ما حدث الآن من حكومة جنوب السودان لم يكن بالأمر المفاجئ بالنسبة لشخصي الضعيف ولعله ليس بالأمر الذي ينبغي أن تفوت دوافعه ومآلاته على أي صاحب فطنة أو بصيرة متقدة، لان مجرد نظرة تأمل في مجريات أحداث التاريخ منذ حقبة تفكيك الإمبراطورية العثمانية تجعل المرء يعيد استلهام مكنون ذاكرة الأحداث لا سيما وان الأمور تجري على وتيرة محسوبة ومبرمجة على نحو ما أوردت في مقال سابق عبر هذه المساحة، من العام الماضي 2011م عندما أوردت معلومة موجزة عن مؤتمر النوارنيين الأول الذي وضعه بنو صهيون في عام 1776م في مدينة فيينا العاصمة النمساوية الحالية أي قبل حوالي (235) عاماً ويومها وضع هؤلاء ما عرف باسم بروتكولات بني صهيون وهي المنهجية التي قرروا من خلالها وضع خطة ألفية مدتها (عشرة قرون) أي ألف عام بالتمام والكمال ليحكموا بها العالم وقد انقضي الآن حوالي ربع القيد الزمني (1776م – 2776م) أي وبشكل أدق يكون قد انقضي ربع الزمن بحلول العام 2027م!! واليهود بعكسنا في العالم الإسلامي يحسبون لكل أمر حسابه وبدقة متناهية وهم لا يتعاملون في تخطيطهم بمبدأ رزق اليوم باليوم، بل بخطط معقدة ومدروسة مع وضع كافة احتمالا الفشل والنجاح والتحوط والتحسب سلباً أو إيجاباً لكل حالة، وهم في ذلك لا يعترفون بأي دين سماوي غير التوراة وما قصة صلب المسيح الذي شبه لهم عليه السلام ببعيدة فلم يعصمهم الإنجيل عن ذلك وكما هو الحال تجاه معتنقي الفرقان أو الدين الإسلامي في منظورهم. كل الحروب مبرمجة وكل الكوارث مدروسة بل وكل المجاعات من صنعهم وعليكم فقط أن تتأملوا خارطة مناطق الفواجع والكوارث في هذا العام.. ونحن هنا لا نعطي أمرهم أكبر من حجمه.. ونعلم بأن مقاليد الأمور بيد خالق جبار قهار ولكن ما يحدث لنا أيضاً ربطه المولي عز وجل بما كسبته ايدينا من أفعال أو آثار لان الله عز وجل وفي كثير من الأمور يسلط علينا ويمتحننا. كيف قضت الدولة العباسية نحبها وكيف هي الأمور قد جرت مع الدولة الأموية في الأندلس التي تم دك حصونها.. وكيف هوت الإمبراطورية العثمانية الإسلامية.. وكيف جرت الأمور التي خرج لنا معها سيناريو تأسيس الدولة العبرية (إسرائيل) وكيف جرت حروب استنزاف دول المواجهة مع إسرائيل منذ عام 1948م، الأردن – سوريا – مصر – لبنان – وغيرها.. وكيف جاءت نكسة عام1967 التي شهدت هزيمة جبهة المواجهة الغربية مع إسرائيل (مصر) وتحييد جبهة مرتفعات الجولان (سوريا) وكيف جرت فتنة الفلسطينيين مع الأردنيين 1970م ولا داعي لأن نذكر بالحرب العراقية الإيرانية منذ عام 1979م ثم استدراج العراق لاحتلال الكويت ثم تدبير أحداث برجي التجارة في سبتمبر عام 2001م وغير ذلك من أحداث عنيت كلها بأمر واحد فقط وهو استنزاف موارد المسلمين وإنهاك القوى المسيحية، وارجو من الأخوة في دولة جنوب السودان عدم الانسياق وراء بريق الفردوس الإسرائيلي.. وليتهم يتأملون ما يحدث بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة في إسرائيل وكفي!! وما بين تحركات بوبي وولترز والعقيد مظلي متقاعد سام اسمازرس في روب كونا عام 1982م وبين هجوم هجليج في عام 2012م بجنوب كردفان تكتمل بإذن غداً وبعد غد خيوط الحلقة. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 8/4/2012م