العتمة تحيط بنا من كل جانب ومهما كان يقينك وثقتك في الله تعالي وحوله وقوته ومهما كان تماسكك النفسي ورباطه جأشك فلن تجد وأنت تتنقل بين أزقة معتمة وطرقات (تكتم النفس) غير أن تترنح محبطاً وربما في بعض اللحظات يائساً!! (زقاقات) الإعلام تبعث علي الكآبة والبكاء المرير وفي بعض المرات تدفع الشخص الآخر داخلك الي أن يهم بمسك أطراف (هدومه) بأسنانه والركض بعيداً ولا تزال تطارد حصانها الرابح جنوب السودان وحركته الشعبية بغير ملل ولا كلل!!. (زقاقات) الصراع التاريخي المصنوع مع الجنوب تضيق تضيق حول أعناقنا فالجنوب الذي كنا ننازع التمرد فيه علي بعض يسير من غاباته غير المأهولة هانحن ننازعه علي حفرة النحاس بدارفور ،وجودة النيل الأبيض ، وربما جبل أولياء!! (زقاقات) الحكومة تشتعل بالاشتباكات السياسية الاقتصادية فيمتلك الفراغ وأنت تراقب الصراخ والصراخ المضاد وتتحسس قلبك وجيبك وكأنك ب(زقاقات) أم درمان القديمة وتلك الاشتباكات التي تحاصرك فجأة وتجعلك جزءاً منها ثم (تنشلك)!! (زقاقات) المعارضة تطفح بالمياه الراكضة المتعفنة التي هطلت من سموات السب والشتم (في الفاضي) ثم حبسها حابس الحساب الخاص جداً و(الحساب ولد) فيرتجف المرء وهو يتجول بين لافتاتها رافعاً أطراف ثيابه ثم يصرخ (باااع باااع)!! وتبحث النفس الخربة عن محمد أبو أيمن المصري الذي حينما شاهد سراييفو تحتضر بين قصف المدفعية والحصار والجوع وانشغال العالم بملهاة التفاوض يهرول هنا وهناك تحت أمطار الرصاص ويحفر تحت الأرض نفقاً يقودها الي الحياة!! فلا نجد في العاصمة الخرطوم من أنفاق نهرب عبرها الي حيث الأكسجين غير أنفاق (الشماسة) التي تقودك الي الاختناق ولا نجد حتي من يشمر ساعده مثل أبو أيمن ليحفر لنا ولو بأظافرنا نحن نفقاً يقودنا الي مكان نقنعه بأننا بشرّ!! وبين أنفاق كلها مظلمة تبشرنا ولاية الخرطوم وفي عز (الكتمة) بنفق مضيء وتوقع أمس الأول مع شركة ألمانية علي عقد تصميم (مترو الأنفاق) وتغفله غالب الصحف لأنه جملة غير مفيدة بينما تختلف اثنتين بين (مترو) او (ترام)!! حاشية: الجملة الصحفية غير المفيدة هي التي لا تتحدث عن الحركة الشعبية!! و(البترول وقف)!! نقلا عن صحيفة الوفاق 17/5/2012