استغرقت ثمانية أيام هي الرحلة التي دعانا إليها إخواننا وأبناؤنا في رابطة الإعلاميين السودانيين بالمملكة العربية السعودية – الرياض- وقد وصلتنا الدعوة منذ ثلاثة أشهر ولكن التوقيت كان بيدنا حسب ظروف ارتباطنا مع أعمال الاتحاد العام والعرب والأفارقة.. فجاء التوقيت في وقت صعب حيث ارتفاع درجات الحرارة للحد الأقصى وهبوب الأتربة التي كانت تغطي سماوات الرياض.. ولكن كل ذلك لم يؤدِ إلى تعرض البرنامج الموضوع لأي شكل من أشكال الإعاقة.. فهم مجموعة متناسقة.. تعمل بمؤسسية عالية جداً.. فمنذ استقبالنا بمطار الرياض لمسنا ذلك التنظيم وقوته ومؤسسيته خاصة عندما شاهدنا سعادة السفير النشط عبد الحافظ إبراهيم الذي لازمنا في عدد من اللقاءات خاصة لقاءنا مع هيئة الصحفيين السعوديين الذين ثمنوا له تفضله بزيارتهم ودخل معهم في عدد من محاور النقاش خاصة في المقالات التي تكتب عن السودان وطالبهم بالوقوف على المعلومات من المصادر الحقيقية وأبدى استعداده لمدهم بالمعلومات في أي لحظة ودعاهم إلى السفر للسودان في زيارات تعريفية. برنامج الزيارة كان مشحوناً بالفعاليات وأعجبني فيه أن جميع تلك الفعاليات كانت ناجحة بصورة منقطعة النظير بفضل تجاوب الجالية وأعضاء الرابطة ورغبتهم في الوقوف على نشاط الاتحاد وما يقدمه للصحفيين من خدمات السكن والتأمين الصحي والورش التدريبية، كذلك كانت مدخلاتهم فيما قدمنا من معلومات ولوائح وشروط لازمة لنيل عضوية الاتحاد والسجل الصحفي وشروط الجلوس للامتحان.. والأمر الأكثر لفتاً للنظر قوة ارتباطهم بقضايا الوطن وعدم انجرارهم وراء مؤامرات أمريكا والدول الغربية ضد بلادهم وتخرصات بعض القوى المعارضة التي تتخذ من تلك الطيبة مكاناً آمناً لممارسة معارضتهم.. رغم أن المعارضة ليست ممنوعة ولا محرمة والمعارضون للحكومة موجودون بالداخل ومتحالفون مع دولة الجنوب والقوى الغربية المساندة لها رغم سياسة اليد الممدودة من قبل الحكومة ليعمل أبناء السودان جميعاً في ظل دولتهم الحرة المستقلة والنأي عن الأجندة الصهيونية التي تعمل لتفتيت وحدة السودان والاستيلاء على موارده الثرية.. فهم يعلمون ما في باطن الأرض من كنوز ومصادر للحياة ويعملون على تفريق شملنا وإضعافنا والهجوم على البلاد والانفراد بكل إقليم على حدة.. وهذا مالا نريده ولا نريد لبعض أبناء السودان الانقياد إليه كما انقاد من قبلهم بعض أبناء الجنوب ومنحوا الأرض والعرض والثروات لقمة سائغة لبني صهيون كما هو الحال اليوم. المستشارية الاقتصادية نظمت جلسة استماع لعملها على سبيل جذب المستثمرين من إخوتنا السودانيين.. ولعلهم يمضون على الطريق بصورة جيدة نأمل أن يوفقوا في تحقيق أهدافهم ويحولوا السودان إلى واحدة من الخير والبركة زراعة وصناعة خاصة وهناك مبادرة كريمة وتوصية لكل المستمرين السعوديين بالتوجه بأموالهم وأفكارهم إلى السودان خاصة في مجال الزراعة.. فالماء متوافر والأرض واسعة ويمكن إذا تيسرت قوانين الاستثمار أن يتحقق الشعار المرفوع بأن يكون السودان سلة غذاء العالم العربي.. ولعل المستثمر السعودي يستغل هذا التوجيه من جلالة الملك عبد الله ويطير إلى السودان وطنه الثاني لكي يحقق هذا الحلم الذي ظل يراود آمال العرب لسنوات طويلة.. فقط المطلوب من الجهات المعنية بالاستثمار مركزياً وولائياً التعامل مع هؤلاء المستثمرين بمرونة لا تفريق فيها وبدقة لا إفراط فيها وبسرعة لا تعجل فيها وبحكمة وضمانات تشجع ولا تنفر وتجذب ولا تدفع.. ونحن نعلم أن سلطة القرار في الاستثمار بصفة عامة تحت إشراف السيد رئيس الجمهورية والدكتور مصطفى عثمان.. ولكن السلطات التنفيذية تتحول إلى بيئة طاردة مهما كانت درجات الصبر عند المستثمرين فهناك تداخلات ولائية، وتداخلات محلية، وتداخلات فردية في ملكيات الأراضي وهذا أمر مؤسف حقاً وتجهض كل الجهود التي تبذل لتحقيق حلم السلة سلة غذاء العرب. المصدر: الشرق القطرية 14/6/2012م