(الحركة الشعبية في دولة الجنوب تستخدم قضية دارفور لتحقيق مصالحها الإستراتيجية وتنفيذ أجندة غربية في السودان عبر دعم حركات التمرد الدارفورية) ،هكذا أتهم رئيس السلطة الإقليمية لدارفور د. التجاني السيسي الحركة الشعبية (الحزب الحاكم ) في دولة الجنوب خلال حديثه في برنامج مؤتمر اذاعي أمس الأول الجمعة، مضيفاً بأن الحركة استخدمت أبناء دارفور في غزو السودان وسفكت دماءهم في حرب ضد بلدهم. وجدد رفض السلطة الإقليمية لدارفور دعم الجنوب لأنشطة الحركات الدارفورية المسلحة لزعزعة الأمن والاستقرار في الإقليم، وقال السيسي إن الحركات المسلحة حاولت إحداث توترات في بعض المناطق لكنها لن تحقق تحركا مزعجا مشيرا إلى أن التطورات التي حدثت على صعيد العلاقة مع ليبيا عقب سقوط نظام القذافي والاستقرار الكامل في العلاقات مع دولة أفريقيا الوسطى. وأكد السيسي أن دولة الجنوب حلت كبديل لنظام القذافي في دعم حركات التمرد لكنه قال إنها لا تستطيع الاستمرار لأنها دولة وليدة وهشة في ذات الوقت. وأضاف أن الحركة الشعبية ظلت تستخدم قضية دارفور بمساعدة من بعض الدوائر في المجتمع الدولي لتحقيق المصالح الاستراتيجية في جنوب السودان منوها أن الجنوب سيتضرر حكومة وشعبا من دعم التمرد في دارفور حال تعامل السودان بالمثل. حديث السيسي هذا وافق حديث إبراهيم قمباري رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة بدارفور “اليوناميد" والذي أكد ضمناً أن حكومة جنوب السودان تدعم متمردي دارفور، مشيراً إلى أن الخطوات المقبلة من سلام دارفور تتمثل في توسيع السلام في الإقليم من خلال إقناع الحركات المسلحة الأخرى، والتي يقودها مني أركو مناوي وعبدالواحد نور، إضافة إلى حركتي العدالة والمساواة بشقيها في دارفور، وفي الدوحة. وقال قمباري في حديث لصحيفة “الشرق" القطرية- مارس الماضي- إنه زار جوبا وإنه طلب من رئيس جمهورية جنوب السودان سيلفا كير ميارديت أن يكف عن دعم الحركات المسلحة، وأن ينحاز إلى خيار أهل دارفور، والذي يتمثل في تعزيز السلام في كل مناطق الإقليم. وقال إنه يأمل أن تكون مشكلة دارفور هي سبب حل مشكلة السودان مع دولة جنوب السودان. وقالت تقارير سابقة أن السلطات الأمنية رصدت(400) صندوقاً تحمل ألغاماً في طريقها من جوبا إلى جبال النوبة لمساعدة متمردي الحركة الشعبية في جنوب كردفان وذكرت أن رئيس هيئة اركان الجيش الشعبي جيمس موس ونائبة يشرفان علي معسكرات تدريب لقوات"العدل والمساواة" وعبد الواحد ومناوي فيما سمي ب"الجبهة الثورية"وأعلنت التقارير تمركز قوات متمردي “العدل والمساواة " في منطقة تدعي"كنافس" بالقرب من مدينة بور وان نائب رئيس الاستخبارات في الجيش الشعبي رتب لدخول الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة إلى أوغندا لمقابلة قيادات الحركة بعد مقتل شقيقه د. خليل إبراهيم. وأكدت التقارير ضلوع حكومة الجنوب في دعم حركات دارفور المسلحة بمختلف فصائلها مشيراً إلى الدعم العسكري والمادي الكبير الذي تتلقاه الحركات داخل دولة جنوب السودان وقال: (الآن بمطار جوبا 400 كرتونة ألغام في طريقها إلى منطقة جبال النوبة) وكشفت التقارير أن حكومة الجنوب هيأت مناطق لتدريب