في عام 2005م وعقب عودة قيادات الحركة الشعبية وتوقيع اتفاقية السلام بنيفاشا، وتم انتخاب مالك عقار من قبل الشعب والي لولاية النيل الأزرق في انتخابات نزيهة شهد لها العالم اجمع. وأبدت القوي السياسية بولاية النيل الأزرق تفاؤلاً واضحاً تجاه مواقف مالك عقار الرافضة لمبدأ الحرب والداعمة للحوار والتفاوض وتفالت القوى السياسية بالولاية عندما التقى عقار بالرئيس السوداني واعتبرها البعض خطوة ايجابية لدفع عملية السلام بولاية النيل الأزرق. وظهر مالك عقار خلال التنوير الذي قدمه لفعاليات ولاية النيل الأزرق حول الأوضاع في الولاية ومستقبلها كمن يخلط عملاً صالحاً بآخر سيء، وفي الوقت الذي قدم فيه مقترحات عملية لحل القضايا التي كانت عالقة بينه والحكومة المركزية في الخرطوم بدا عقار متنمرا ومتوتراً لأبعد حد وأرجاء المراقبين ذلك إلى الحالة النفسية والتي مكث شهراً كاملاً حتى يتثنى له مقابلة رئيس دولة الجنوب سلفاكير وهذا الأخير قال في خطابه أمام المحتفلين باستقلال الدولة الوليدة في 9/7 وهو يشير إلى سكان ولاية النيل الأزرق و ولاية جنوب كردفان قائلاً (لن ننسكم) بعد أن أذعن بقادة المنطقتين إلى خيار الحرب ضد الخرطوم وراهنو على نجاح الحركة الشعبية والتي رفعت شعار السودان الجديد ودغدغت به خيال البسطاء وظنوا بذلك أن الدعم الخارجي الذي تتلقاه الحركة الشعبية من دعم مادي ولوجستي من القوى الخارجية المعادية للسودان سوف يجعلها اقرب إلى سودت الحكم والطريق إلى القصر في الخرطوم. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن واختارت الحركة الشعبية خيار الانفصال عبر كافة مستوياتها القيادية الأمر الذي جعل غالبية الجنوبيين يصوتون لصالح الانفصال بنسبة بلغت 98% وحصر أولئك الذين راهنوا على الخيل الخاسر الهشيم بعد إن وضعوا كل بيضهم في سلة الحركة الشعبية وقطعوا شعرة معاويه مع حكومة السودان وتبنوا أطروحات ومواقف انفصالية وفي مقدمة هؤلاء والي ولاية النيل الأزرق مالك عقار. وكان مالك عقار لا يفوت فرصة كل ما سنحت له إلا أن يتحدث عن موضوع المحبب على قلبه وهو موضوع الهوية، وكان الرجل يردد إن الذين يصرون على الهوية الإسلامية العربية يريدون تمزيق السودان والمعروف عن مالك عقار إنكاره لأي مكون عربي للسودان وهو يطرح تصور للهوية أحادي وعنصري وردد ذلك في خطاب أمام المتخرجين من مدرسة الكادر التابعة للحركة الشعبية في ميدان عقرب بمدينة بحري. وصرح عقار لمجلة (الزرقاء) والتي تصدر في ولاية النيل الأزرق انه لان يفرط في الجيش الشعبي لان قوامه من أبناء النيل الأزرق وهو رمز هويتنا ويري المراقبين أن عقار كان يستعمل كافة الوسائل وفي مقدمتها الهوية لتحريك عواطف الناس وتهيئتهم لصراع طويل يقوده بنفسه كما كان يحين نفسه بذلك، ويتضح ذلك من خلال طلبه من الرئيس السوداني أن يوفد كل من ائبه علي عثمان محمد طه ومساعده نافع علي نافع ليقابلا نظريين لهما من الحركة الشعبية قطاع الشمال ليبحثا القضايا العالقة بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، أما هو فلن يلتقي الرئيس البشير بصفته رئيساً للحركة الشعبية وإنما كوالي للنيل الأزرق فحسب ويري مراقبون إن عقار ما هو إلا رجل مهوس بجنون العظمة وهو لا يعترف أو يصدق انه قد أصبح مكشوفاً سياسياً وعسكرياً إلى الحد البعيد جداً وانه لن يصمد في حرب إن وضعت أوزارها والاستعراض الهزيل الذي قام به إتباع عقار في مدينة الكرمك لا يعبر عن إن الرجل يمتلك قوة عسكرية حقيقية بقدر ما هو إحساس بالضعف بعد إن تبددت أوهام القوة لعبد العزيز الحلو وكان عقار يوحي للحكومة السودانية انه جدير بإحداث الأمن والاستقرار في ولاية النيل الأزرق ومن ما لا يذكر تصريحه عقب أحداث كادقلي بولاية جنوب كردفان 6/6/2010م حينما قال (لن تطلق طلقة واحدة ما دمت على رأس هذه الولاية أي النيل الأزرق، وان من يبادر بالحرب سيحاربه هو بنفسه وبتلك التصريحات والتي أطلقها في تنويره الأخيرة يحاول عقار جاهداً رباطة جأشه وهو يتخوف من إن يطاله مصير الحلو....يتبع