في الوقت الذي يقر فيه دبلوماسيون بالتزام الإمارات بحماية حقوق الإنسان، تصر «منظمة هيومان رايتس» على مواقفها السلبية تجاه الدولة، لاسيما في ملف العمالة، وكأنها تعرض عن كل شيء إيجابي وتبحث فقط عن مسائل تنتقص من الدولة والتقدم الذي تحرزه. والدليل على ما نقوله ما دعت إليه إحدى الناشطات في حقوق الإنسان في التقرير الذي صدر منذ يومين. فمن القضايا التي كانت مثارة فيه قضية اغتصاب أجنبية في ليلة رأس السنة في إحدى الإمارات. وقد اهتم مؤيدو «منظمة هيومان رايتس» بهذه القضية، وتم التركيز عليها، لدرجة وصلت إلى حد التدخل الذي يرفضه العالم كله، عندما يصل الأمر إلى القضاء. إحدى الباحثات في حقوق المرأة دعت لإجراء تحقيق جنائي ومحايد في قضية سيدة ادعت تعرضها للاغتصاب. ويمكن اعتبار تلك الدعوة هجوماً صريحاً ينتقص من قدر القضاء الإماراتي، ويطعن في عدالته، رغم أن قضاءنا له مواقفه المعروفة في هذا النوع من القضايا وغيرها، وهي بقلة عددها لا يمكن مقارنتها بمثيلاتها التي تقع في أكثر الدول تقدماً، فتلك الدول لم تستطع منع جرائم الاغتصاب، ولم تنتقص «منظمة هيومان رايتس» وغيرها من قدر هذه الدول في مجال حقوق الإنسان. الإمارات بسلطاتها الأمنية والقضائية ليست بحاجة لتوصية من «هيومان رايتس» أو غيرها، لتقوم بدورها بواجباتها، لكن هذا التدخل والانتقاد المبطن للقضاء أو السلطات الأمنية مؤشر خطير على إمكانية تدخل هذه المنظمات مستقبلاً في كل شيء، بل وحتى في الأحكام القضائية، باسم الحرص على حقوق الإنسان! في السنوات الماضية كان ملف العمالة هو الملف الذي تروح وتغدو عليه هذه المنظمة. وعندما تجاوزت الإمارات، بما اتخذته من إجراءات وقرارات، العقبات في هذا الملف، عمدت المنظمة إلى البحث عن ملفات أخرى لها خلفياتها الدينية، لترتكز عليها في انتقاداتها. وهو الأمر الذي لابد وأن نلتفت إليه بكثير من المراقبة والحذر، لأنه يكشف عن وجود سوء نوايا يبطنها العاملون في هذه المنظمات، الذين لا يجدون للأسف نظراء لهم في مجتمعنا المحلي، الذي مازال بحاجة لمؤسسات مدنية تنهض بهذا الواجب وتشارك فيه. فوجود هذه المنظمات المحلية يكرس مبادرات الدولة ويبرز انجازاتها في ملف حقوق الإنسان وفي غيره من الملفات. وهذا النوع من المؤسسات لا يمكن أن ينجح في يوم وليلة. ولا يمكن أن ينجح دون دعم مؤسسات حكومية ترعاه، وتقدم له التوجيهات اللازمة ليحمي مجتمعنا من منتزعي حقوق يتطلعون لضم ناشطين باحثين في حقوق الإنسان لصفوفهم ضد أوطانهم! . المصدر: البيان 28/1/2010