نعتقد أن سوريا ليست راغبة في دخول حرب مع إسرائيل، لكن تبادل الكلمات الساخنة بين الدولتين في الأيام الأخيرة، دفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كانت هذه الحملة الكلامية المتبادلة ستؤدي إلى حرب إقليمية، أم هي مجرد مبارزة إعلامية هدفها خدمة الأمن الداخلي في كل من سوريا وإسرائيل. وكما يعتقد الخبير العسكري اللبناني الياس حنا، فإن السوريين لا يسعون إلى الحرب، لكن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبيرمان ضغط على أوتار سورية موجعة ستجعلهم بالتأكيد يحاولون تعزيز تحالفهم مع إيران وحزب الله لتعطيل أي خطط إسرائيلية لشن حرب على دمشق. في الوقت نفسه، لا تستطيع إسرائيل تحمل حرب ثلاثية الجبهات تشارك فيها إيران وسوريا وحزب الله، وقبل يومين بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وكأنه يسحب تصريحات وزير خارجيته العدوانية تجاه دمشق والتي حذر فيها من ان الرئيس السوري وعائلته سيفقدان السلطة إذا اندلعت حرب بين سوريا وإسرائيل. وفيما تبرهن تصريحات ليبيرمان على طفولة سياسية تحدث عنها الرئيس الأسد لمجلة أميركية، فقد سعى نتانياهو إلى تهدئة الأمور بقوله إن إسرائيل ترغب في التفاوض المباشر مع سوريا. دمشق من جانبها لم تسكت وصدرت عنها عدة ملاحظات قوية أهمها تهديدها بنقل الحرب إلى المدن الإسرائيلية إذا تعرضت سوريا لعدوان، وقولها إن أي حرب جديدة ستكون شاملة سواء بدأت بجنوب لبنان أو بسوريا، وقد فسر الإسرائيليون هذه الملاحظات بأنها تعني أن دمشق ستتدخل عسكريا إذا شنت إسرائيل حربًا على حزب الله. أما الصحف اللبنانية القريبة من حزب الله، فقد ركزت على ضعف الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية العاجزة عن التأقلم مع تغيرات المعركة على الأرض في إشارة إلى حرب «2006»، التي انتهت بفقدان إسرائيل ورقة الردع، واتهمت هذه الصحف الإسرائيليين باستخدام الاستفزاز السياسي والعسكري لتحويل الانظار عن حل الدولتين، وتساءلت عما إذا كانت الدولة العبرية ستترجم التصعيد الكلامي لليبيرمان إلى تصعيد عسكري، وعما إذا كان التصعيد سيبدأ في غزة أم لبنان أم سوريا أم إيران؟! المصدر: الوطن القطرية 7/2/2010