وصفَ حزب الأمة القومي الذى يتزعمه الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة الإصلاح والجديد مبارك الفاضل بأنه انتهازي وغير وطني. وقال مساعد الأمين العام لحزب الأمة القومي ياسر جلال، إن مبارك يحاول استغلال الدعم الخارجي للصعود بطريقة ميكافللية، مستخدماً خصوم الأمس لمعركة اليوم ولكنه – والحديث للأمين العام المساعد – لن يستطيع هذه المرة تكرار السيناريو السابق. ويجيء هذا التطور الدرامي الكبير فى أعقاب خلاف متصاعد بين الجانبين تقول مصادر تحدثت ل(سودان سفاري) إن أسبابه تتصل بطموحات خاصة بمبارك الفاضل، الباحث عن دور فى المرحلة القادمة؛ بحث عنها داخل حزب الأمة القومي ولم يجدها. وتعتبر هذه هى المرة الأولي – على الأقل فى العشر سنوات الماضية – التى يوجه فيها حزب الأمة القومي هذا القدر من الأوصاف لمبارك الفاضل الذى تحوم حوله منذ سنوات شبهات عديدة تتصل بعلاقاته الخارجية وتلقيه الأموال من الخارج وافتقاره للوطنية. ويبدو هنا أن السيل قد فاض وبلغ الزبي بقيادة حزب الأمة القومي للدرجة التى اضطرت معها لوضع الرجل فى عداد (الانتهازيين) و (غير الوطنيين) إذ من النادر أن يُوصف قيادي حزبي بأنه (غير وطني)، مما يشير الى أن السيد مبارك الفاضل فى نظر حزب الأمة القومي الذى كان جزءاً منه قبل أن ينسلخ عنه مطلع العام 2000 ويكوِّن الإصلاح والتجديد، ليس سوي (شخص ميكافللي غير وطني). هذا التطور ينهي على الأقل على المدى القريب إمكانية التقارب بين الشطرين فى القريب العاجل، ففي وقت سابق وقبل نحوٍ من عامين تسارعت خطي التقارب بين الطرفين، وكانا على وشك الاندماج، ويبدو أن أجهزة الحزب فى الأمة القومي لم ترض عودة الإبن الضال المفارق لها؛ كما يبدو أيضاً أن أجهزة الحزب فى الإصلاح والتجديد لم تجد ما تريده فى الحزب الأم. ويعتقد خبراء أن مبارك الفاضل بصرف النظر عن خلافاته مع الأمة القومي يبدو كسياسي غير مأمون الجانب نظراً لإرتباطاته المشبوهة بالخارج، فالرجل ليست ثيابه الوطنية نظيفة، حيث حامت حوله قبل سنوات شبهة مدّ إدارة الرئيس كلينتون فى العام 1998 بمعلومات خاطئة تسببت فى ضرب مصنع الشفاء للأدوية بضاحية الخرطوم بحري فى أغسطس 1998م، ولعل هذا الوصف الكثير التداول هو سبب وصف حزب الأمة القومي له بغير الوطني والانتهازي. كما تشير متابعات (سودان سفاري) أن حزب الأمة القومي وعقب بداية إجراءات توحيد الحزب اكتشف ارتباطات خارجية خطيرة لمبارك، تخوَّف منها ومن تبعاتها ومما يمكن أن تفضي إليه، ولهذا فقد حرص الأمين المساعد للحزب ياسر جلال على الإشارة الى (ميكافللية مبارك) التى تعني أن الرجل بوسعه (فعل أى شيء) وبأي طريقة مهما كانت خطيرة للوصول الى أهدافه الخاصة. إنَّ هذا التلاسن ما بين مبارك وحزب الأمة القومي لا يعد مجرد تلاسُن عابر فرضه خلاف عابر؛ من المؤكد أن حزب الأمة القومي ضاق ذرعاً بمبارك وبما يحوم حوله من شبهات وما يضمره من مخططات، فالرجل بدون أدني شك علِقت الكثير من الشوائب بثيابه واستحق ما تلقاه من أوصاف من حزب الأمة القومي، إذ ليست من الممارسة السياسية السودانية مثل هذه التصرفات والطموحات التى لا تضع اعتباراً لأي وازع سياسي!