د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفاوض مع قطاع الشمال تفريط في هوية السودان وبداية لحرب جديدة
نشر في سودان سفاري يوم 01 - 08 - 2012

شنَّ الأستاذ غازي سليمان المحامي هجوماً كاسحاً على الحكومة وحزب المؤتمر الوطني على خلفية قبولها المفاوضات مع الحركة الشعبية «قطاع الشمال» واعتبر جلوسها للمفاوضات بمثابة الفخ الذي نصبته الدوائر الصهيونية ممثلة في سوزان رايس وياسر عرمان وعملاء الداخل لإسقاط الحكومة وتدويل النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق مما يستدعي التدخل الأجنبي كما حدث في دارفور. ووصف المعارضة بالضعيفة وأن أغلبها ينضوي تحت لواء مجموعة كاودا التي يقودها ما يسمى بقطاع الشمال على حد تعبيره.. واستغرب تفاوض الحكومة مع تنظيم تابع لدولة أجنبية عميلة للصهيونية.. وأكد أنه بصدد تكوين حزب بدأ تكوينه من حديث الشيخ الكاروري ورد في خطبته الجمعة الماضية بمسجد الشهيد.. يمكن أن يسمى الحركة الإسلامية هدفه وحدة السودان وعدم تفتيته.
أعلن المؤتمر الوطني بدء المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال.. ما هو تعلقيكم على هذه المفاوضات؟
الحكومة دي أصبحت زي «الجداد في الكر يجي أبو الحصين يهز ليهم ضنبه يكاكو» «لو ماح تكتبي الكلام ده ما ح أكمل الحوار».
أنا في تقديري أن شعب السودان أصبح لا يثق في هذه الحكومة بعد القرارات الأخيرة.. والقرارات اتنين.. أولها.. زيادة تعرفة الكهرباء «قبل إلغاء الزيارة» .. الحكومة تقول إنها تستهدف الفئات ذات الاستهلاك الكبير في الكهرباء.. ده كلام غير صحيح ومبرر غير مقبول لي أنا كرجل اقتصادي من بين الفئات ذات الاستهلاك أكثر من 600 كيلو واط في الشهر.. المصانع والأفران ما يقولوا القطاع السكني.. هناك زيادة طالت كل القطاعات وبعدين في عدم احترام للشعب السودان.. أصبحنا كالسوائم يفرضوا علينا الأشياء دون نقاش أو شورى.
لكن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف المعارضة؟!
المعارضة ضعيفة.. لكن هل الحكومة تحتاج لمعارض لتخاف الله في هذا الشعب؟ افرض ما في معارضة أو المعارضة سجمانة.. أليس هناك وازع أخلاقي وديني لهذه الحكومة؟ لكن ردي لهذه الحكومة صحيح معارضة مافي لكن الله في.. القذافي كان عنده معارضة؟ حسني مبارك كان عنده معارضة؟ كانت عندهم أجهزة أمن كانت في التاريخ المعاصر مثل الأسطورة، أين هم الآن؟ ذهبوا بغير رجعة.. أنا والله ما زعلان، أنا شفقان على هذه الدولة وعلى الحضارة العربية والإسلامية.
القرار الثاني: الانحناء للدوائر الأمريكية والصهيونية ممثلة في سوزان رايس وياسر عرمان وعملاء الداخل.. تخيلي حكومة وطنية تعترف بدوائر عميلة للصهيونية العالمية.. دوائر صرحت بأن هدفها إقامة جنوب جديد وشن حرب على الشمال تستهدف هوية السودان العربية الإسلامية تخيلي دولة الإنقاذ تتحاور مع تنظيم تابع لدولة أجنبية عميلة للصهيونية العالمية واليمين المسيحي المتشدد.
لكن هناك انقسامًا داخل الحكومة نفسها حول هذه المفاوضات؟
أنا أنضم للعلماء الأجلاء في المساجد فإن هذا الموقف هو تفريط في السودان الشمالي، وإذا الحكومة دي وصلت إلى طريق مسدود وهذا هو تقديري واختلط عليها الحابل بالنابل أرى أن تدعو أهل الحل والعقد من السودانيين وأن تتشاور معهم..