الحركات المسلحة في منطقة تبعد 20كيلو من مدينة بور. وقالت إن مؤتمر الجبهة الثورية الذي انعقد في الفترة 11- 19 فبراير الماضي نظمته حكومة الجنوب وأشرف عليه رئيس أركان جيش الحركة الشعبية جيمس هوث مؤكداً أن حكومة الجنوب بذلت قصارى جهدها لإنجاح مؤتمر الجبهة الثورية وذلك بتسهيل ترحيلهم بالطائرات، وذكرت التقارير أن حكومة الجنوب دعمت الحركات المسلحة بالصواريخ المضادة للطائرات (سام 7) ، وقالت إن كل المواقع القيادية في الجبهة الثورية آلت للحركة الشعبية قطاع الشمال حيث أوكلت رئاسة الجبهة الثورية لمالك عقار وتولي قيادة الجيش عبد العزيز الحلو وياسر عرمان للعلاقات الخارجية. وكشف الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير جنوب السودان العقيد فوزي قبريال عن تسليم حكومة الجنوب في فبراير الماضي الحركات المسلحة الدارفورية (100) عربة لاندكروزر محملة بدوشكات وأسلحة ثقيلة قادمة من جوبا بالإضافة إلى أنها شرعت في تدريب (1000) مقاتل على عمليات عسكرية داخل معسكرات ببانتيو لشن هجمات على مواقع حدودية مع دولة الجنوب وحذر قبريال الحركات المسلحة الدارفورية من مغبة تواجدها في جوبا وقال إن أي عنصر يتم دعمه بواسطة حكومة الجنوب يمثل هدفاً استراتيجياً لحركة تحرير جنوب السودان وأضاف ان حركته لا ترغب في وجود أي عناصر مسلحة داخل الدولة الوليدة وقطع بعدم نيتهم الدخول مجدداً في مفاوضات مع حكومة الجنوب داعياً كافة الجنوبيين للالتفاف حول الثوار للخروج من الأزمات التي تعاني منها جوبا ونفي قبريال مزاعم الحركات الشعبية بالولايات المتحدةالأمريكية بتقديم الخرطوم الدعم لحركة جيش تحرير الجنوب وقال إن هذه اتهامات باطلة في مواجهة حكومة الخرطوم مشيراً إلى ان حركته لا تحتاج إلى دعم عسكري من أي جهة. وفي ديسمبر الماضي قالت تقارير صحافية في الخرطوم إن الفريق سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب صادق بدعم لوجستي وميداني يقدر بحوالي (20) عربة لاندكروزر وفي ابريل من العام الماضي قدمت حكومة الجنوب دعماً عسكرياً للحركات المسلحة بدارفور تمثل في عدد من الدبابات وعربات اللاندكروزر بجانب كميات كبيرة من الذخائر والوقود من معسكر فابيل ببحر الغزال وتم تسليم الدعم بواسطة قائد الفرقة الثالثة للجيش الشعبي التي تتولي التنسيق لإمداد حركات التمرد وكان وفد من القيادات العسكرية للحركات المسلحة الدارفورية ضم ممثلين لحركات العدل والمساواة وتحرير السودان جناح مناوي وحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد قام بزيارات ميدانية للمعسكرات الموجودة في كل من راجا والتونج في إطار التنسيق العسكري مع الجيش الشعبي للقيام بأعمال عدائية بدارفور. وفي ابريل من العام نفسه تقدمت حكومة الخرطوم بشكوى رسمية إلى مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للسودان برنستون ليمان بوجود عمليات دعم ومساندة من قبل الحركة الشعبية للحركات المتمردة بدارفور وتدريب منسوبيها بمعسكرات الحركة الشعبية بالجنوب فيما نات الحكومة طبقاً لوزير الخارجية علي كرتي بنفسها عن ما يدور بالجنوب من هجمات وانفلات أمني ودعم للمليشيات المتمردة ضد حكومة الجنوب