بداية الأسبوع المقبل (الأحد والاثنين) في أديس أبابا هو موعد انطلاقة أعمال قمة الاتحاد الأفريقي بأجندة رسمية تركز على تعزيز التجارة بين دول القارة، تأكيداً لاتفاق يناير الماضي بالعاصمة الكينية نيروبي، ويتوقع مراقبون أن لا تخلو طاولة الرؤساء من بحث الأزمات في كل من مالي وغينيا بيساو اللتين شهدتا انقلابين عسكريين منذ آخر قمة للاتحاد في يناير الماضي، إضافة إلي النزاع بين السودان وجنوب السودان الذي يلعب فيه الاتحاد دور الوساطة في المفاوضات بين الجانبين. وتأتي هذه القمة وسط استقرار نسبي تعيشه دول القارة الواقعة شمالاً بعد ثورات الربيع العربي واستكمال التحول الديمقراطي، في كل من تونس ومصر وتأهب ليبيا لإكمال التغيير بعد القذافي. وستكون انظار السودانيين في الدولتين متجهة صوب أثيوبيا التي من المتوقع إن يلتقي فيها الرئيسان البشير وسلفاكير لدفع مباحثات بلديهما المستمرة في العاصمة الأثيوبية زهاء الشهر ونصف تقريباً،وتقرر استئنافها عشية وصول الرؤساء ببحردار علي بعد 585 كلم شمال شرقي العاصمة أديس أبابا. قمم منتظرة: هذه القمة ينتظر إن يتقاسم فيها أكثر من رئيس الأضواء إلا أن الثلاثي البشير وسلفا ومرسي يتوقع إن يكونوا محل الاهتمام، فالأول والثاني ينتظر أن تجمعهما مساعي قدها الرئيس الأثيوبي لوضع حد للازمات في ما بينهم، وقالت الخرطوم على لسان الناطق باسم خارجيتها العبيد مروح إنه يتوقع إلي حد كبير أن يكون هناك لقاء بين الرئيسين على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا)) كاشفاً عن ترتيبات كبيرة تتم حالياً لعقد هذا اللقاء قبل أن يبدي تفاؤلاً بنجاح الجولة المنتظر انطلاقها اليوم، مؤكداً أن اللقاء المرتقب بين البشير وسلفاكير سيكون تتويجاً لتقدم حقيقي تم إحرازه في جولات المفاوضات السابقة. وكان مسؤولون بالجانبين عبروا عن خشيتهم في وقت سابق من مثل هذا اللقاء بعد ارتفاع أصوات كثيرة تطالب به وعزوا تلك المخاوف إلى وجود عثرات ومخاوف من أن يعقد اللقاء حال خروجه دون نتائج مسارات التفاوض، إلا أن اللقاء المرتقب يأتي في أعقاب جولة ثالثة من المفاوضات الأمنية بين السودان وجنوب السودان أثمرت عن اختراق كبير في الملفات المختلفة. فيما ستكون أديس أبابا المحطة الخارجية الثانية للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي بعد إن تقرر قيادته وفد بلاده إلى القمة الأفريقية الجارية، بعد أيام قليلة من زيارة الرجل للسعودية، لكن أهمية مشاركة مرسي في القمة الأفريقية المرتقبة تنبع من كونها أول مشاركة لرئيس مصري في قمة أفريقية في المقر الدائم للاتحاد الأفريقي بأديس أبابا منذ المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس السابق حسني مبارك عام 1995م، وسيكون أول رئيس مصري يدخل لمقر الاتحاد الأفريقي بعد تحوله من منظمة إلي اتحاد، وتوقعت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية السفيرة مني عمر أن يعقد الرئيس مرسي لقاءات ثنائية مع عدد كبير من الرؤساء والزعماء الأفارقة المشاركين في القمة، أبرزها لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، وأشارت مني إلي أن زيناوي بادر عقب قيام ثورة 25 يناير في مصر بالإعلان عن إرجاء التصديق على اتفاقية ((عنتيبي)) التي وقعت عليها 6 من دول حوض النيل وترفضها مصر والسودان، حتى انتخاب رئيس جديد في مصر، مؤكدة إن إتمام هذا اللقاء، بين الرئيس مرسي وميليس زيناوي، مؤشر على وجود رغبة حقيقية لدي القاهرة بمد يدها تجاه أديس أبابا لتوثيق التعاون في جميع المجالات، قبل أن تقول عمر ((إن القاهرة تسعي لإيجاد صيغة توافقية مع جميع دول حوض النيل لتحقيق استفادة الجميع من مياه النيل)). نقلاً عن صحيفة الصحافة 12/7/2012م