ومن هم أهل الحل والعقد في رأيك؟
لا أقصد المعارضة، لأن أغلب المعارضة عملاء يتبعون لمجموعة كاودا التي يقودها ما يسمى قطاع الشمال في الحركة الشعبية، تنظيم الشمال ده هو جسم تابع للحركة الشعبية التي تسيطر الآن على جنوب السودان بالوكالة عن اليمين المسيحي المتشدد والدوائر الصهيونية، وأنا أستغرب زيارة وزير الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية لكسب ود الولايات المتحدة.. هل يغيب على وزير الخارجية وهو شخصية محترمة أن هدف الولايات المتحدة هو إسقاط حكومة الإنقاذ؟ وللمرة السادسة والأخيرة مهما فعلت الخارجية لإقناع أمريكا بتغيير سياساتها نحو السودان فأنا أقول له هذه السياسة منذ العام 1984م هدفها تقسيم السودان الشمالي لدويلات صغيرة لا حول لها ولا قوة.
ليس في السياسة عدو دائم أو صديق دائم بل مصالح دائمة ويمكن الخارجية من خلال زيارتها تبحث عن مصالح جديدة؟
مصلحة الولايات المتحدة هي مصلحة إسرائيل في المنطقة، وكما قالت إذاعة صوت العرب.. إسرائيل هي أمريكا وأمريكا هي إسرائيل.. المصالح الأمريكية الإستراتيجية في المنطقة العربية هي تصفية القوى المناهضة لإسرائيل، وقد تمت تصفية العراق وليبيا وخرجت من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي.. الآن تجري تصفية سوريا وتحويلها إلى دويلات صغيرة.
في رأيك ما هي النتيجة الحتمية لهذه المفاوضات؟
في رأيي أن حكومة السودان وقعت في الفخ وهو تدويل ما يجري في جنوب كردفان والنيل الأزرق، والتدويل يعني بناء رأس جسم لبداية حرب جديدة معترف بها دولياً.. صراع جديد كما هو الحال في دارفور ووافقت الحكومة على أن تتدخل الأسرة ا لدولية في موضوع داخلي وهو بعض المتمردين الخارجين عن القانون، كيف تتفاوض الحكومة مع خارجين عن القانون؟ مع ارهابيين؟ مع عملاء دولة أجنبية تهاجم حدود السودان الشمالي؟
لكن هناك ترحيبًا بهذه المفاوضات من بعض القوى السياسية؟
لاحظي أن القوى التي رحبت بالمفاوضات هي القوى التي تدعو لإسقاط الإنقاذ، هي القوى التي ترفع راياتها لإسقاط حكومة الإنقاذ هي رحبت لأن هذا جزء من المخطط، وأنا أعتقد أن الإنقاذ سائرة في محطة المعارضة، وإذا لم ترعوِ وتعود لصوابها «عليّ الطلاق» تسقط، والكلام ده أنا قاريه من بدري وحذرت منه وحذرت من التفاوض مع ما يسمى حكومة جنوب السودان لأنه لا توجد حكومة بالمعنى المفهوم حكومة الجنوب هي حكومة عميلة للولايات المتحدة اسرائيل واستغربت عندما زار وزير الخارجية المصري الأسبق الجنوب للتوسط بين الشمال والجنوب وقلت له.. أنت تضيع في زمنك كان أحسن تسافر إلى إسرائيل.. والولايات المتحدة وتقابل سوزان رايس لأن الصراع في الأساس ليس بين السودان الشمالي وجنوبه بل هو بين السودان الشمالي العربي المسلم وبين أعداء الإسلام وعملاء إسرائيل في المنطقة والطابور الخامس في الداخل..
وما هي البدائل التي تراها؟
أرى أن الإنقاذ إذا فترت أو ضعفت أو خافت عليها ألا تتنازل لأعداء العروبة والإسلام.. عليها أن تتنازل للقوى القادرة على الدفاع عن الإسلام في الشمال.
