كشف ثامبيو امبيكي رئيس اللجنة الإفريقية رفيعة المستوي عن اتفاق الخرطوموجوبا علي الأسبوع القادم موعدا لاستئناف المحادثات بينهما وقال في الخرطوم أمس الاول : (لدينا حالياً اتفاق من البشير وسلفا كير علي إن تجلس لجنتا التفاوض الأسبوع المقبل للنظر في كل عناصر قراري مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي ، وما يجعل العملية تتقدم بشكل أسرع ). مراقبون اعتبروا حديث الرجل نوعاً من التفاؤل غير المبرر لجهة تمسك كل طرف من الإطراف بأولوياته لخوض المفاوضات ، خصوصا وان الخرطوم كشفت قبيل مغادرة الرجل إلي عاصمة الجنوب ،إن الأمن والترتيبات المرتبطة به هو المقدم علي ما عداه من ملفات ، وهو ما حملته تصريحات الرئيس البشير مطلع الأسبوع الجاري بأنه يريد سلاما دائما لكن علي إن حل القضايا الأمنية اولا وتحديدا وضع نهاية لدعم جنوب السودان للمتمردين في المناطق الحدودية السودانية ،وجدده البروفسير غندور القيادي بالمؤتمر الوطني ذات المعني أمس الأول بقوله :( الرئيس البشير أكد لامبيكي التزام السودان الدائم مع الجنوب ،والالتزام كذلك بتنفيذ قراري مجلس السلم والأمن الإفريقي ومجلس الأمن الدولي اللذين أكدا علي إن تكون القضايا الأمنية وأولوية بين البلدين ). في المقابل أصرت جوبا علي أولوياتها في تقديم ملف النفط علي ماعداه من ملفات متجاوزة بذلك رغبة الخرطوم وهمها الأمني ومطالبتها بإيقاف دعم التمرد ، ويبدو إن جوبا تنظر لأولوية الخرطوم في الملف الأمني حال وافقت عليه ، بحساسية مفرطة ، لجهة اعتباره دليلا عليها في دعم التمرد خلق زعزعة شمالاً ، وهو ما لا تريده ، جوبا وتعقب دوما علي مقترح الخرطوم بأولوية ملف الأمن ،وبنفي دعم أي تمرد يؤرق مضاجع العاصمة الشمالية سواء في ولايتي جنوب كرد فان والنيل الأزرق... جوبا.. الهروب اتهاماً جوبا استخدمت هذه المرة أسلوبا مغايراً في الرد علي امبيكي دون إقحام أولوياتها النفطية في الأمر بشكل مباشر ،وهربت من تحديد استجابتها من عدمها باتهام لخرطوم بفرض شروط مسبقة ، وقال باقان اموم :(فرض شروط مسبقة علي المحادثات يمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الصادر في الثاني من مايو والذي يطالب الجانبين باستئناف)... وأضاف :( يبدو ان الخرطوم ليست مستعدة للحضور إلي المحادثات ، ويوجد رفض ضمني من قبل الخرطوم للالتزام بالمفاوضات دون شروط مسبقة ، ما يعد انتهاكاً لقرار الثاني من مايو الذي يدعو الجانبين إلي إنهاء العمليات القتالية ) مجددا استعداد جنوب السودان لاستئناف المفاوضات علي الفور الأمر الذي اعتبره المراقبون هروباً ذكياً من جوبا في كشف تعنتها و أولوياتها في مواجهة الخرطوم ، علي مرآي ومسمع من المجتمع الدولي والإقليمي ،وإبراز نفسها كحريصة علي إنفاذ توجيهاته المضمنة في القرار 2046،داعمين تلك الرؤية من خلال استباق حضور امبيكي الي جوبا بالانسحاب من ابيي بحسب ما اعلنت ...