتم عملية تصفيته داخل المستشفى عبر عقاقير سامة. وكان مؤتمر«يي» الذي عقد لخلافة سلفا كير لقرنق، أثار تلفون قضية مظالم النوبة بقوة حينها، حتى أن سلفا استدعاه لاحقاً ووعده بحل مشكلات أهله. وتوتر علاقة تلفون بالحركة قديمة بدأت إثر اعتقاله لأول مرة في العام 1992 بحسب مصدر فضل حجب هويته وكان ذلك في منطقة البُرام بجنوب كردفان، ومن ثم نقل إلى سجن «الواق واق» في منطقة رمبيك بولاية البحيرات، وتتعلق أسبابه بنظرة تلفون الإستراتيجية للمستقبل، فقد هداه تفكيره إلى الانتصار في الحرب التي يقودها النوبة مع الجنوبيين سيتأتي من وجهين: إما بالهزيمة العسكرية أو اتفاق سلام، وفي كلا الحالين فإن النوبة بحاجة لجسم يمثلهم في الحركة ويفاوض باسمهم، ومن هنا برزت منادته بوجود قطاع خاص بالنوبة في الحركة. أما قصة اعتقاله الأخير فبدأت باستدراجه للجنوب بواسطة نائب مدير جهاز الأمن الاسبق في السودان الفريق مجاك أقود، الذي وعده بمساندته لتحقيق مطالب النوبة، ووصل جوبا وعين مستشاراً لسلفا ومبعوثه الخاص لقطاع النوبة، تلي ذلك تقديمه لوثيقة احتوت على «40» بنداً وافق عليها سلفا ما عدا بند واحد هو انسحاب جميع مقاتلي النوبة من الجنوب إلى جبال النوبة بجنوب كردفان. الاعتقال الثاني من نوعه الذي تعرّض له نفذ في القيادة العامة للجيش الشعبي«بلفام» وبطرح السؤال عن كيفية تأييد النوبة لتلفون في الوقت الذي يقاتلون فيه مع الحلو رغم أنه قيد الحبس، يرد مصدر بقوله إن أعداد النوبة في الجيش الشعبي تقدر ب «36» ألفاً لا أحد منهم يقاتل مع الحلو الآن، واستدل بالزيارة التي سجلها الأخير لرئاسة النوبة بالجيش الشعبي في منطقة ييي برفقة لوكا بيونق ودينق ألور وتعبان دينق وباقان أموم، ودعوا قيادات النوبة لتسيير «4» لواءات للقتال مع الحلو في الجبال، فلم تكتفِ قيادات النوبة بالرفض بل حرقوا المركبات التي أقلتهم وعددها«17» لاند كروزر، كما قتل في الأحداث حرس تعبان والحلو، أما الذين يقاتلون مع الحلو اليوم فهم والحديث للمصدر من الذين انضموا للحركة بعد سلام نيفاشا، واستطاع الحلو التأثير عليهم من خلال خلفيته الماركسية. من جهته أوضح نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان د.ياسر أبوكساوي الذي وصف اعتقال تلفون بأنه يناقض كل القوانين والأعراف الدولية، لاسيما وأنه لم يرتكب أي جرم جنائي يبيح اعتقاله، وأضاف في حديثه ل«الإنتباهة» أنهم كلجنة في البرلمان لا يحق لهم مخاطبة دولة جنوب السودان في هذا الصدد، أما أسرة تلفون ممثلة في زوجته زينب التوم أخبرت «الإنتباهة» أن أخبار زوجها مقطوعة عنهم تماماً فناشدت الحكومة للسعي لإطلاق سراحه، وبالعودة للمصدر أعلاه فيما يلي احتمالات إطلاق سراحه استبعد حدوث ذلك في الوقت القريب. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 12/3/2012م