ما هي هذه القوى البديلة التي ترى أنها تستطيع الدفاع عن الإسلام والعروبة؟
هناك كوادر كثيرة مستعدة للدفاع عن السودان الشمالي وهُويته لكن هذه هي الانحناءة الواضحة، وإذا كان بعض قادة الإنقاذ يعتقدون أن الحوار مع ما يسمى قطاع الشمال سيؤمِّن لهم الجلوس على كراسي الحكم فهم مخطئون، أنا عايز أقول ليهم إن هذا تهديد مباشر لكراسيكم.
وماذا تقترح؟
أن تكون الإنقاذ شجاعة وأمينة مع نفسها ومع شعبها وأن تشرك القوى الوطنية وليس العميلة في اتخاذ القرار.
أي قوى وطنية؟
القوى غير العميلة، لتجمع كاودا، غير العميلة لما يسمى بتجمع المعارضة الذي يسعى لإسقاطها، هناك قوى كثيرة لا تريد إسقاط الإنقاذ في هذه المرحلة أنا شخصياً أعتقد أن هذه الحكومة الحالية فاشلة لكن لا أدعو لإسقاطها بالطريقة التي تدعو لها المعارضة.
كيف إذن؟
عبر صناديق الاقتراع، لأنها حكومة شرعية، وقبلنا نحن مبدأ التداول السلمي للسلطة، لكن هذه الحكومة الحالية رغم أنني لا أدعو لإسقاطها بالقوة لكنني أعتبرها حكومة فاشلة اقتصادياً وسياسياً وبدأ الوهن يظهر فيها للدرجة التي اختلط عليها ما هي مصالح السودان الشمالي وابتدأت تسلمه للدوائر الصهيونية ممثلة في قطاع الشمال.. وتخيلي ياسر عرمان يتحول من خائن للوطن ومن شخصية تواجه قضايا وبلاغات خيانة عظمى إلى كبير المفاوضين بأديس أبابا ده كلام عيب ومضحك.
إذن هل يمكن أن تستنتج لنا الدوافع والمهددات التي دفعت الحكومة لذلك؟
خائفة
من ماذا؟
ما قلت ليك الحكومة أصبحت زي الجداد مع أبو الحصين.. هذا كلام واضح لا فيه لف ولا دوران، والقوى البديلة أنا عارفة وهي عارفاني وموجودة ولن تسمح بإسقاط الإنقاذ بالعنف، والبديل للإنقاذ ليس قطاع الشمال ولا المعارضة العميلة.. البديل للإنقاذ هو القوى الوطنية وأنا منهم.
هذا يقودنا لما يشاع عن أن غازي سلميان انضم لحزب السودان الجديد وأنكم تكونون حكومة ظل لحماية ومراقبة الحكومة؟
أنا لست في حزب السودان الجديد.. أنا مع الحزب الذي يدافع عن السودان الشمالي.
حكومة وشعباً؟
شعباً وهُوية - الحكومة تتغير لكن الهُوية لا تتغير.
هل أنتم فعلاً تكونون حكومة ظل؟
ليس بعد.. لكن التخطيط الذي يجري الآن وسط الدولة سيجعلنا نكون حزبًا والحزب بدأه شيخ الكاروري في خطبته الجمعة الماضية بمسجد الشهيد الخطبة كانت واضحة وأمينة وصادقة.. كذلك إدانة البروفيسور الدكتور عصام أحمد البشير للحوار مع ما يسمى قطاع الشمال.. وهذه العناصر يمكنها قيادة السودان وليس غازي سليمان، هنالك الآلاف ممن هم مستعدون للدفاع حتى الموت عن هُوية السودان.. ولكن الحكومة «كاكت»
هل يمكن أن نسمي المفاوضات كسباً لقطاع الشمال؟
هي ليست كسبًا لقطاع الشمال إنما كسب للدوائر الصهيونية التي يمثلها القطاع.
قد كنت منهم يوما ما؟
أنا لم أكن ضمنهم إطلاقاً، أنا كنت مع الدكتور جون قرنق دمبيور، وعندما اغتيل أصبحت ضد قطاع الشمال، لأن الحركة الشعبية تحولت من حركة قومية إلى عميلة للدوائر الصهيونية، وعندما كنت أهاجم قطاع الشمال وياسر عرمان كان رأي الدولة ممثلة في المؤتمر الوطني أن غازي سليمان يبالغ ولديه مشكلات شخصية مع عرمان.