وفي وقت سابق شهدت مدينة جوبا عاصمة الجنوب وجود اً مكثفاً لقادة حركات دارفور حيث تواجد بها عدد من قادة حركة العدل والمساواة بقيادة أحمد بخيت بجانب مني اركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية ورئيس السلطة الانتقالية لدارفور المقال وزعيم حركة تحرير السودان التي وقعت مع الحكومة اتفاق “ابوجا" قبل نحو خمسة اعوام كما يتواجد بجوبا أيضاً المهندس أبو القاسم إمام وهو كذلك احد قادة حركة تحرير السودان الذين وقعوا اتفاق سلام مع الحكومة وعين حينها والياً على غرب دارفور ولكنه ذهب مؤخراً إلى جوبا مغاضباً رغم تعيينه وزير دولة بوزارة الشباب والرياضة. وفي نوفمبر الماضي كشفت الأجهزة الأمنية عن أدلة ووثائق جديدة تتبع للجيش الشعبي تؤكد تورط حكومة جنوب السودان وحركات دارفور المتمردة في الاعتداءات الأخيرة للجيش الشعبي على مدينة تلودي وبعض المناطق الأخرى بولاية جنوب كردفان وتشمل الوثائق مكاتبات رسمية بين الفصائل وكشوفات توزيع القوة وصرفيات الذخائر للفصائل المختلفة التي تتبع للفرقة الرابعة المعروفة ب (دوار) ومقرها بجنوب السودان وتبين الكشوفات التي تحصل عليها (المركز السوداني للخدمات الصحافية) مستوى التسليح الذي تستخدمه القوة التي تعتمد علي الأسلحة الخفيفة ( الكلاشنكوف) بنسبة تقارب (100%) وهو بحسب تقدير الأجهزة الأمنية تسليح ضعيف للغاية ولا يمكن هذه الفصائل من إحداث أي فرق على ارض المعركة خاصة في مواجهة العتاد الثقيل والأسلحة المختلفة التي تستخدمها القوات المسلحة. عموماً فان(احتضان) دولة الجنوب لقيادات تمرد دارفور في جوبا يعتبر بمثابة إعلان للحرب من جانب دولة الجنوب لذا فجوبا مطالبة اليوم قبل الغد بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تستوجب إخراج الحركات المسلحة الدارفورية من الجنوب فوراً وإيقاف كافة مظاهر الدعم اللوجستي والسياسي الذي تقدمه لهم وإذا لم تستجب الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب لهذه المطالب عليها تحمل مسئولية ما يترتب على ذلك خاصة وان معسكرات الجنوب قد فتحت لعناصر هذه الحركات ،ولعل ما قامت به الحركة هو إجبارها أبناء دارفور الموجودين بالجنوب للتجنيد والانخراط في صفوف العدل والمساواة وإقامة معسكرات تدريب لهم دخل الجنوب مهد لمشاركة عدد من تلك العناصر ومشاركتها لقوات الجيش الشعبي في الهجوم الأخير على هجليج في أبريل الماضي وهي خطوة بحسب المراقبين مؤسفة ويجب ان لا تمر كما مرت قضايا كثيرة من قبل. سيما أن الحركة الشعبية تسعى بتحالفها مع مني وغيره إلى نسف الاستقرار في دارفور ومن المعلوم أن حكومة دولة الجنوب ظلت ضد عملية السلام وتستعمل قضية دارفور ككرت للضغط على الخرطوم لتحقيق مكاسبها وهذه المكاسب ليست لها علاقة بدارفور وظل هذا موقفها منذ توقيع السلام الذي اخرج ابوجا مما يعني أن هذا مبدأ من مبادئ الحركة الشعبية الحاكمة فهي ظلت غير متحمسة لسلام دارفور وأرادت ان تظل هذه القضية إلى ان يعرف مصير الجنوب بعد الاستفتاء وهذا مخطط مدروس بدقة هدفت إلى أن تكون هناك جبهة ساخنة بعد الانفصال تعمل بها علي خنق الخرطوم وتقطع عنها رئة التنفس. نقلا عن صحيفة الرائد: 20/5/2012