في مارس الماضي حذر البنك الدولي دولة جنوب السودان من اتجاه اقتصادها صوب حافة الانهيار، إثر قرارها وقف إنتاج النفط عبر الأراضي السودانية منذ يناير الماضي، وقال تقرير سري للبنك الدولي إن دولة الجنوب استهلكت نحو 75% من احتياطي نفطها الذي كان موجوداً عندما كان موحداً مع الشمال. وأشار التقرير أن مسئولين من دولة جنوب السودان أصروا علي استمرار وقف ضخ النفط بالرغم من اعتماد ميزانية الدولة على 98% من صادرات النفط ورسم تقرير دولي لمسئول كبير في البنك الدولي، بتاريخ الأول من مارس الماضي – وفقاً لسودان تريبيون – صورة قاتمة جداً لمستقبل اقتصاد جنوب السودان للأشهر القادمة. وذكر التقرير أنه حتى في حالة التزام حكومة الجنوب بالإجراءات التقشفية التي اتخذتها للحد من الإنفاق العام بنسبة ربع مصروفات الموازنة العامة فإن احتياطاتها ستنضب بحلول شهر يوليو. وبعدها سيصبح الانهيار واقعاً عملياً وأضاف أنه حتى في حالة اتخاذ إجراءات أكثر تشدداً في التقشف فإن الانهيار قد يتأخر إلى شهر أكتوبر. ويشار في هذا الخصوص إلي حكومة الجنوب خفضت الإنفاق من 880 مليون جنيه شهرياً إلي 660مليون جنيه بنسبة تخفيض 26% وذكر مارسيلو جيوغيل مدير برنامج البنك الدولي للسياسة الاقتصادية ومكافحة الفقر في أفريقيا في تقريره أنه بالإضافة للتأثيرات الاقتصادية القاسية سيؤدي إغلاق النفط إلي تراجع متسارع في المكاسب التنموية الأساسية التي تم تحقيقها في جنوب السودان منذ توقيع اتفاقية السلام. مشيراً إلي أن نسبة الفقر بين السكان سيزداد من 51% في العام 2012م إلي 83% في العام 2013م مقارنة بنسبة 90% في العام 2004م قبل توقيع اتفاقية السلام وأضاف أن ذلك يعني إضافة مليون و306 ألاف شخص جدد إلى دائرة الذين يعيشون تحت خط الفقر. وأشار التقرير أن التأثيرات الاجتماعية السلبية ستنعكس في ارتفاع معدل وفيات الأطفال تحت سن 5 سنوات حيث تتضاعف نسبة الوفيات من 10% إلى 20% مقارنة ب25% في العام 2004م كما أن معدل التسجيل للاستيعاب في المدارس سينخفض من 50% إلى 20% مقارنة ب20% في العام 2004م. بموازاة ذلك قال تقرير صندوق الأممالمتحدة للأطفال، اليونيسيف، إن نحو ربع أطفال جنوب السودان أقل من الوزن الطبيعي، بينما كثيرون منهم يعانون التقزم .. أكثر من 80% من مواطني جنوب السودان يعتمدون على الزراعة لضمان عيشهم، لكن المحاصيل التي تؤمن لهم احتياجاتهم تعرضت لهزة في موسم الحصاد الأخير بسبب قلة الأمطار ما أدي إلي ازدياد حالات سوء التغذية الحادة بين الأطفال تلك الظروف أضحت واقعاً يومياً، متوعداً ما هو أسوأ.