حذّرت وكالة الإغاثة الدولية (أوكسفام) الجمعة من أن جنوب السودان وبعد مرور نحو عام على استقلاله، يواجه أسوأ أزمة انسانية منذ نهاية الحرب عام 2005 تحت وطأة الانهيار الاقتصادي الحاد والصراع الدائر. وقالت المنظمة الخيرية البريطانية إن الجهود الطارئة والطويلة الأجل لمساعدة ما يقرب من من نصف سكان جنوب السودان الذين لا يملكون ما يكفي من الطعام 'قد تخرج عن مسارها جراء خروج الاقتصاد عن دائرة السيطرة'. واضافت أن الانفاق على البنية التحتية والحيوية مثل الطرق الجديدة والمدارس والرعاية الصحية وشبكات المياه جرى تخفيضه جراء الكارثة الاقتصادية التي تواجه جنوب السودان، حيث وصلت أسعار المواد الغذائية والوقود إلى مستويات غير مسبوقة، فيما ارتفع معدل التضخم من 3،21 ' في شباط/فبراير إلى 80 ' في أيار/مايو من العام الحالي، مما ساهم برفع أسعار المواد الغذائية الأساسية وجعله بعيدة عن متناول الناس العاديين. واشارت أوكسفام إلى أن 7ر9 مليون شخص، أي ما يعادل نصف سكان جنوب السودان الذي حصل استقلاله في التاسع من تموز/يوليو من العام الماضي، يواجهون نقصاً في المواد الغذائية وفاق بمعدل الضعف العدد المسجل في العام لماضي. واوضحت أن معدلات التضخم والصراع الدائر في منطقة أعالي النيل في جنوب السودان ساهمت في رفع اسعار الوقود بنسبة 111%، وصار برميل الوقود الذي يحتوي على 200 لتر يكلّف الآن 1600 دولار بالمقارنة مع 600 دولار في كانون الثاني/يناير الماضي. وقالت هيلين ماكيلهيني المستشارة السياسية لمنظمة أوكسفام في جنوب السودان 'إن الابتهاج الذي خلفه الاستقلال بهت بريقه بفعل واقع الصراع اليومي من أجل البقاء، وبعض الناس يعيشون على وجبة واحدة في اليوم فيما ارتفع عدد الناس الذين هم بحاجة ماسة للمعونة الغذائية بمعدل الضعف مقارنة بالعام الماضي'. واضافت ماكيلهيني أن اللاجئين 'يعانون من ظروف رهيبة في معسكرات على الحدود ويفتقدون للماء الكافي، ويتعين على حكومة جنوب السودان أن تعمل مع المجتمع الدولي بشكل عاجل لوضع اقتصادها الهش على الطريق الصحيح، لمنع انزلاق البلاد بصورة أكبر في أزمة طال أمدها'. وانتقدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجمعة في الذكرى الاولى لاعلان استقلال جنوب السودان، الصعوبات في تأمين العلاج في هذا البلد، مك جاء في بيان نشر في جنيف. وقال البيان ان 'مجموعات كبيرة عاجزة عن الوصول الى الخدمات الطبية الاساسية. الوضع صعب جدا في المناطق الشمالية الواقعة على الحدود مع السودان' اثر المعارك التي دارت في هذه المنطقة. وقال ميلكر مابيك رئيس وفد الصليب الاحمر في جنوب السودان في البيان انه 'في مستشفى ملاكال الجامعي فان عدد الاطفال الذين نقلوا اليه بسبب سوء التغذية ارتفع الى حد كبير في الاشهر الثلاثة الماضية منذ احتدام المعارك'. واضاف 'الوضع الصحي لهؤلاء الاطفال تدهور الى حد كبير'. واوضح الصليب الاحمر ان البنى التحتية نادرة وكذلك العاملين المتخصصين في المجال الصحي. كما ان الحصول على الادوية والمعدات الطبية محدود. وافادت وزارة الصحة ان هناك في جنوب السودان 120 طبيبا و120 ممرضة وممرضا مرخصين لعدد سكان يقدر بتسعة ملايين نسمة. وفي كينيا المجاورة يزيد هذا المعدل بمقدار 10 اضعاف. وفي جنوب السودان تعتبر امراض مثل التهاب السحايا والحصبة والحمى الصفراء والسعال الديكي متأصلة والامراض المنتشرة مثل الملاريا والالتهابات الحادة للجهاز التنفسي هي الاسباب الرئيسية للمشاكل الصحية بحسب الصليب الاحمر. وامراض البلهارسيا والكوليرا والنعاس منتشرة ايضا. وفتح الصليب الاحمر مكتبا له في جوبا لدى نيل جنوب السودان استقلاله في التاسع من تموز/يوليو 2011 وفرعين له في مالاكال وواو. ومدد مجلس الأمن الدولي ليلة أمس'الخمس'فترة عمل''بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان (أونميس) لمدة عام آخر، مشددا على ضرورة تركيز البعثة على حماية المدنيين وتحسين الأمن في البلاد. وأكد المجلس في قرار اتخذ بالاجماع''ضرورة تركيز البعثة الاممية على 'بناء قدراتها' ودعا حكومة جنوب السودان إلى 'اتخاذ قدر أكبر من المسؤولية في حماية المدنيين' وشجعها على التعاون مع البعثة ، بحسب ما أورده مركز انباء الاممالمتحدة. واعرب المجلس عن قلقه إزاء الوضع الإنساني الناجم عن 'انعدام الأمن على حدود السودان وجنوب السودان والنزاع الدائر في جنوب كردفان والنيل الأزرق بالإضافة إلى الخلافات الطائفية وانعدام الأمن الغذائي'. وطالب المجلس جميع الأطراف بوقف كل أعمال القتال وانتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين. تشهد العلاقات بين''السودان وجنوب السودان، التي انفصلت عن الشمال العام الماضي،''توترا بسبب الاشتباكات التي اندلعت بينهما''في منطقة هجليج الحدودية''في شهر نيسان/ابريل الماضي. يذكر أن هناك قضايا عالقة''تجري الدولتان مفاوضات بشأنها، 'برعاية ثابو مبيكي رئيس اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، وهي تتعلق بالحدود وعائدات النفط ومنطقة ابيي الغنية بالنفط. المصدر: القدس العربي 7/7/2012م