قال وزير المالية السوداني د.عوض احمد الجاز أن السودان مؤهل لنيل شروط مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون من الجوانب الفنية ، مشيراً إلي أن أسباباً سياسيةً منعت السودان من الإستفادة من المبادرة . وطالب الجاز خلال اجتماع عقده بوزارة الخارجية الأمريكية خلال زيارته لواشنطن مع المبعوث الأمريكي للسودان أسكوت غريشن ومساعديه ، طالب غريشن باستخدام علاقته مع الإدارة الأمريكية لتغيير موقفها الرافض لحل مشكلة الديون ، وأشاد د. الجاز بموقف المبعوث الأمريكي الإيجابي مع السودان مشيراً إلى أن الزيارة هدفها مناقشة كيفية معالجة الديون الخارجية للسودان. وأطلع د. الجاز غريشن على الإنجازات التي تحققت في المجال الإقتصاد وتجاوز السودان للأزمة المالية ، علاوة علي المجال السياسي و تنفيذ اتفاقية السلام وتحقيق الإستقرار في دارفور وتطور العلاقة مع تشاد، مطالباً أن تقابل هذه الإنجازات بمساعدة من الإدارة الأمريكية لبناء السودان الواحد المستقر. وأَطلع وزير المالية السوداني المبعوث الأمريكي على نتائج اجتماعاته مع المدير الإداري للصندوق ورئيس المجموعة الأفريقية الأولى بالصندوق حول كيفية معالجة ديون السودان ، داعياً المبعوث لإعطاء إشارات موجبة للإدارة البريطانية لتتولي مسألة تكوين مجموعة الدعم لمعالجة ديون السودان الخارجية ليتم التحرك بشكل فعال، مشيراً إلي أن معظم الدول تنتظر موقف الإدارة الأمريكية من مشكلة حل الديون. من جانبه أكد المبعوث الأمريكي للسودان اسكوت غريشن أنه سيقوم بمساعدة السودان بالإتصال بالدول الدائنة لتذليل العقبات التي تواجه السودان، مشيداً بوزير المالية وزيارته لأمريكا وطرحه القضايا بصورة ايجابية. و ذكر غريشن أن السودان قام بجهود كبيرة في إصلاح علاقته مع تشاد بجانب الإصلاحات الداخلية في دارفور وعملية التسجيل للإنتخابات ، معتبراً ذلك إشارات إيجابية يمكن إستخدامها لإقناع الإدارة الأمريكية بالتحول الكبير في السودان الذي يمكن إستخدامه في معالجة قضية الديون. وأبان المبعوث الأمريكي بأنه سيضع قضية ديون السودان في قائمة أولوياته للسعي لحلها وإستمرار موقفه الداعم للسودان، مشيراً إلى أنه سيقوم بالإتصال برئيسي صندوق النقد والبنك الدوليين للتباحث حول ما يمكن عمله في حل قضية ديون السودان وإفادة السودان بذلك. وقال إنه في إجتماعات الإتحاد الأفريقي سيلتقي بالمبعوث البريطاني للسودان ويتفاوض معه في قضية الديون الخارجية للسودان وما يمكن عمله ، وأضاف غريشن أن المبعوث البريطاني سيضع قضية الديون في أول قائمة أولوياته ، مشيراً إلي أنه على قناعة بضرورة معالجة قضية ديون السودان قبل الدخول في مرحلة الإستفتاء عام 2011م حفاظاً على وحدة السودان ومساعدته في إمكانية توفير الأمن الغذائي لإفريقيا. أوضح المبعوث الأمريكي رغبته في تغيير مفهوم الإدارات الأمريكية السالب عن السودان رغم التطورات الأخيرة الإيجابية التي حدثت في السودان ، ووعد بتذليل العقبات وتغيير وجهة نظر الإدارة الأمريكية حيال السودان. وعلي صعيد آخر دعا وزير المالية السوداني د. عوض الجاز المدير الإداري لصندوق النقد الدولي مستر إستراوس كان لإستخدام علاقات بلاده (فرنسا) مع الدول الصديقة لمعالجة ديون السودان وكذلك الإستفادة من رئاسته لإحدي كبريات المؤسسات الدولية لإنجاح معالجة هذه الديون. وشدد وزير المالية، خلال لقائه المدير الإداري للصندوق بواشنطون مؤخراً، على ضرورة إعفاء ديون السودان الخارجية لأنها أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على السودان. وقال د. الجاز إن السودان لديه سجل طويل مع صندوق الدولي يستحق به الحصول على التسهيلات لإعفاء ديونه الخارجية ، مشدداً على أن عدم إعفاء ديون السودان سوف يؤدي بصورة غير مباشرة إلى عدم الإستقرار في السودان والذي يؤثر بدوره في افريقيا بأكملها مركزاً على ضرورة زيادة مساعدات الصندوق الفنية للسودان. من جانبه أكد المدير الإداري للصندوق بأنه سيقوم بالتباحث مع رئيس البنك الدولي زوليك حول ما يمكن فعله للسودان لحل ديونه ، مشيراً إلى دعمه اللا محدود للسودان لتجاوز عقبات الديون مع مؤسسات التمويل الدولية والدائنين للإتفاق معهم قبل الدخول في عملية مبادرة الدول الفقيرة والمثقلة بالديون ، و دعا إستراوس السودان لمواصلة العمل حتى يتم الحصول على شروط المبادرة . وقال د. الجاز أن مجموعة المانحين من الدول المؤثرة، ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية والمجموعة الأوربية، قد وعدت ولم تفِ بإلتزاماتها بعد توقيع إتفاق السلام الشامل.