هذه وقائع متداخلة ولكنها تصب في صميم المسألة والعنوان (أين حكماء وعقلاء الجنوب) منها عندما قرر العقيد جون قرنق في عام 1983م, إعادة الجنوب الي المربع الاول الي الحرب التي أوقفتها اتفاقية اديس أبابا عام 1972م برعاية الإمبراطور هيلاسي فانه قبل عبور حدود الجنوب توقف عند مقر السيد ابيل ألير الذي جاء في زيارة خاصة للجنوب, وأبلغ العقيد قرنق السيد ابيل الير اعتزامه الحرب ضد الحكومة وضد القوات المسلحة, واستمع السيد ابيل الير علي طريقته أي باهتمام بالغ وهدوء وطرح عليه سؤالاً واحداً: هل أنت مستعد؟ وجاءت الإجابة: نعم, كان السيد ابيل أليراول من ابلغ بحرب الحركة الشعبية وآخر من ودعة العقيد جون قرنق, وفي مداخلة أخري فان صحيفة في نيروبي أطلقت تصريحات منسوبة للعقيد جون قرنق اتهم فيها القيادي السياسي والإعلامي السيد بونا ملوال انه وراء مصرع زعيم حزب سانو القيادي وليم دينج, وأثارت هذه الاتهامات الخطيرة رد فعل وغضب السيد بونا ملوال وزير الأعلام والثقافة الأسبق وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي, وسارع الي رفع دعوي قضائية ضد العقيد جون قرنق باعتبارها اتهامات عارية من الصحة, وثابر علي الانتقال من اكسفورد الي نيروبي وملاحقة الدعوي والإجراءات القانونية وقد اخذ الأمر بكل حسم وجدية ورفض أية وساطة تتعلق بوقف الإجراءات القانونية والقضائية خاصة وان الجهة المعنية القضائية أخذت في طلب استدعاء العقيد جون قرنق ليدلي بأقواله في القضية المرفوعة ضده, وأقلقت هذه التطورات القيادات السياسية (قيادات ورموز الدينكا) وبوجه خاص السيد ابيل ألير لمعرفته الجيدة للمآلات السياسية والقانونية لهذه الدعوي المقدمة من السيد بونا ملوال ضد العقيد جون قرنق, ولذلك توجه وفد من هذه القيادات الي اكسفورد حيث مقر السيد بونا ملوال كمحاضر في الجامعة وقد حاولا مجتمعين إقناعه بالعدول عن الدعوي القضائية وسحبها لاعتبارات كثيرة, ولكن السيد بونا ملوال ورغم تقديره للشخصيات والوساطة, أصر علي الاستمرار وعلي وجوب أظهار الحقائق فيما يتعلق بالاتهامات التي وجهت إليه, وهي غير صحيحة البتة. ولكن لاعتبار اسري وأنساني وهو أن نجل الزعيم وليم دينج هو زوج ابنته – أي صهره – ولذلك لابد من الحقيقة المجردة, وأخيراً وافق السيد بونا ملوال شريطة ان ينفي العقيد جون قرنق هذه التصريحات أو الاتهامات الخاصة بمصرع وليم دينج. وان تنشر في الصحيفة الكينية المعنية وان يكون النفي واضحاً لا لبس فيه وانه غير صحيح ان بونا ملوال كان وراء مصرع الزعيم وليم دينج في الحملة الانتخابات العامة عام 1968م حيث كان يقود الحملة الانتخابية لحزب سانو في الجنوب ولقي مصرعه في ظروف غامضة. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 19/6/2012م