وأنا بدوري أسألك صراحة ما هو سر العداء بينك وبين عرمان؟
هو سر العداء بين كل وطني سوداني والدوائر المعادية لوحدة السودان وأراضيه.
قطاع الشمال صرَّح مراراً أنه لن يوقف العدائيات وإطلاق النار ما لم تسقط الحكومة الحالية؟
وهذا كلام صحيح، وهم صادقون «والبرقص ما يغطي دقنو» ياسر عرمان يرقص لكن ميزته أنه لا يغطي دقنه نهائي، وأنا في رأيي أن هذه أول خطوة عملية لإسقاط الإنقاذ ألا وهي قبول مفاوضات أديس أبابا.
هناك انقسام داخل الحزب الحاكم حول هذه المفاوضات؟
الكلام عن حزب حاكم هذا ذر للرماد في العيون، وظهر إلينا بالبيان وليس نظرياً أنه ليس هناك حزب حاكم، فالحزب الحاكم رفض الزيادات الأخيرة، والبرلمان رفض زيادة المحروقات، لكن في النهاية السلطة الحقيقية فرضت على الحزب الحاكم وعلى البرلمان أن يوافق على زيادة المحروقات.
إذن أين السلطة الحقيقية؟
السلطة الحقيقية في القصر ومجموعة حوله.. هناك حقيقة يجب أن تقال: المؤتمر الوطني لا يمثل الحركة الإسلامية، هو حزب سلطة سيزول كما زالت السلطة في تونس ومصر وستبقى الحركة الإسلامية.
هل أنت نادم لتركك القطاع بعد موافقة الحكومة على التفاوض معه؟
أنا أختلف مع قطاع الشمال من موقف مبدئي، أنا حالياً أقرب للحركة الإسلامية من الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة أمثال ياسر عرمان.
هناك من يرى أنك متقلب في أفكارك ومواقفك؟
طبعاً متقلب في مواقفي، أنا لست شخصًا جامدًا أو حجرًا أو جبلاً.. مواقفي تتغير بتغير الحال والمواقف والمهددات التي تواجه السودان ولكل مقام مقال ولكل زمان أنغامه.. النغمة الحالية، في السودان هي الوقوف ضد التآمر الذي يجري ضد هُوية السودان في أديس أبابا.. ما يجري هو تفتيت للسودان.
بصراحة شديدة إلى أي حزب تنتمي حالياً؟
أنا حالياً أتمثل ما يقوله وردي أقول ما يرضي ضميري وأنوم مرتاح خالي البال.
حزب معين؟
حزبي هو حزب كل السودانيين الذين يصرون على وحدة السودان الشمالي ووحدة أراضيه.. حزبي هو حزب الشيخ الكاروري لأن خطبة الجمعة عبّرت عن وجهة نظري وما أدلى به عصام البشير يعبِّر عن وجهة نظري.
حركة إسلامية؟
حركة إسلامية بتاعة المؤتمر الوطني؟ لا.. أنا لا أعرف حالياً مركزًا للحركة الإسلاماية .. مركز الحركة الإسلامية بدأ يتجمع من جديد من مسجد الشهيد.. ممكن أن تسميها الحركة الإسلامية أو الحركة الوطنية أو القومية أي اسم.. نحن ضد تفتيت السودان والنيل من وحدته وهويته العربية الإسلامية.
المؤتمر الوطني يقول إن المفاوضات جاءت بناء على قرار مجلس الأمن 2046؟
من هو مجلس الأمن؟ هو أداة صهيونية وهو أصدر «43» قراراً ضد السودان خلال الست سنوات الماضية، إذا كان من يحكم السودان إبليس نفسه وجميع معاونيه لما كانت صدرت ضده مثل هذه القرارات.. إيران يومياً تصدر ضدها قرارات من مجلس الأمن إيه اللي حصل؟ وأنا في رأيي إنه قرارات مجلس الأمن مثلها مثل قرارات الجنائية الدولية كلها أدوات جديدة للاستعمار الجديد والمنظمات الطوعية التي تستهدف السودان.
