كنا قد كتبنا هنا يوم الخميس الماضي أن هجليج قد عادت وفقا لما رأيناه من تصريح الرئيس البشير مساء الأربعاء ووفقاً لمتابعة أخبار المعركة بصورة مباشرة حيث كانت القوات المسلحة قد حسمت المعركة الرئيسية مع جيش العدو مساء الأربعاء الماضي وما تبع ذلك لم يكن إلا معارك فرعية أو تنظيف لميدان العمليات والذي يعد ضرورياً في أعراف الجيش لتعلن النصر بعده ولكن نجد أن مليشيات الجيش الشعبي التي لا تعرف أساسيات القتال الاحترافي لأنها عبارة عن عصابات متمردة ومعظم قادتها كانوا ضباط صف في القوات المسلحة ولكن تمردهم أحلهم إلى ضباط وبل وصل بعضهم الى اعلي الرتب العسكرية مثل الرقيب يوسف سابقا والذي أصبح حالياً الجنرال سلفاكير دون أن يمر باستحقاقات ذلك من حيث الإعداد والتدريب العسكري ولعل مليشيات الجيش الشعبي يجب أن تعلم إنها لا ينبغي لها أن تضع نفسها في مواجهة مع اقوي جيوش المنطقة ونرى أن أحد أسراهم قد اعترف ضمنياً بذلك حينما تحدث للتلفزيون السوداني بعد أسره حيث قال أن الجيش النظامي قد هجم علينا وهو بذلك يقر باحترافية قواتنا المسلحة وفي ذات الوقت يقر بانهم ليس جيشاً نظامياً وعليه يجب أن يعوا هذا الدرس الذي لقنهم له الجيش السوداني في هجليج وهو امتداد لدروس كثيرة تلقوها منذ تأسيس الحركة الشعبية ولكنهم قوم لا يفهمون وذاكرتهم خربة وعليه فإن القوات المسلحة لابد أن تكرر لهم هذه الدروس لعل في التكرار أن تكون هنالك أسباباً تجعلهم يفهمون ويعرفون ماذا يعني الجيش السوداني وماذا يعني أن تكون عدواً له ولعل أعظم دروس هجليج التي يجب أن يعيها الأعداء الظاهرين والمستترين أن الشعب السوداني يقف على قلب رجل واحد خلف قواته المسلحة والقوات النظامية الأخرى حينما يعتدي عليه وحينما يكون هنالك استهدافاً للسودان وأيضاً فإن الشعب السوداني بذلك التلاحم القوى والاستجابة الواسعة للنفرة والخروج بصورة تلقائبة وعفوية في مسيرات عمت كل أرجاء البلاد أنما يؤكد انه سيد نفسه وسيد قراراه وهو الذي يقرر متى يخرج إلى الشارع ومتى يرفض ذلك ومن هو أحق بقيادته ويتجلي ذلك في اقتحام الجماهير لأسوار القيادة العامة والتحامهم بصورة فورية مع قائد الأمة السودانية والقائد الأعلى للقوات النظامية وهذا لاشك سيجعل المشير البشير أكثر قرباً من شعبه وأكثر قومية في قيادته لان تلك الجموع التي خرجت لتلتحم معه احتفالاً بتحرير هجليج كان حزبها هو السودان أولا وأخيرا وقد عبرت عن ذلك من خلال تلك الأعلام التي كانت ترفرف عالية خفاقة في أيدي الجموع تعبيراً عن العزة والإرادة السودانية. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 24/4/2012م