الذين عاشوا أحداث إحتلال قوات الحركة الشعبية لمنطقة الكرمك مسنودة بجيش النظام الإثيوبي السابق وكيف أنهم تبجحوا بقدرتهم علي نسف خزان الرصيرص يتذكرون أيضاً أن قوات محدودة من رجال البوليس كانوا مكلفين بحراسة المنطقة لم تكن هنالك قوات ولا مدرعات ولا معدات ولذلك كان الهجوم والسيطرة عليها سهلاً وربما بدون خسائر؟ كيف ردت القوات المسلحة علي قوات الحركة الشعبية؟ وكيف فاجأتهم . لقد تحركت قوات محدودة من الرصيرص ودون كثير عدة وعتاد الي موقع قوات الحركة وفي هجوم مباشر علي مواقع الحركة التي تحصنت بالمرتفعات حول المدينة مسنودة بمدفعيات حديثة تابعة لجيش النظام الإثيوبي السابق إذا بالهجوم الجسور لجنودنا علي مواقع الحركة وهم يحملون بنادقهم فقط ويطلقون صيحات الحماسة الشهيرة يلقي بالرعب بين قوات الحركة ومن يساندونها من القوات الإثيوبية فيلوذون بالفرار جميعاً مع بداية المعركة وحتي الطيران الإثيوبي قبع عاجزاً أمام جرأة الهجوم وجسارته . هذه الإرادة القتالية البالغة كانت كافية تماماً لإجبارهم علي الانسحاب مهرولين تاركين أسلحتهم وجرحاهم وعتادهم خلفهم في حقبة الأربعينات في الحرب العالمية كانت قوة دفاع السودان ضمن قوات الحلفاء ضد قوات النازية الألمانية والفاشستية الايطالية التي وصلت الي هضاب إثيوبيا واحتلتها وكلفت القوات السودانية بتحرير هضاب إثيوبيا وتركت القيادة العليا للقوات السودانية وحدها طريقة مواجهة القوات الفاشستية المزودة بأحدث المعدات والآليات والدبابات ونفذت القوات السودانية خطتها بالتحرك ببطء وفي الظلام وقد حمل الضباط والجنود معاً المدافع علي أكتافهم تأميناً للهجوم المباغت المكتوم وأمام دفاعات الفاشستين الذين كانوا في حالة تحصن تام فوق الهضاب العالية التي صعب الوصول إليها خاصة مع المدفعيات واليات التحرك من عربات دبابات ولكن صرخات الحماس والهجوم الجرئ الكاسح زلزل أفئدة الفاشست فتراكضوا من مواقعهم بين الهضاب والتلال وهرولوا نحو قواعدهم في الساحل الاريتري لتحتويهم سفنهم أو ليقعوا في الأسر. وفي الصحراء الكبرى في ليبيا كانت (الوحوش السودانية) احدي فصائل هجوم الحلفاء الرئيسة حتى هزيمة رومل وفي حرب فلسطين وفي موقعة الفالوجة تكفي شهادة جمال عبد الناصر وما سجله الإسرائيليون بشأنهم، العسكرية السودانية وعلي مدي حقب تستند علي ارث وفير من صناعة البطولات الفذة المقترنة بالشجاعة الخارقة وقد نقل بعض قادة الحركة العسكريين لقيادات القوات المسلحة التي عملت وحاربت كانوا يتجنبون مواجهتهم وجهاً لوجه وسلاحاً بسلاح وكانوا يفضلون استخدام القذائف والصواريخ والمدافع عن بعد وأنهم يعرفون جيداً قدرات المحاربين في القوات المسلحة وأنهم يشهدون لهم بالثبات والتضحيات في المواجهات العسكرية وقد حكي البعض كيف ذهل العقيد جون قرنق وتعاطف معه عندما أُحضر إليه ملازم شاب رفض الإنسحاب من موقع القتال لأن زميلاً له قد جرح وفضل البقاء الي جانبه وحمله علي كتفيه عندما نقل الي معسكر الحراسة وقد إستفسره لماذا فعل ذلك وكان بمقدوره أن ينجو بنفسه؟ فرد عليه بما معناه أي نوع من النجاة يرجوها إذا كان سيتخلي عن الموقع وزميله جريح؟ وأي شهادة كان سيدلي بها الي زملائه ورؤسائه؟ نحن ثقتنا في قواتنا المسلحة وشجاعتهم وقدراتهم بلا حدود وقد عرفنا طيارين كانوا يقودون طياراتهم ليلاً لإنزال المؤن والعتاد لزملائهم في مناطق محاصرة بالكامل وكانوا لا يعودون الي قواعدهم قبل أن يضربوا مواقع محددة للعدو يصفها لهم زملاؤهم المحاصرون وكان بإمكانهم لا يفعلوا وعرفنا قيادات كانوا ينزفون دماً وظلوا يكتمون آمر مرضهم وقادوا قواتهم عشرات الأميال لتؤدي مهامها المكلفة دون تفريط ثم لينقلوا بعدها الي غرف العمليات الجراحية للعلاج ونعرف هيبتهم وجرأتهم في السيطرة علي كل انفلات أو إضطراب أو قتال من نوع ما حدث في لبنان والعراق والكويت والكونغوا والصومال عندما كانوا ضمن قوات الردع أو حفظ الأمن. يجب أن يدرك الذين أغاروا أو سيطروا علي منطقة هجليج أنهم أقرب الي الوقوع في مصيدة في انتظار الخطوة التالية أو رد الفعل الموازي من الجيش السوداني العريق. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم 12/4/2012