في رواية بندر شاه ضو البيت للأديب الراحل الطيب صالح روى سعيد عشا البايتات لأهل القرية كيف أنه دخل تلك القلعة التي يرى سكان القرية أنها (خرابات) وأنه التقى فيها ببندر شاه ومعه أولاده الأحد عشر وحفيده ووصف لهم في أسلوب شيق (حفلة عرس) كاملة الدسم وعندما انتهى من روايته قالوا بدهشة (الخرابات)؟! وقال آخر "إنت دار تضحك على دقونا بكلام زي حجي الزمن السالف"؟ أي أن هؤلاء المستمعين لم يستمعوا إلا إلى أسطورة رواها بعناية سعيد عشا البايتات الذي كان يسمى سعيد (البوم) قبل أن يصيبه رذاذ الغنى والثراء!. تذكرت ذلك وأنا أستمع إلى أكاذيب دولة الجنوب ويوغندا حول أسطورة اسمها جيش الرب صنعتها بعناية مطابخ المخابرات الأمريكية لتحقيق أهداف مزدوجة. دعونا نستعيد ما قالوه عن أحد كبار مساعدي جوزيف كوني والذي قالت يوغندا إنه تم القبض عليه في أفريقيا الوسطى بينما قال نائب وزير دفاع دولة الجنوب إنه تم القبض عليه في الجنوب!. هذا أول القطر في اختلاف "اللصين"! وذلك أن دولة سلفا وحليفه موسفيني صنعا أسطورة حول جيش الرب وبأن قائده "زول ختري" وقاتل ومصاص دماء مع العلم أننا لم نسمع في وقت قريب أي أنباء عن عمليات قام بها جيش الرب أضف إلى ذلك أن قوة جيش الرب المزعوم لا تتعدى ال (200) شخص هم كل قوام ذلك الجيش (الخطير)! وأن (5) أشخاص فقط من بين هؤلاء (المائتين) هم القادة الكبار في ذلك الجيش وبالحساب البسيط فأن ما تبقى من هذا الجيش لا يكفي لحراسة قائده دعك من تنفيذ عمليات عسكرية!. هذا الجيش هو في الأساس صنعة يوغندية جنوبية خالصة ليدقوا بها "طبول" حرب ضد عدو وهمي لإفساح المجال لدخول قوات أمريكية في الحدود بين يوغندا والجنوب لضرب السودان وهذا هو الهدف من وجود القواعد الأمريكية في تلك المنطقة (أفريكوم) وغيرها. والأكذوبة الأخرى التي روجوا لها أن جيش الرب لديه قوة في أم دافوق بدارفور ليدفعوا جيش الرب للدخول إلى دارفور ليقولوا لنا إن الإرهابيين جميعاً تجمعوا في السودان (عمر البشير وعبد الرحيم وناس كوني)!! وهي حيلة لا تنطلي إلا على من أطلقها وادّعاها. أكبر أكذوبة في هذه الأسطورة المصنوعة بغباء شديد أن دولة الجنوب والحركة الشعبية زعما أنهم عندما قبضوا على كوني كانت معه زوجته وابنته فهل يعقل أن يخرج شخص ما للحرب ويصطحب معه زوجته وابنته كأنه ذاهب إلى نزهة؟!. كل ملخص هذه القصة وانفضاح ما تنطوي عليه من أكاذيب أن هناك تنسيقا ضد السودان منذ فترة طويلة يقوده موسفيني بالتعاون مع الأمريكان قبل انفصال الجنوب! (والجماعة ديل قاعدين يخططوا من بدري لهذه الإستراتيجية)، وعلى خلفية قانون رد العدوان الذي أجازه المجلس الوطني مؤخراً أقول إن يوغندا عدو مستمر للسودان ولا تصلح أن تكون وسيطاً بين السودان والجنوب ومن الخطأ بل من الكبائر أن تتولى يوغندا رئاسة منظمة الإيقاد وإذا تولتها فالسودان لديه الحق أن يرفض وبملء فيه. والإيقاد نفسها ومنذ تكوينها لم تنجز أي عمل في أفريقيا إلا في القضايا السودانية ولو أشاح السودان بوجهه عنها وسفهها (والله موظفينها ديل حق الفطور ما يلقوه) نقول لدولة الجنوب ويوغندا وحلفائهم الرابضين في أعالي البحار أنتم كاذبون كاذبون مثلما قال نزار قباني في هوامش على دفتر النكسة "تافهون تافهون تافهون"!. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 16/5/2012م