أكد نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف أن بلاده جادة في التوصل إلى سلام مع دولة الجنوب، يتدارك كل سلبيات الماضي التي قال إنها أثرت في ثبات عملية السلام مع حكومة الجنوب. وقال آدم، في تصريح له امس ، "نريد هذه المرة أن نؤسس بقوة لكل اتفاق حتى لا يتأثر بالتقلبات التى تصاحب القيادة في جنوب السودان، ولن نتدخل في شأنهم الداخلي، ولا يهمنا من يقود الحكومة، لكن من يتفق معنا يكن ملزما ويسعى لتنفيذ ماتم الاتفاق علية، ونحن نلتزم من جانبنا فى هذا الشأن". وشدد على أن السودان يريد اتفاقات واقعية تترجم على ارض الواقع وقررات عملية من دولة جنوب السودان بإيقاف دعم "المتمردين" والمعارضة السياسية، وقال "لا بد ان نطمئن لهذه المسألة تماما إضافة لانفصال مكونات الحركات المتمردة فى جنوب كردفان والنيل الازرق من ابناء الجنوب تماما، وانسحاب دولة الجنوب إلى حدود الأول من يناير 1956، وكافة المناطق السودانية التى احتلتها". وأكد نائب الرئيس السوداني أن المنطقة العازلة يجب ان تكون مؤمنة تماما وخالية من اية توترات، وان تتم ادارتها بصورة دقيقة للغاية، وبعد ان تفى دولة الجنوب بهذه الالتزامات الاساسية سننظر فى المواضيع التى يطالب بها الجنوب الذى يستعجل ملف النفط، ولكنه سيكون الملف الاخير. وقال آدم " إننا لانريد أن نفتح أنبوب البترول لكى يغلق مرة اخرى، وهذا ليس جميلا فى حقنا، فهم الذين أغلقوا البترول، ونحن سنفتح البترول لكن بشروط ، وعلى استعداد للتعاون فى هذا المجال، فقط نشترط حسم الملف الأمني، ودعم المتمردين فى دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان بصورة قاطعة، ونؤمن الحدود بصورة نهائية". وأضاف " إذا كانت هناك إرادة سياسية قوية من قبل دولة الجنوب، فان هذا الملف يمكن أن يغلق فى أقل من أسبوع". وفيما يتعلق بمسارات التفاوض الحالية بأديس أبابا بين دولتي السودان والجنوب التي تتم برعاية اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي، قال نائب الرئيس السودانى "إن لقاء البشير وسلفاكير الذى تم على هامش القمة الافريقية باديس أبابا أضفى جوا جديدا للمفاوضات يمكن أن يوصل الأطراف الى السلام المنشود، إضافة للدفع الكبير من القمة الإفريقية والمؤسسات الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي أعطى الإحساس بالأمل الكبير جدا فى التوصل لاتفاق". وأعرب آدم عن أمله في أن يكون الالتزام من جانب الرئيس سلفاكير "التزاما بكل اجهزته"، وقال "وفى هذه الحالة يمكن أن يحدث اختراق كبير جدا فى هذا الملف فى وقت وجيز". وأشار نائب الرئيس السوداني الى وجود "أطراف خارجية" كثيرة قال إنها "لاتريد السلام بين دولتى السودان والجنوب، ولاترضيهم هذه النتائج الإيجابية، وتعول على الجنوب فى استهداف السودان فى عقيدته وثرواته وهويته، وأطراف عالمية عديدة شرعت في أن تتخذ من الجنوب قاعدة انطلاق بالنسبة لنشر سمومها وعداوتها للسودان". من جهة ثانية اعلن الجيش السوداني امس انه رصد سيارات تنقل جرحى من حركة العدل والمساواة المتمردة باتجاه اراضي دولة جنوب السودان بعد قتال دار الاثنين بين عناصره ومقاتلي الحركة المتمردة في جنوب كردفان على الحدود مع دارفور. ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) عن المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد قوله ان "قواتنا رصدت ناقلات تحمل جرحى المتمردين جنوبا لتلقي العلاج في اراضي جنوب السودان". وجاء هذا الاتهام في الوقت الذي يجري فيه السودانان مفاوضات متعثرة في اثيوبيا بوساطة من الاتحاد الافريقي. واضاف المتحدث السوداني "قتلنا اكثر من خمسين من متمردي العدل والمساواة كما جرحت اعداد كبيرة منهم". وتابع ان القوات السودانية "طردت متمردي العدل والمساواة من منطقتي كركدي وام شويكه ودمرت لهم خمسة وعشرين عربة وفقدت عددا من الشهداء" لم يحدده. واصدرت الحركة بيانا وقت متأخر من ليل الاثنين، اكدت فيه حصول معارك مع الجيش السوداني، ولكن من دون ان تشير الى حصيلة القتلى او الجرحى. وجاء في بيان الحركة ان "قواتنا سيطرت على معسكر لجيش النظام في كركدي كذلك سيطرنا على حقل تبلدي النفطي ومنطقة التبون واستولت قواتنا على 36 سيارة عسكرية محملة بالاسلحة والذخائر وعشر شاحنات محملة بالوقود". المصدر: الراية القطرية 25/7/2012