أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن أمن السودان واستقراره جزء أساسي من أمن واستقرار إفريقيا . ونفت الحكومة التوصل لاتفاق نهائي حول اتفاقيتي الحريات الأربع والمواطنة، مشيرة إلى إمكانية التفاوض حولها مع دولة الجنوب عقب الشروع في ترتيبات وإنفاذ اتفاق الملف الأمني وفقاً لاتفاق أديس أبابا الأخير . وأكد البشير، أن السودان شهد تحولات كبيرة بعد أن طوى صفحة أطول حرب في إفريقيا . وهو الآن جسر وئام بين الأفارقة والعرب . وقال لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني للسيدات البرلمانيات برابطة مجالس الشيوخ والشورى بإفريقيا والعالم العربي المنعقد في الخرطوم، أمس، إن السودان استطاع تسوية النزاعات الداخلية وإيقاف أطول حرب في إفريقيا وتوفير الخدمات للمواطنين في كل المجالات، مناشداً النساء البرلمانيات ضرورة الوقوف ضد المخططات الدولية تجاه السودان وأضاف أن بلاده ساهمت في حل المشكلات العصيبة التي صنعها الاستعمار من خلال انتهاج أسلوب الحوار والتشاور والممارسة الديمقراطية . وأوضح أن السودان يبذل الآن جهوداً كبيرة في مجال الإنماء الاقتصادي والاجتماعي وتوفير الخدمات والاستقرار لمواطنيه . وتطرق إلى التحديات الماثلة، خاصة فيما يتعلق بزيادة دخل الفرد والدخل القومي والموازنة بين الموارد . من جهة أخرى، أعلنت الحكومة امكانية النظر والتفاوض في جميع القضايا الخلافية مع دولة الجنوب عقب الشروع في ترتيبات وإنفاذ اتفاق الملف الأمني بين الدولتين وفقاً لاتفاق أديس أبابا الأخير . وقال نائب رئيس الجمهورية، الحاج آدم يوسف، إن اتفاق أديس أبابا الأخير استند إلى محور تفاوضي مهم هو (بناء الثقة) باعتباره المحور الأساسي الذي يدعم اتجاه الاستقرار للدولتين، مبيناً أن الاتفاق يعتبر نقطة تحول كبرى ب"عقلية التفاوض" . ونفى يوسف، ما تم تناوله عبر الإعلام حول التوصل لاتفاق نهائي حول اتفاق الحريات الأربع بين السودان ودولة الجنوب، مؤكداً أن الدولتين لم تتفقا بعد على الملف ولم يتم تناول الموضوع بالنقاش المستفيض بعد، وكذلك ملف المواطنة، مشيراً إلى أن هذه القضايا يمكن أن يتم تداولها عقب الفراغ من الاتفاق والتنفيذ حول أجندة الملف الأمني بين الدولتين . وقال يوسف، إن التاسع من إبريل/ نيسان المقبل ليس يوماً خاصاً بطرد الجنوبيين من السودان وإنما هو تاريخ خاص بتوفيق أوضاعهم، مؤكداً أن أي جنوبي سيتم تعامله بعد التاسع من إبريل القادم على اعتبار أنه (أجنبي) وأضاف “إذا وجد أحد من الجنوبيين غير مرغوب فيه بالسودان بسبب دوره السالب في التخريب الأمني والاجتماعي والاقتصادي من حقنا طرده" . من جهته، أكد حزب “المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان، حرصه على علاقات حسن الجوار مع دولة الجنوب . واعتبر أن انفصال الجنوب كانت وراءه دول غربية وأن الجنوبيين اختاروا الانفصال مرغمين . وعبر مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني عن أسفه لتدهور العلاقة مع الجنوب، مبيناً أنه “وحدوي وكان له رأي مناهض لتقرير المصير"، مشيراً إلى أن المسقبل القريب سيشهد عودة الوحدة بين الشمال والجنوب . وقال إسماعيل، “إننا نراهن على شعب الجنوب في المستقبل" مؤكداً “احتمالية عودة الجنوبيين للوحدة مع الشمال مرة أخرى" مضيفاً “يجب ألا نحرم الشماليين من الاستثمار في الجنوب ونترك الجنوب للغرب يزرع فيه ما يزرع" . وقال إن أمريكا دائماً ما تقدم المصالح على القيم والأخلاق . وأوضح أن سياسة السودان الخارجية مبنية على علاقات حسن الجوار، ونبه إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحول العالم من أحادي القطبية إلى التعددية، وأن الصين سيكون لها دور كبير في المستقبل القريب . إلى ذلك، استأنفت الدارسة في جامعة الخرطوم بعد تعليقها لشهور بسبب اشتباكات بين الطلاب والسلطات الأمنية . وأعلنت إدارة جامعة الخرطوم عن اكتمال الترتيبات لاستقبال الطلاب، وقطعت بعدم دخول قوات الشرطة للحرم الجامعي إلا بإذن مسبق منها . وكشف حزب “المؤتمر الوطني" الحاكم، عن مخطط قال انه مرسوم يقوده المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وحزب البعث والحزب السوداني لإسقاط النظام عبر تعبئة كوادرها في ثلاث جامعات، على أن تلتقي بجامعة الخرطوم في ساعة الصفر للخروج إلى الشارع . كما اتهم أحزاب المعارضة بجامعة بحري بتحريض الطلاب ومنعهم من دخول الامتحانات والاعتداء على الذين جلسوا للامتحانات . نقلا عن دار الخليج 19/3/2012