وبالمناسبة أخاطب الرئيس البشير من منبر صحيفة «الإنتباهة» المحترمة وأطالبه أن يبتدر مشروع قانون يجرم أي منظمة سودانية تستلم مواد من الخارج ويعتبرها عميلة لجهات أجنبية وقد فعلها الرئيس الروسي والمجلس العسكري المصري الذي قبض على أكثر من 400 شخصية مصرية ويقدمهم للمحاكمة باستلام أموال من دولة أجنبية، والسودان الآن مخترق بواسطة الأموال المتدفقة من المخابرات الأجنبية. هذه المنظمات عميلة للدوائر الصهيونية وللاستعمار الجديد.
لكن ظروف السودان تختلف عن مصر وروسيا فهو ضعيف اقتصادياً وقد يكون دعم المنظمات بريئاً؟
السودان ليس دولة ضعيفة، أضعفته حكومته لأنها ضعيفة موارده ليست قليلة لكنها منهوبة.. مشكلتنا مع الإنقاذ أنها جاءت لتحكم السودان فامتلكته للأسف الشديد الحل الوحيد للإنقاذ أن تحترم شعبها وتلتزم جانبه حالياً هي سلطة صفوة.
عرمان يرى أنه لا تفاوض حول الشؤون السياسية قبل الاتفاق على القضايا الإنسانية والإغاثة للمتضررين بجنوب كردفان والنيل الأزرق؟
عرمان شخصية ذكية.. المفاوضات الإنسانية هي مخلب القط اختراق السودان أمنياً والحكومة تريد التفاوض حول الملف الأمني وتخترق الملف الأمني بالتفاوض مع عرمان هذا شيء مضحك في تقديري، فالإنقاذ إما غبية أو خائفة والمثل السوداني يقول «المكتولة ما بتسمع الصايحة».
في رأيك ما هي الدوافع التي دفعت الحكومة فجأة لتغيير موقفها السابق والاعتراف بالقطاع ومفاوضته؟
ده سؤال ذكي ارجع للتاريخ قليلاً، عندما وافقت الحكومة على فصل الجنوب بهدوء وصلتها رسالة تحذير من حسني مبارك الهالك والهالك الآخر القذافي كلاهما كان أداة للولايات المتحدة وإسرائيل أنا لا أعرف الجهة التي جعلت الإنقاذ تتنازل عن موقفها المبدئي وتنحني للقطاع، أنا أعتقد أن هناك جهة أجنبية لا أعرفها.
مجلس الأمن؟
ليس مجلس الأمن .. جهة قد تكون عربية.. ومهما فعلت الإنقاذ فإن الحد الأدنى للدوائر الأمريكية هو رأس الإنقاذ.. أنا الآن أشفق عليها وأنصحها فإن هي قبلت أن تنضم للقوى الحقيقية للدفاع عن السودان فمرحباً بها.. أنا زمان كنت أقول إني مع الإنقاذ في خندق واحد الآن لا.. لأن الإنقاذ تحولت من خندقي لخندق عرمان.
الحكومة تقول إن المرجعية للمفاوضات هي نيفاشا وليس اتفاقًا جديدًا؟
أنا أعرف نيفاشا ومن الذين صاغوا دستور السودان الانتقالي لعام 2005م ومن الذين صاغوا كل القوانين في مرحلة التحول الديمقراطي.. ليس في نيفاشا ما يسمى قطاع الشمال.. هذا كذب أبلج.. ومن المؤسف أن بعض قادة الإنقاذ يتعاملون مع الشعب وكأنهم سوائم ويعتبرونهم جهلاء وهم السوائم، وأنصحهم إذا فشلوا في قيادة السودان فليسلموا السودان للقوات المسلحة.
وأخيراً أطالب الحكومة أن تلغي كل البلاغات التي حُرِّكت في مواجهة ياسر عرمان بموجب قانون الإرهاب وبموجب القانون الجنائي، فهو متهم بالخيانة العظمى والتخابر مع دولة أجنبية، فكيف تتحاور مع شخصية أنت تتهمها بالإرهاب والتخابر مع دولة أجنبية؟
نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 1/8/2012م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.