عقد الرئيس السوداني المشير عمر البشير وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جلسة مباحثات مشتركة بالديوان الأميري بالدوحة تطرقت إلي التشاور والتفاكر حول مجريات محادثات السلام بين الحكومة والحركات المسلحة بدارفور والتي تستضيفها الدوحة. وقال وزير الدولة بالخارجية السودانية علي كرتي في تصريح صحفي أنه تم الإتفاق خلال المباحثات علي أسس ومحاور يمكن أن تساعد في تحريك الأمور إلي الإمام مشيرا إلي أن قطر تستضيف هذه المفاوضات وتبذل جهودا كبيرة في محاولة تقريب وجهات نظر الحركات المسلحة للإنخراط في عملية السلام بجانب مشاركة منظمات المجتمع المدني مما كان له الأثر الكبير في تحريك الأمور وقال كرتي أننا الآن نقترب من مرحلة فاصلة ولهذا السبب هناك حاجة كبيرة لمزيد من التشاور حول كيفية تحريك المفاوضات ، وأضاف ان هناك متغيرات موجودة ومتوقعة خلال الأيام القادمة ولهذا السبب اقتضت الضرورة هذا التشاور مع قطر. وأشار كرتي إلي أنه تم خلال المباحثات اطلاع القيادة القطرية علي تطورات الأوضاع في السودان وخاصة الوضع في دارفور والترتيبات الجارية لقيام الإنتخابات والإستفتاء وعاد الرئيس السوداني إلي بلاده قادما من الدوحة بعد زيارة رسمية لدولة قطر استغرقت يوما واحدا تشاور خلالها مع القيادة القطرية حول مجريات المفاوضات بين الحكومة وحركات دارفور التي تستضيفها الدوحة. وقال كرتي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم ان الزيارة جاءت لتنبيه الحركات وتبصيرها بأن الفرصة المتاحة للتفاوض هي الأيام المتبقية من هذا الشهر وبدايات الشهر القادم لأن التغيير الذي يطرأ علي مجريات الأمور سيشمل المفاوض الحكومي إذ أنه ستكون هناك حكومة جديدة ومجالس منتخبة وسيكون هناك وضع جديد في دارفور بعد إنتخاب ولاتها ومجالسها مما يتطلب النظر إلي إمكانية أن تكون هذه المفاوضات مع غير الحكومة القائمة وأن آليات التفاوض يمكن أن تتغير. وأضاف كرتي أن ذلك لايعني أن الحكومة السودانية قد تخلت عن التفاوض ولكن لابد من وضوح هذه الرؤية لأن أي تأخير للمفاوضات الآن معناه إضاعة فرصة كبيرة مؤكدا عزم الحكومة السودانية علي مواصلة المفاوضات. وأشار كرتي إلي أن أي إتفاق يتم التوصل إليه بين الحكومة والحركات يمكن أن يشمل مابعد الإنتخابات. وأضاف الوزير كرتي أن الفترة الأخيرة قد شهدت تحركات كبيرة من قبل الوسيط القطري مع المنظمات العاملة في الشئون الإنسانية والمهتمة بأمر دارفور والمفاوضين من حركات دارفور مشيرا إلي جاهزية الوسيط لبداية التفاوض قائلاً ان الأيام القادمة ستشهد مواقف أكثر وضوحا. وأوضح كرتي أن زيارة الرئيس السوداني للدوحة هدفت إلي جعل الأيام القادمة بداية لمفاوضات نهائية مبينا أن ذلك كان محط اهتمام القيادتين.